طائرات وآلاف البنادق ونظارات رؤية ليلية.. جعبة طالبان من الأسلحة الأمريكية

حركة طالبان تعلن سيطرتها على غالبية المدن الأفغانية في وقت قياسي (رويترز)

قبل شهر تقريبا، نشرت وزارة الدفاع الأفغانية صورا على وسائل التواصل الاجتماعي لسبع طائرات هليكوبتر جديدة وصلت العاصمة كابل من الولايات المتحدة.

وبعد أيام قليلة، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للصحفيين في مقر وزارته “سيستمرون في تلقي مثل هذا الدعم بوتيرة مستقرة من الآن فصاعدا”.

لكن في غضون أسابيع، كانت حركة طالبان قد سيطرت على أغلب أنحاء البلاد وعلى أي أسلحة وعتاد تركتها القوات الأفغانية أثناء فرارها.

وأظهر تسجيل مصور أفراد من طالبان أثناء تقدمهم وهم يتفقدون صفوفا طويلة من المركبات ويفتحون صناديق ممتلئة بأسلحة نارية جديدة ومعدات اتصال وحتى طائرات عسكرية مسيرة.

ويقول مسؤولون أمريكيون -حاليون وسابقون- إن لديهم مخاوف من أن تُستخدم تلك الأسلحة في قتل مدنيين، أو تقع في يد جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة، وتُستغل في مهاجمة مصالح الولايات المتحدة في المنطقة أو تسلم لخصوم لها مثل الصين وروسيا.

مقاتلو طالبان يسيّرون دوريات في شوارع كابل بعد السيطرة عليها (رويترز)

وذكر مسؤول أمريكي لوكالة رويترز أن التقييم الاستخباراتي الحالي يشير إلى أن طالبان سيطرت على أكثر من ألفي عربة مدرعة منها ما هو من طراز (هامفي) الأمريكي، وما يصل إلى 40 طائرة قد يكون من بينها طائرات من طراز (يو.إتش-60 بلاك هوك) وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات عسكرية مسيرة من طراز (سكان-إيجل).

وتشعر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بقلق بالغ فيما يتعلق بتلك الأسلحة وتبحث عددا من الخيارات.

وقال المسؤولون إن شن ضربات جوية لاستهداف العتاد العسكري الأثقل مثل الطائرات الهليكوبتر لم يُستبعد بعد، لكن هناك قلقا من أن يستعدي ذلك طالبان في وقت تستهدف فيه الولايات المتحدة بالأساس إجلاء الأشخاص لبر الأمان.

عضو في سلاح الجو الأفغاني يقود طائرة من طراز A-29 Super Tucano في مطار حامد كرزاي عام 2016 (رويترز)

 جوائز تذكارية

ومن عام 2002 إلى 2017، منحت الولايات المتحدة الجيش الأفغاني أسلحة تقدر قيمتها بنحو 28 مليار دولار وتشمل بنادق ونظارات للرؤية الليلية وطائرات مسيرة لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية.

لكن طائرات مثل الهليكوبتر بلاك هوك كانت أبرز مؤشر واضح للعيان على مساعدة الجيش الأمريكي للقوات الأفغانية وكان من المفترض أن تمنحها أكبر تفوق على طالبان.

ووفقا لمكتب محاسبة الحكومة الأمريكية، فقد زودت الولايات المتحدة القوات الأفغانية بنحو 208 طائرات في المدة بين عامي 2003 و2016.

أحد مقاتلي طالبان يحمل قنبلة صاروخية (آر بي جي) في هرات الأفغانية (غيتي)

وفي الأسبوع الماضي، أثبتت العديد من تلك الطائرات فائدتها للطيارين الأفغان، إذ استخدموها للفرار من طالبان.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن ما بين 40 و50 طائرة وصلت لأوزبكستان يقودها طيارون أفغان يسعون للجوء.

ويقول مسؤولون -حاليون وسابقون- إنه على الرغم من قلقهم من وصول طالبان لطائرات الهليكوبتر، فإن أغلبها بحاجة لصيانة متكررة كما أن تشغيل العديد منها مسألة معقدة دون الحصول على تدريب مكثف.

وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد جوزيف فوتيل -الذي أشرف على عمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان في الفترة من عام 2016 إلى عام 2019 وكان حينها قائد القيادة المركزية الأمريكية- إن أغلب العتاد المتطور الذي وصل لأيدي طالبان بما في ذلك الطائرات لم يكن مزودا بتقنيات أمريكية حساسة.

وأضاف “في بعض الحالات، سيكون جانب منها أشبه بالجوائز التذكارية”.

 القتال ليلا

وهناك مخاوف آنية تتعلق بالأسلحة والعتاد الأسهل استخداما مثل نظارات الرؤية الليلية.

فمنذ 2003، زودت الولايات المتحدة القوات الأفغانية بما لا يقل عن 600 ألف قطعة سلاح مشاة بما يشمل بنادق من طراز إم16 و162 ألف قطعة اتصالات و16 ألف جهاز للرؤية الليلية.

وقال فوتيل وآخرون إن الأسلحة الخفيفة التي استولى عليها المسلحون مثل البنادق الآلية وقذائف المورتر وقطع المدفعية بما فيها مدافع هاوتزر قد تعطي طالبان ميزة في مواجهة أي مقاومة قد تستجد في معاقل معروفة بمناهضة الحركة مثل وادي بانجشير شمال شرق كابل.

وقال مسؤولون أمريكيون إن التوقع العام هو أن أغلب الأسلحة سيستخدمها أفراد من طالبان نفسها، لكن من السابق لأوانه الحكم على ما تخطط له الحركة مثل احتمالية تشارك العتاد مع دول منافسة مثل الصين.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز