أهالي قرية بيتا الفلسطينية يواجهون الاستيطان بالليزر

يقول الشباب إن احتجاجاتهم شعبية مستقلة لا تتلقى التعليمات من الطبقة السياسية المنقسمة بشكل كبير (مواقع التواصل)

يتظاهر أهالي قرية بيتا شمال الضفة الغربية المحتلة على طريقتهم مستخدمين أضواء ليزر باللون الأخضر ومطلقين ضجيجا صاخبا لإزعاج المستوطنين الذين أقاموا مستوطنة على أرض تقول الحكومة الإسرائيلية إنها تبحث في ملف ملكيتها.

ويؤكد المتظاهرون في القرية الفلسطينية الواقعة قرب نابلس أن حراكهم يهدف لاستعادة أرضهم، والذي بدأ في يونيو/حزيران الماضي، احتجاجا على إقامة بؤرة (أفيتار) الاستيطانية.

ويقول الشباب إن احتجاجاتهم شعبية مستقلة لا تتلقى التعليمات من الطبقة السياسية الفلسطينية المنقسمة بشكل كبير، إذ يرفعون علما واحدا فقط هو العلم الفلسطيني.

وتعد جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية بموجب القانون الدولي، ويعيش حاليًا أكثر من 470 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية.

وبعد أسابيع من الاشتباكات والتوتر، تم التوصل إلى اتفاق، في 2 يوليو/تموز الفائت، مع مستوطني أفيتار الذين أخلوا المكان لكنهم تركوا فيه منازلهم المتنقلة، فيما تراجعت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن حقوق ملكية الأراضي.

شباب من قرية بيتا يتظاهرون مستخدمين أضواء ليزر باللون الأخضر (مواقع التواصل)

مقاومة شعبية متواصلة

وتواجه القوات الإسرائيلية -التي بقيت متمركزة في المستوطنة- احتجاجات متواصلة من سكان قرية بيتا البالغ عددهم نحو 12 ألف و500 نسمة، فيما استشهد 7 فلسطينيين على الأقل وأصيب أكثر من 700.

ويرى خبراء أن الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية، في وقت سابق من هذا العام، غيرت الشعور السائد لدى عامة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الاحتجاجات ضد إخلاء عائلات من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لصالح مستوطنين، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وتقول رئيسة تحرير موقع (دوز) الفلسطيني الإخباري جلاء أبو عرب إن النزاع الأخير أعاد إحياء روح الوحدة المتلاشية وخصوصا عند الشباب.

وتضيف جلاء لوكالة فرانس برس “للمرة الأولى منذ سنوات لم يعد الشباب ينظرون إلى أنفسهم كضحايا. أصبح هناك شعور بأن الفلسطينيين لن يتلقوا النيران ويجلسون وإنما سيقفون ويواجهون”.

وترى الصحفية أن “الشباب اليوم سئموا النهج الناعم” لكن هذا لا يعني أنهم يؤيدون “حركة حماس بالضرورة”، وأشارت إلى مقتل الناشط السياسي الفلسطيني نزار بنات الذي كان من أشد المنتقدين للسلطة الفلسطينية والذي يشتبه أنه قضى على يد قوات الأمن الفلسطينية، ما أدى إلى خروج تظاهرات واحتجاجات في مدن فلسطينية عدة.

وضع غير مسبوق

وصف رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض الوضع الحالي بأنه “غير مسبوق”، مضيفا في حديث للصحفيين “لا أعرف إلى أي درجة نحن بعيدون عن أن نصبح أمام أزمة حقيقية، ربما هي موجودة بالفعل ويجب أن تتعامل معها القيادة على أنها أزمة”.

ودعا فياض إلى “تغيير التوجه بدءا من الاستماع إلى الناس وخاصة الشباب المحبط جدا من الاحتلال ووعود الحرية التي لم تتحقق”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية