نقاش داخل البرلمان الأوربي بشأن انتهاك البحرين لحقوق الإنسان والسجناء

الحكومة البحرينية تقوم باحتجاز وإخفاء عدد من الصحفيين والمعارضين والشخصيات الدينية (الفرنسية - أرشيف)

كشف تقرير أن ملف انتهاكات حقوق الإنسان والسجناء السياسيين في البحرين لم يعرف أي تحسن يذكر، بالرغم من الادعاءات التي تقدمها الحكومة البحرينية من خلال التباهي والتركيز على موضوع الحريات الدينية.

وأوضح التقرير الذي نشرته منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” أن ما تقدمه الحكومة البحرينية من قرارات ومواقف بشأن الحريات الدينية لا يخرج عن إطار الزيف والادعاءات التي لا يمكن قبولها.

وأبرز التقرير الذي نشر، اليوم الأربعاء، أن البرلمان الأوربي شهد نقاشا حادا بين عضو البرلمان الأوربي عن فرنسا أفيير بالوشكيويتش ووزير أوربا والشؤون الخارجية جان إيف لودريان، حول موقف فرنسا من استمرار انتهاك الحريات الأساسية في البحرين.

ولفت السيد بالوشكيويتش في سؤاله لوزير الخارجية إلى الانتباه إلى اعتقال شخصيات سياسية من قبل السلطات البحرينية منذ فبراير/شباط 2011.

حسن مشيمع زعيم المعارضة السياسية في البحرين في فترة ما قبل الاعتقال (مواقع التواصل)

وأشار صراحة إلى  زعيم المعارضة السياسية في البحرين حسن مشيمع، والدكتورعبد الجليل السنكيس، الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان.

وأعرب بالوشكيويتش عن قلقه من استمرار انتهاك حقوق كل من مشيمع والسنكيس، ولا سيما بالنظر إلى ظروفهما الصحية المتدهورة.

وكان حسن مشيمع قد نُقل مؤخرًا إلى المستشفى بعد التدهورالسريع لصحته، بعد أن تقاعست السلطات مرارًا عن تزويده بالرعاية الصحية الكافية في السجن، وما زال محرومًا من الأدوية الأساسية والعلاج، مما يتسبب في معاناته وظهور مضاعفات جديدة على صحته.

الدكتور عبد الجليل السنكيس الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان (مواقع التواصل)

و دخل الدكتورعبد الجليل السنكيس في إضراب عن الطعام منذ 8 يوليو/تموز 2021، احتجاجًا على سوء معاملته في السجن، ومصادرة كتاباته التي قضى أربع سنوات في العمل عليها.

ورغم دخوله أسبوعه السابع في إضرابه عن الطعام، تواصل السلطات حرمانه من حرياته الأساسية وتجاهل مطالبه باحترام حقوقه  الشخصية كإنسان، بحسب المنظمة.

وركز التقرير على أن حالات الإهمال الطبي وغياب الرعاية اللازمة لحسن مشيمع والدكتورعبد الجليل السنكيس، مثال آخر على اضطهاد البحرين للمدافعين عن حقوق الإنسان وقادة المعارضة، فضلاً عن معاملة البحرين المروعة لسجناء الرأي على نطاق أوسع.

واعتبر التقرير أن المخاوف التي أثارها بالوشكيويتش تأتي جنبًا إلى جنب مع الملاحظات الأخيرة التي قدمتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وجماعات حقوق الإنسان الرئيسية الأخرى، والتي نبهت المجتمع الدولي إلى حالة حقوق الإنسان الأليمة داخل البحرين.

وطلب بالوشكيويتش من وزير الخارجية الإفصاح عن موقف فرنسا فيما يتعلق بفشل البحرين في الامتثال للالتزامات الدولية، وإبلاغه بالإجراءات الدبلوماسية المحتملة لمعالجة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تُرتكب في البلاد.

وكانت هجمات البحرين المستمرة على حرية التعبير سببًا في تزايد مستويات القلق داخل المجتمع الدولي، حيث أظهرت الحكومة تجاهلًا خاصًا لهذا الحق في المجالين المدني والسياسي، وواصلت قوات الأمن البحرينية اعتقال منتقدي الحكومة والصحفيين والناشطين والزعماء الدينيين وإساءة معاملتهم، وإخضاعهم لوحشية الشرطة، وفترات السجن الطويلة، وسحب الجنسية بشكل تعسفي.

يذكر أنه يوجد حاليًا حوالي 4000 معتقل سياسي في سجون البحرين.

المصدر : الجزيرة مباشر