متحدث أوربي لـ “الجزيرة مباشر”: طالبان تغيرت لكن من المبكر الحكم على ممارساتها (فيديو)

قال لويس ميغيل الناطق الرسمي للاتحاد الأوربي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن الاتحاد يتابع التطورات الجارية على الأراضي الأفغانية، وما يجري في العاصمة كابل على وجه التحديد، مشيرًا إلى أن أولويات الاتحاد ما زالت على حالها دون تغيير.

ولم يخفِ ميغيل -في لقاء مع برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر- التباين الملحوظ بين النسخة الحالية من طالبان وتلك التي تعامل معها الاتحاد الأوربي قبل عشرين سنة، معيدًا التأكيد على أن التصرفات وحدها هي أساس حكم الاتحاد على النسخة الجديدة من الحركة الأفغانية.

وأضاف “تنفيذ عملية إجلاء المتعاونين معنا بنجاح هو هدفنا، وبتنسيق قوي مع الدول الأعضاء حتى وإن كان بعد انتهاء المدة المسموحة”، وذلك في إشارة إلى الموعد النهائي لوجود القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية، والمحدد بنهاية الشهر الجاري.

وعن احتمالات تمديد عمليات الإجلاء بعد نهاية أغسطس/آب الجاري، قال ميغيل “الموضوع قابل للنقاش، وأولوياتنا هي استكمال هذه العملية بالرغم من أن الظروف صعبة للغاية، والتغطية اللوجستية من جانب الولايات المتحدة أساسية، لكن بعد انسحاب القوات الأمريكية فإن علينا أداء مهمتنا على أكمل وجه ممكن ووفق استطاعتنا، ولدينا تصميم على إنهاء المسألة بنجاح”.

وتابع “هناك فريق صغير في مكتبنا بالعاصمة الأفغانية كابل، وسنناقش هذا الشأن على مستوى الوزراء الأوربيين، الأسبوع القادم”.

وأكد ميغيل عدم التخلي عن المتعاونين الأفغان وعائلاتهم، وشدد على استقبال الأفغان الذين خرجوا من بلدهم في هذا الظرف الصعب، وترتيب ميثاق لجوء وهجرة يؤمّن قناة آمنة ومنظمة لاستقبال اللاجئين ويعيد توطينهم.

واستطرد “لدينا وكالة اللجوء في الاتحاد الأوربي وستصبح متخصصة في مسألة اللجوء بشكل عام وليس على مستوى الاتحاد الأوربي وحده، وهذه خطوة إيجابية للغاية وتدفعنا للأمام، وعلينا اعتماد هذا الميثاق الجديد لتسهيل الإجراءات اللازمة لتوطين الأفغان”.

وبخصوص اعتراف الاتحاد الأوربي بحركة طالبان، قال ميغيل إن الأمر يحتاج وقتًا، وإن محادثات تجري الآن على مستويات مختلفة داخل أروقة الاتحاد حول هذه النقطة وغيرها، مضيفًا أن اجتماع وزراء الداخلية في الاتحاد الأوربي خلال الأسبوع الجاري، لكنه علّق الاعتراف بنوع الحكومة الأفغانية المقبلة وطبيعة تصرفاتها ومدى احترام طالبان للالتزامات الدولية، بما في ذلك مساهمة المرأة في التعليم والصحة.

وأشار ميغيل إلى أن اتصالات مباشرة بين الاتحاد الأوربي وحركة طالبان قائمة، غير أن تُصنّف ضمن التواصل اللوجستي ولا يعني ذلك الاعتراف بطالبان، وأن هذا الاعتراف له متطلبات أكثر من مجرد المحادثات داخل الاتحاد الأوربي.

وعن التواصل مع أفغانستان بعد انتهاء عمليات الإجلاء، قال ميغيل إننا ننظر للمسألة من جانب إنساني، ما يعني أن التواصل مع طالبان مستمر، إذ إن الأزمة الإنسانية في أفغانستان ضخمة حتى قبل وصول طالبان للسلطة، وتوقع تزايد حجم الأزمة مما يستلزم بقاء التواصل مع طالبان لمنع تفاقم الأوضاع الإنسانية عما هي عليه الآن.

وبشأن أداء حركة طالبان خلال الأسبوعين الماضيين، قال الناطق الرسمي للاتحاد الأوربي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنها مدة ليست كافية للحكم على أداء الحركة أو اتخاذ مواقف منها، ولا يمكن البناء على أداء الحركة خلال هذه المدة الوجيزة.

وتعليقًا على طلب الحركة الأفغانية من تركيا تشغيل مطار كابل عقب خروج القوات الأجنبية، قال ميغيل إن تشغيل تركيا أو قطر لمطار كابل مسألة مهمة حتى يتمكن المجتمع المدني من الحركة، وكذلك حتى يمكن إيصال المساعدات الإنسانية في ظل الظروف القائمة.

المصدر : الجزيرة مباشر