ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال هايتي المدمر لآلاف ومشاهد من الكارثة (فيديو)

ارتفعت الحصيلة الموقتة للزلزال الكارثي الذي ضرب السبت جنوب غربي هايتي إلى 1297 قتيلًا، وفق ما أعلنت الحماية المدنية الأحد، بينما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى أكثر من 5700.

وأشارت إلى أن أشخاصًا كثيرين لا يزالون تحت الأنقاض. وكانت الحماية المدنية أشارت في حصيلة سابقة إلى وجود 724 قتيلًا. ويعيد هذا الزلزال إلى الأذهان الذكريات المؤلمة للزلزال المدمر عام 2010.

وضرب زلزال قوته 7.2 درجة، هايتي السبت قرابة الساعة 08,30 (12,30 بتوقيت غرينتش) على بُعد 12 كيلومترًا من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كيلومترًا عن العاصمة بور أو برنس، وفق المركز الأمريكي لرصد الزلازل.

وأدى الزلزال إلى انهيار كنائس ومحال ومنازل ومبانٍ طمر المئات تحت أنقاضها. وعمل السكان على انتشال جرحى من تحت الأنقاض في جهود أشاد بها الدفاع المدني.

مشاهد من الكارثة

وعند الساحل الجنوبي لهايتي (الدولة الواقعة في منطقة الكاريبي)، انهار فندق (لو منغييه) الذي يتألف من طبقات عدة بالكامل في لاس-كايس، ثالثة أكبر مدينة في البلاد.

وانتشِلت جثة مالك الفندق العضو السابق في مجلس الشيوخ بهايتي غابرييل فورتوني، من تحت الأنقاض بحسب شهود. وأكد رئيس الوزراء أرييل هنري وفاته في وقت لاحق.

وشعر سكان مجمل البلاد بالزلزال، وأصدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إنذارًاً  في أعقابه. وتقدر تكلفة الأضرار بسبب الزلزال الذي وقع بالقرب من العاصمة بورت أو برنس المكتظة بالسكان بنحو 8 مليارات دولار.

وتعرضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من مئتي ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، لأضرار كبيرة في وسطها المكون بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.

وصوّر شهود ركام العديد من المباني الإسمنتية، بينها كنيسة يبدو أنها كانت تشهد احتفالًا دينيًا صباح السبت في منطقة تبعد 200 كيلومتر جنوب غرب بور أو برانس.

وتبذل المستشفيات القليلة في المناطق المتضررة جهودًا شاقّة لتقديم الإسعافات، وتفقّد رئيس الوزراء على متن مروحية المناطق الأكثر تضررًا وأعلن السبت حالة الطوارئ لمدة شهر في المقاطعات الأربع المتضررة من الكارثة.

ولم يتضح بعد المدى الكامل للدمار والأضرار التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية في هايتي. ويسابق عمال الإنقاذ والمواطنون العاديون في هايتي الزمن لانتشال الناجين من أنقاض المباني التي دمرها الزلزال قبل وصول عاصفة استوائية وشيكة.

تهديد ومساعدات

أرسلت وزارة الصحة موظفين وأدوية إلى جنوب غربي شبه الجزيرة، لكن الخدمات اللوجستية العاجلة معرضة للخطر بسبب انعدام الأمن الذي تشهده هايتي منذ أشهر.

ويمر الطريق الوحيد الذي يربط العاصمة بالنصف الجنوبي من البلاد على امتداد أكثر من كيلومترين بقليل في حي مارتيسان الفقير الذي تسيطر عليه عصابات مسلحة منذ أوائل يونيو/حزيران ما يعرقل التنقل الحر.

وقال رئيس الوزراء مساء السبت “يجب أن تتمكن كل المساعدات من العبور” بينما أعلنت جمهورية الدومينيكان المجاورة لهايتي والواقعة على الجزيرة نفسها إرسال عشرة آلاف حصة غذائية عاجلة ومعدات طبية.

وجهز الأطباء الكوبيون البالغ عددهم 253 والموجودون في البلاد للمساعدة في مكافحة جائحة كوفيد-19 مستشفى في بور أو برنس لاستقبال الجرحى وأرسلت الإكوادور فريقًا من 34 مسعفًا للمشاركة في عمليات البحث.

وعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن مساعدة “فورية” من الولايات المتحدة، كما عرضت المكسيك وبيرو والأرجنتين وتشيلي وفنزويلا وإسبانيا المساعدات. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه “يتابع آخر تطورات المأساة في هايتي”.

وتتركز جهود البحث والإنقاذ من جانب الصليب الأحمر الدولي على المنطقة حول البلدات المتضررة بوجه خاص في جيريمي ولاس- كايس بينما تم تجهيز إمدادات إنقاذ لما لا يقل عن 4500 شخص.

زلزال 2010

ولا يزال أفقر بلد في القارّة الأمريكية يتذكر زلزال 12 يناير/كانون الثاني 2010 الذي دمر العاصمة ومدنًا كثيرة وقُتل حينذاك أكثر من 200 ألف شخص وجرح أكثر من 300 ألف آخرين فضلًا عن تشريد مليون ونصف مليون من السكان.

وبعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزلزال المدمر لم تتمكن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية وسياسية حادة من مواجهة تحدي إعادة الإعمار.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات