طالبان داخل القصر الرئاسي: “الحمد لله الذي أنجَزَ وَعْدَه”.. نطمئن الجميع وإعلان إمارة أفغانستان الإسلامية قريبا (فيديو)

سيطر مقاتلو حركة طالبان، مساء اليوم الأحد، على القصر الرئاسي بعد ساعات من مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد إلى وجهة لم تُحدد بعد.

وتنقّل عدد من قيادات طالبان في القصر الرئاسي، وقرأ أحد أفراد طالبان آيات من القرآن الكريم من داخل المكتب الذي كان يستقبل فيه الرئيس الأفغاني ضيوفه.

ولم يبق في القصر الرئاسي من أعوان غني سوى حارسه الشخصي، والذي جاء لتسليم القصر لأفراد حركة طالبان.

وقال متحدث باسم الحركة للجزيرة “نطمئن كل المسؤولين في الحكومة السابقة من وزراء الجيش والشرطة وغيرهم وأهالي كابل”، مضيفًا أن الحركة وزعت 15 فردًا على مختلف المناطق مع نشر نقاط تفتيش وحواجز أمنية على مداخل المدينة وفي أماكن متفرقة، وتخصيص مسلحين لحماية السفارات والبعثات الدبلوماسية.

وقال الحارس الشخصي للرئيس غني للجزيرة “من دواعي سروري أن أسلم القصر لمسلحي حركة طالبان، وأن يجري ذلك دون إراقة الدماء، وقد غادر الرئيس غني إلى طشقند، وبعد مغادرته سيطر الرعب على معظم المسؤولين في القصر الرئاسي، حتى إني فكرت بالسفر ووصلت فعليًا إلى مطار كابل”.

واستطرد “اتصل بي من الدوحة السيد معصوم سانكزاي، وأخبرني أنه تحدث مع مسؤولين في حركة طالبان، وبإمكاني التنسيق معهم لتسليم القصر”.

وأضاف “جاءتني توصية من السيد سانكزاي بألا أغادر القصر الرئاسي حتى لا يستغل الآخرون القصر، وربما ينفذوا أعمالًا تخريبية”.

وكشفت مسؤولون في الحركة أنها ستعلن قريبا (إمارة أفغانستان الإسلامية) من القصر الرئاسي في العاصمة كابل، في حين تحفظ أحد قادة الحركة في رده على سؤال الجزيرة: هل تريدون إقامة إمارة إسلامية؟ مشيرًا إلى أنه مهتم بالجانب الأمني وليس الشق السياسي.

وقال صلاح الدين أيوبي -أحد قادة الحركة- إنه “وحسب قرار اللجنة السياسية في طالبان ستكون هناك اجتماعات موسّعة لتشكيل حكومة تشاركية مع أطياف المجتمع الأفغاني كافة”.

وفي معرض رده عن سؤال الجزيرة: متى يعود مسؤولو المكتب السياسي من الدوحة؟ أجاب أيوب “هناك ترتيبات مطلوبة قبل أن يصلوا إلى البلاد”، من دون تحديد طبيعة الترتيبات ولا الموعد المرتقب لعودتهم.

وأضاف الملا حمد الله مسؤول تأمين العاصمة والبعثات الدبلوماسية في طالبان “دخلنا إلى القصر الرئاسي بفضل الله بعد 20 عاما من القتال المتواصل ضد القوات الأجنبية والقوات الحكومية، ونطمئن جميع المسؤولين وقيادات الحكومة الأفغانية السابقة والوزراء وقادة الجيش والشرطة وأهالي كابل”.

وفي السياق، أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني أنه فر من بلاده لتفادي “إراقة الدماء”، مع إقراره بأن “طالبان انتصرت”.

وأبدى غني الذي لم يحدد مكان وجوده ثقته بأن “عددا كبيرا من المواطنين كانوا سيقتلون وأن كابل كانت ستدمر” لو بقي في أفغانستان، مضيفا في رسالة عبر فيسبوك “انتصرت طالبان وهي مسؤولة الآن عن شرف الحفاظ على بلادها”.

وكشفت قناة (كابل نيوز) المحلية أن الرئيس غني وصل إلى سلطنة عمان بعد طاجيكستان، وذلك بالتزامن مع سيطرة حركة طالبان على عاصمة البلاد كابل.

وكتبت القناة التلفزيونية في تغريدة عبر توتير أن الرئيس السابق وصل سلطنة عمان، مضيفة أن أشرف غني وزوجته رولا، وشخصين مقربين له آخرين، هما مهيب وفضلي، غادروا كابل أولا إلى طاجيكستان ثم إلى عمان وهم الآن هناك، دون الكشف عن تفاصيل أخرى.

 

 

ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن مسؤول في طالبان -لم تسمّه- قوله إن الحركة ستعلن قريبا (إمارة أفغانستان الإسلامية) من القصر الرئاسي في العاصمة كابل.

جاء ذلك عقب مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، بالتزامن مع تقدم طالبان ودخولها العاصمة كابل، حسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن مسؤولين محليين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لحساسية القضية.

ولاحقا أكد رئيس مجلس المصالحة الوطنية الأفغانية، عبد الله عبد الله، أن غني غادر البلاد بالفعل.

وقال عبد الله عبر حسابه على فيسبوك “غادر الرئيس الأفغاني السابق أفغانستان، تاركا البلاد في هذا الوضع الصعب”.

في السياق، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي “بعد مغادرة أشرف غني والمسؤولين -ومنعا لحدوث فوضى- تشكلت لجنة لنقل السلطة سلميا”، مضيفًا أن اللجنة مكونة تضم إلى جانبه عبد الله عبد الله وقلب الدين حكمتيار.

من جهته، أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، اليوم الأحد، أن أفراد حركته سيطرت على كابل ومبانيها الحكومية إثر مغادرة القوات الأمنية للعاصمة.

وأوضح مجاهد في تغريدة على تويتر أن الحركة ترغب في بسط سيطرتها على العاصمة بشكل سلمي وأنها لا تستخدم القوة لتحقيق هذا الهدف.

وأكد أن أفراد الحركة سيتولون فرض الأمن في كابل لمنع وقوع أي حالات نهب وسرقة، مؤكدا عدم المساس بمنازل المدنيين.

واستولت طالبان على كل أفغانستان تقريبا فيما يزيد قليلا عن أسبوع واحد، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو على مدى ما يقرب من 20 عامًا لبناء قوات الأمن الأفغانية.

وتمكنت حركة طالبان حتى اليوم من السيطرة على 31 ولاية أفغانية من أصل 34 ولاية بينها العاصمة كابل.

ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001 حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات