فرانس برس: الأسلحة الأمريكية غنيمة بيد حركة طالبان في أفغانستان

أحد مقاتلي حركة طالبان في مدينة غزنة-14 أغسطس (رويترز)

أنفقت الولايات المتحدة خلال عشرين عاماً مئات مليارات الدولارات لتدريب الجيش الأفغاني وتجهيزه، لكن ذلك لم يمنعه من الانهيار أمام هجوم حركة طالبان التي باتت تملك ترسانة هائلة غنمتها من “العدو”.

وقال تقرير لوكالة أنباء (فرانس برس) إن هذه الغنيمة غير المتوقعة ساعدت -بحسب خبراء- حركة طالبان التي يمكنها أيضا الاعتماد على مصادرها الخاصة للحصول على أسلحة.

وأشار التقرير إلى حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال فيه ” لقد قدّمنا لشركائنا الأفغان كل الأدوات، دعوني أشدد على ذلك، كل الأدوات” وأوضح التقرير أن ذلك جاء أثناء دفاع بايدن عن قراره سحب القوات الأمريكية من أفغانستان و”ترك الأفغان يقاتلون من أجل مستقبلهم”.

أفراد من حركة طالبان الأفغانية -14 أغسطس(رويترز)

وأكد التقرير” أن عناصر قوات الأمن الأفغانية لم يظهروا رغبة كبيرة في القتال فقد ألقى الآلاف أسلحتهم أحياناً بدون أدنى مقاومة، وسارعت طالبان إلى وضع يدها على هذه الأدوات”.

وتنتشر بشكل واسع على مواقع إلكترونية موالية لطالبان مقاطع فيديو تُظهر مقاتلين من الحركة يصادرون شحنة أسلحة هنا أو هناك ومعظمها مقدّم من قوى غربية.

وفي صور أخرى، لجنود يستسلمون أمام مقاتلي طالبان في مدينة قندوز في شمال شرق البلاد تظهر آليات مصفّحة ومجهّزة بقاذفات صواريخ بين أيدي مقاتلي الحركة.

وفي مدينة (فرح) الغربية يسيّر مقاتلون دوريات في الشوارع على متن آلية رُسم عليها نسر يهاجم أفعى وهي الشارة الرسمية لأجهزة الاستخبارات الأفغانية.

مقاتلون من حركة طالبان في مدينة فرح-11 أغسطس (رويترز)

الاستحواذ على آليات

توضح (جوستين فليشنر) من مؤسسة بحوث التسلح أثناء النزاعات، أنه رغم أن القوات الأمريكية أخذت معها أثناء انسحابها المعدّات التي تُعدّ متطوّرة إلا أن الحركة استحوذت على مركبات وآليات (هامفي) وأسلحة خفيفة وذخيرة أخرى.

ويرى الخبراء أن هذه الغنيمة غير المتوقعة ساعدت إلى حدّ بعيد مقاتلي طالبان والذين بإمكانهم أيضاً الاعتماد على مصادرهم الخاصة للحصول على أسلحة واتُّهمت باكستان خصوصاً في هذا الصدد الأمر الذي نفته على الدوام.

ويؤكد الخبير في كلية للدراسات الدولية في سنغافورة (رافايلو بانتوتشي) أن هذا التسلح لن يساعد الحركة في الوصول إلى كابل فحسب إنما كذلك في تعزيز سلطتها في المدن التي سيطرت عليها.

ومع الانسحاب شبه الكامل للقوات الأمريكية، تجد حركة طالبان نفسها تملك عدداً كبيراً من المعدّات الأمريكية دون الحاجة إلى إنفاق فلس واحد للحصول عليها.

وقال الخبير” إنه أمر خطير للغاية، من الواضح أنها نعمة سقطت عليهم”.

وقبل أسابيع من الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة تعرض طالبان بزهو هذه الترسانة.

ويوضح (جايسون أمريني) وهو عنصر سابق في القوات الأمريكية الخاصة وشارك في غزو أفغانستان عام 2001، أن الأمريكيين كانوا مستعدّين لفكرة أن مقاتلي طالبان سيستحوذون على بعض الأسلحة لكن سقوط المدن بشكل سريع كان السيناريو الأكثر تشاؤماً بالنسبة لهم.

أسلحة و”دعاية”

وفي مطار قندوز، يظهر فرد من طالبان في فيديو على متن دراجة نارية حمراء اللون أثناء مشاهدته مروحية عسكرية على مدرج قريب.

ويشير المحلل السابق في مجال مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي اي ايه) أكي بيريتز إلى أن “ذلك سيكون لأغراض دعائية فقط”.

وأوضح أن الأسلحة الخفيفة أكثر فائدة مثل الآليات التي ستسهّل التنقلات في هذه الأراضي الوعرة وستعزز هذه المعدّات إضافة إلى تراجع معنويات الجيش الأفغاني التهديد الذي تمثله طالبان.

ورغم ذلك، أكدت إدارة بايدن أنها ستواصل تجهيز الجيش الأفغاني الذي يوشك على الانهيار.

الانسحاب “الهزيمة”

وختم التقرير” التاريخ يعيد نفسه بالنسبة للولايات المتحدة، فبعد انسحابها من العراق سيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل منتصف عام 2014، واستولى على أسلحة وآليات أمريكية، واستخدم هذه المعدات بعد ذلك لإعلان الخلافة في العراق وسوريا”.

وعلى “غرار مقاتلي تنظيم الدولة في الموصل، يقف مجنّدو طالبان لالتقاط الصور مبتسمين وهم يحملون ذخائر استولوا عليها في المدن التي سيطروا عليها في كافة أنحاء أفغانستان”.

ويقول المحلل السابق في مجال مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الأمريكية (أكي بيريتز) إن “هذا الانسحاب يتحوّل إلى هزيمة”.

المصدر : الفرنسية