تطورات الوضع في أفغانستان.. سقوط صاروخ في العاصمة وضربة أمريكية جديدة ودعوة لإنشاء “منطقة آمنة”

إجلاء عدد من المواطنين الأفغان مع اقتراب الموعد النهائي لخروج القوات الأجنبية
إجلاء عدد من المواطنين الأفغان مع اقتراب الموعد النهائي لخروج القوات الأجنبية (غيتي)

مع الساعات الأخيرة للوجود الأجنبي في أفغانستان، تعالت النداءات الدولية باستمرار عمليات إجلاء المتعاونين الأفغان، والتأكيد على ضرورة التزام طالبان بالسماح بخروجهم، كما شهدت مناطق متفرقة إطلاق نار وسقط صاروخ في العاصمة.

وفيما يلي أبرز التطورات الميدانية في الأراضي الأفغانية:

ضربة أمريكية جديدة

سُمع دوي انفجار تبين أنه ناجم عن سقوط صاروخ، اليوم الأحد، في كابل ما أثار الخشية في البداية من أن يكون ذلك هجوماً جديداً، بعد ثلاثة أيام من هجوم دام على مطار العاصمة الأفغانية حيث تستكمل الدول الغربية عمليات الإجلاء.

ونجم الانفجار عن إطلاق صاروخ “سقط على منزل، بحسب المعلومات الأولية”، وفق ما أفاد مسؤول في الحكومة السابقة التي أطاحت بها حركة طالبان قبل أسبوعين.

وأفاد البنتاغون أن الولايات المتحدة نفّذت ضربة “دفاعية” لطائرة من دون طيار استهدفت آلية مفخخة بهدف “القضاء على تهديد وشيك” للمطار مصدره “تنظيم الدولة” في خراسان.

وكشفت وكالة (أريانا) الأفغانية أن “الغارة الأمريكية في كابل أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، بينهم 4 أطفال، وإصابة 4 آخرين”.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن “6 أشخاص، بينهم 4 أطفال قتلوا، وأصيب 4 آخرون عندما سقطت قذيفة (مورتر) على منزل في حي (خوجة بوغرة) الكائن في الدائرة 15 شمال غرب مطار كابل، مساء الأحد بالتوقيت المحلي”.

وأضاف شهود العيان أن “3 عائلات تعيش في المنزل”.

وأظهرت صورة نشرتها الوكالة على موقعها الإلكتروني الضرر الذي ألحقته القذيفة بالمنزل وسيارة مجاورة.

وقال بيل أوربان متحدثا باسم القيادة المركزية إن “القوات الأمريكية شنت اليوم ضربة جوية دفاعية” بواسطة طائرة من دون طيار من خارج أفغانستان، مضيفًا “نحن واثقون بأننا ضربنا الهدف”.

وأوضح أوربان أن “انفجارات ثانوية مصدرها الآلية أظهرت وجود كمية كبيرة من المواد المتفجرة”، مؤكدا “أننا نبقى يقظين بإزاء تهديدات مقبلة محتملة”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذر، أمس السبت، من هجوم “محتمل جدا” بعد هجوم، الخميس الماضي، قرب مطار كابل والذي تبناه “تنظيم الدولة”، ووفق الحصيلة الأخيرة لهجوم الخميس، سُجل سقوط 90 قتيلا و150 جريحا في المستشفيات المحلية، فيما تحدّثت بعض وسائل الإعلام المحلية عن 170 قتيلا، كما قضى في الاعتداء 13 جنديا أمريكيًا ومواطنان بريطانيان.

ودفع هجوم الخميس طالبان والأمريكيين إلى التعاون بشكل أوثق، وأغلقت الحركة الطرق المؤدية إلى المطار لكنها تسمح للحافلات التي تقلّ ركابا أُدرجت أسماؤهم على لوائح الأمريكيين بالعبور، وفق ما أكد مسؤول في طالبان لفرانس برس.

