جيرمي كوربن: الرئيس التونسي انقلب على المسار الديمقراطي وسيخضع للمساءلة (فيديو)

قال جيرمي كوربن رئيس حزب العمال البريطاني السابق إن ما جرى في تونس انقلاب على المسار الديمقراطي، وإن الرئيس التونسي قيس سعيّد أساء استغلال القانون.

جاء ذلك في لقائه مع برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، الأحد، تعليقًا على الوضع الراهن في تونس وسبل الخروج من هذا المأزق.

وكان كوربن قد غرّد عبر تويتر بشأن الأزمة التونسية واصفًا ما جرى في تونس على أنه انقلاب، داعيًا إلى إنقاذ الوضع الراهن في مهد الربيع العربي.

وفي حديثه للجزيرة مباشر، قال كوربن “كنت في تونس أثناء الربيع العربي، وشهدت البذور الأولى للثورة التونسية، لكن الأزمات الاقتصادية ظهرت خلال العشر سنوات الأخيرة، لكن ذلك لا يبرر ما أقدم عليه سعيّد”.

وتابع “عبرت عن قلقي وهو أن ما حدث كان انقلابًا نفذه الرئيس التونسي جمَّع من خلاله كل أوراق اللعبة في يده، وهذا خطر يهدد الديمقراطية التونسية التي أوجدها الربيع العربي”.

وبخصوص منطلقات الرئيس سعيّد واستناده على المادة 80 من الدستور، قال رئيس حزب العمال البريطاني السابق “ثمة تأويلات مختلفة حول سلطات الرئيس، ونتفهّم غضب الشارع التونسي وأزماته الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن ذلك ليس مسوغًا لانفراد الرئيس بجميع السلطات متجاوزًا ما يسمح به الدستور”.

وواصل “أعتقد أن الرئيس التونسي قد أساء استغلال السلطات، وقد وضع نفسه في مأزق، وأدعو القوى الديمقراطية للعودة مرة أخرى إلى تفعيل دور المؤسسات”.

واستطرد كوربن “كانت الإدارة الأمريكية واضحة في دعوتها الرئيس التونسي إلى إعادة تفعيل المسار الديمقراطي في أقرب وقت ممكن، وعلى سعيّد الإسراع في هذه الخطوة، ولا يمكن بعد عشر سنوات من الربيع العربي أن نعود إلى الخلف بما فيه من استبداد”.

وأكد أن تقويض عمل البرلمان خروج عن الديمقراطية بصورة كاملة، معبّرًا عن أمله في دخول سعيّد والأحزاب السياسية المختلفة مرحلة حوار يُفضي إلى تصحيح المسار الديمقراطي وإنقاذ الوضع الراهن.

وأشار كوربن إلى أن أغلب الأحزاب التونسية عارضت قرار الرئيس ووصفت تحركاته بالانقلاب على المسار الديمقراطي، تمثل ذلك في إقالة رئيس حكومة وافق عليه البرلمان، ثم جمّد البرلمان، وهذه بالنسبة لي ليست طريقة ديمقراطية لتصحيح ما أفسدته الحكومة.

وشدَّد كوربن على أن الربيع العربي قد انطلق من تونس بآماله وطموحاته، ويجب الحفاظ على مكتسبات ثورة تونس، مشيرًا إلى أن سعيّد سيخضع للمساءلة -ولو بعد حين- نظير ما اقترفه من إقالة الحكومة بهذه الطريقة وتعليق البرلمان وإقحام الجيش في العملية السياسية، وكلها مؤشرات سيئة”.

وفي السياق، أبلغ سعيّد نظيره الجزائري عبد المجيد تبون خلال اتصال هاتفي، أمس السبت، أن بلاده تسير في الطريق الصحيح لتكريس الديمقراطية والتعددية، مشيرًا إلى أن هناك حزمة قرارات مهمة ستُتخذ قريبا.

وفي 25 يوليو/تموز الماضي، أعلن سعيّد إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعيّن رئيسها مع تجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوما ورفع الحصانة عن النواب.

وقال سعيّد إنه اتخذ هذه القرارات الاستثنائية لإنقاذ الدولة التونسية، لكن غالبية الأحزاب رفضتها بينها ائتلاف الكرامة (18 مقعدا من أصل 217) واعتبرتها انقلابا وخروجا على الدستور، بينما أيدتها أخرى وعدتها تصحيحا للمسار.

في حين، اتهم رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي دولة الإمارات بالعمل على التأثير سلبا في الأوضاع التونسية، مؤكًد أنها (الإمارات) ترى في الديمقراطية الإسلامية تهديدا لسلطتها وتعتقد أن الربيع العربي وُلد في تونس ويجب أن يموت في تونس، وكان هذا الهاجس مبعث دعمها للانقلاب في مصر.

المصدر : الجزيرة مباشر