خبير بالشأن الأفغاني: هذه دلالات مشهد دخول طالبان كابل وهكذا فشل الغرب طوال 20 عاما (فيديو)

قال الدكتور أحمد موفق زيدان، الخبير في الشأن الأفغاني ومؤلف كتاب (صيف أفغانستان الطويل) إن مشهد دخول مسلحي حركة طالبان إلى العاصمة كابل يبدو مطمئنا بشكل مبدئي.

وأضاف زيدان في مقابلة مع الجزيرة مباشر أن طريقة دخول طالبان القصر الرئاسي كانت أشبه بعملية تسليم وتسلم للسلطة، معتبرا أن قيام مسلحي الحركة بطي العلم الأفغاني فقط وعدم حرقه أو إلقائه على الأرض يعطي تطمينات للداخل الأفغاني والخارج أيضا.

وأشار زيدان إلى التصريحات الصينية التي تحدثت عن الرغبة في إقامة علاقة صداقة مع طالبان، موضحا أن بيجين ربما تكون قد التقطت الرسالة وتعتقد أن الحركة الأفغانية ربما تكون مختلفة هذه المرة، فضلا عن رغبتها في أن تملأ الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة.

وأكد زيدان أن باكستان مسرورة بتطورات الأحداث في أفغانستان نكاية في جارتها الهند، إلا أنها تخشى من مشهد وصول طالبان للحكم بهذه السرعة، وهو ما يطرح تساؤلات عدة، أبرزها حدود العلاقة بين طالبان الأفغانية ونظيرتها في باكستان التي تحمل نفس الاسم، خاصة أن الأخيرة متهمة مؤخرا بتفجير حافلة صينية في الأراضي الباكستانية، وأدى الحادث إلى مقتل 16 تقنيا صينيا، وهو ما يمكن أن يؤثر على المشروع الصيني في باكستان وفي أجزاء أخرى من المنطقة.

واعتبر زيدان أنه رغم وجود مخاوف من عودة طالبان إلى الحكم، فإن الولايات المتحدة والدول الغربية فشلت على مدار 20 عاما في تأسيس دولة عصرية تشاركية في أفغانستان.

ونقل عن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف أنه نصح الولايات المتحدة عام 2001 بعدم السماح للتحالف الشمالي الأفغاني المدعوم من واشنطن وطهران بدخول العاصمة كابل، والسماح بتشكيل حكومة تشاركية تضم كافة الأطراف، إلا أن التحالف الشمالي رفض ودخل العاصمة وفرض حكومة همشت عرقية البشتون التي تشكل الأغلبية، وهو الأمر الذي استطاعت طالبان توظيفه ضد أمريكا والحكومة الأفغانية طوال السنوات الماضية.

وتوقع زيدان أن يستغرق الأمر أياما حتى تستطيع قوات طالبان تأمين العاصمة ليمكن أن يدخلها القادة السياسيون، وأن هناك احتمالا بأن يكون هناك تواصل بين طالبان والقيادات الأفغانية الأخرى، وربما يفتح ذلك نافذة للحركة للانفتاح على العالم الخارجي.

المصدر : الجزيرة مباشر