وفي مواجهة سيل الانتقادات في الولايات المتحدة والخارج لإدارته للأزمة الأفغانية ولعملية الانسحاب من البلد، أكد بايدن مجددًا تمسكه بالمهلة المحددة للجسر الجوي، بعدما دعا الحلف الأطلسي والاتحاد الأوربي بعد الاعتداء إلى مواصلة عمليات الإجلاء رغم كل شيء.

ولا يزال مستوى التوتر مرتفعاً، إذ اعتبر بايدن أن “الوضع على الارض يبقى بالغ الخطورة وخطر هجوم إرهابي على المطار يبقى مرتفعا” وأضاف “أبلغني قادتنا بهجوم محتمل جدا خلال الساعات الـ24 الى الـ36 المقبلة”.

وبعد بضع ساعات، حضت السفارة الأمريكية في كابل جميع الأمريكيين على مغادرة محيط المطار، وهو تحذير تكرره منذ بضعة أيام “بسبب تهديد محدد وموثوق”.

وردًا على ذلك، شنت واشنطن ضربة بواسطة طائرة من دون طيار في أفغانستان أسفرت عن مقتل عنصرين في التنظيم المتطرف وإصابة ثالث، محذرة من أن هذه الضربة لن تكون “الأخيرة”.

وتزامن إعلان الضربة الجوية الأخيرة مع وجود الرئيس الأمريكي وزوجته جيل بايدن، صباح الأحد، في قاعدة دوفر العسكرية شرق واشنطن للقاء عائلات الجنود الضحايا، على أن تقام ظهرا مراسم تكريم لهم.

الساعات الأخيرة للمهلة

ودخلت عمليات إجلاء الأجانب والأفغان الهاربين من نظام طالبان، اليوم الأحد، مرحلتها الأخيرة في مطار كابل، قبل يومين من الانسحاب الأمريكي الكامل المرتقب، المحدد بنهاية الشهر الجاري، وسط خشية من وقوع هجوم جديد.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، لشبكة “إيه بي سي” أنه لا يزال هناك “300 أمريكي أو أقلّ” ينبغي إجلاؤهم من أفغانستان، وقال “نعمل بشكل نشط خلال هذه الساعات والأيام لإخراج هؤلاء الأشخاص”.

ومنذ العودة المفاجئة لحركة طالبان، في 14 أغسطس/آب الجاري، إلى الحكم بعد هزيمة الجيش الأفغاني الذي لطالما كان مدعوماً من الأمريكيين وحلفائهم قبل أن يبدأ هؤلاء انسحابهم، غادر نحو 114 ألفًا و400 شخص البلاد في طائرات استأجرتها الدول الغربية، بحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن البيت الأبيض.

وتراجعت وتيرة عمليات الإجلاء في الأيام الأخيرة، في وقت أعلنت دول أوربية عدة من بينها بريطانيا وفرنسا إنهاء عملياتها للإجلاء، مع ترقب الانسحاب الأمريكي الكامل بعد حرب عقيمة دامت 20 عاما ضد طالبان.

وتحوّلت الفوضى في مطار كابل -الذي يتجمّع حوله آلاف المرشحين للإجلاء- إلى مأساة جراء حمام الدم الذي تسبب به الهجوم الانتحاري الذي نفذه “تنظيم الدولة”، عدو حركة طالبان ومنفّذ اعتداءات دامية أخرى في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن ما يصل إلى 1100 أفغاني مؤهلين للإجلاء إلى بريطانيا بقوا في البلد، فيما أكد قائد القوّات المسلّحة البريطانيّة الجنرال نيك كارتر أن لندن ستستقبلهم إذا تمكنوا من مغادرة البلاد بوسيلة أخرى بعد انتهاء المهلة، معتبرا أن “عدم التمكن من إخراج الجميع أمر مفجع”.

وأعلنت فرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا والسويد، الجمعة، أنها أنهت رحلات الإجلاء، على غرار ألمانيا وهولندا وكندا وأستراليا قبلها.

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، أن فرنسا أجلت 2834 شخصا من أفغانستان وتجري “محادثات” مع طالبان وقطر لمواصلة إخراج الأفغان المعرضين للخطر.

وفي السياق، تعرضت الحكومة البريطانية لسيل من الانتقادات، اليوم الأحد، غداة إتمام انسحابها السريع من أفغانستان، بعد ترك مئات الأفغان المؤهلين للمغادرة في حين جرى إجلاء كلاب وقطط.

وبعد عشرين عاما من الوجود في أفغانستان إلى جانب القوات الأمريكية، غادرت طائرة تقل آخر جنود بريطانيين كابل، مساء أمس السبت.

ودافع رئيس الوزراء بوريس جونسون في مقطع فيديو نُشر على تويتر عن التدخل البريطاني “رغم أننا لم نكن نتمنى المغادرة بهذه الطريقة”.

وأضاف متوجها إلى أسر 457 عسكريا بريطانيا سقطوا في السنوات العشرين الماضية في أفغانستان، أنهم لم يموتوا “عبثا”، بل أن تضحيتهم سمحت بحماية الغرب من هجمات جديدة انطلاقا من هذا البلد وساعدت في منح حق الوصول إلى التعليم لملايين الأفغانيات.

وبخصوص عمليات الإجلاء، تحدث رئيس الوزراء عن “تتويج لمهمة لا تشبه أي شيء رأيناه في حياتنا”، وقد سمحت بإجلاء أكثر من 15 ألف شخص في غضون أسبوعين، بينهم حوالي 8 آلاف أفغاني مؤهلين.

وفي الأسابيع الأخيرة، تم إجلاء أكثر من 112 ألف شخص إلى خارج البلاد في طائرات من مطار كابل، وانجزت غالبية الدول الغربية عمليات الإجلاء.

الفاتيكان يتضامن

وفي روما، دعا البابا فرنسيس، اليوم الأحد، إلى مواصلة مساعدة الأفغان آملا بـ”تعايش أخوي وسلمي” في البلاد.

وقال “أتابع بقلق بالغ الوضع في أفغانستان وأشارك آلام الذين يبكون الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في الهجمات الانتحارية التي وقعت، الخميس الماضي، والذين يبحثون عن المساعدة والحماية”، وفق ترجمة عربية لخطابه نشرها موقع الفاتيكان.

ودعا إلى مواصلة مساعدة الأفغان قبل يومين من الانسحاب الأمريكي المزمع، آملا بـ”تعايش أخوي وسلمي” في البلاد.

 

ماكرون يدعو إلى “منطقة آمنة”

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة نشرت، الأحد، أن فرنسا وبريطانيا ستدعوان في الأمم المتحدة، غدا الإثنين، إلى العمل من أجل إقامة “منطقة آمنة” في العاصمة الأفغانية كابل لمواصلة العمليات الإنسانية.

وقال ماكرون في مقابلة مع الصحيفة الفرنسية (لو جورنال دو ديمانش) إن لندن وباريس تعملان على إعداد “مشروع قرار يهدف إلى تحديد منطقة آمنة في أفغانستان تحت سيطرة الأمم المتحدة تسمح بمواصلة العمليات الإنسانية”.

وتأتي تصريحات ماكرون قبل اجتماع مقرر، غدا الإثنين، للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين) لمناقشة الوضع في أفغانستان.

وقال ماكرون من الموصل -التي زارها الأحد- في جولة بالعراق “أعتقد أن هذا المشروع قابل جدا للتحقيق. لدي أمل أنه سيفضي إلى خلاصة جيدة، لا أرى أن أحداً سيعارض توفير الأمن للمشاريع الإنسانية”.

وتعوّل باريس على مساعدة قطر التي تمتلك بفضل علاقاتها الجيدة مع طالبان “إمكانية ترتيب عمليات نقل جوي أو إعادة بعض الخطوط الجوية”، كما قال ماكرون.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) ورئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) ورئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن (غيتي)

وفي المقابلة مع الصحيفة الفرنسية، أوضح ماكرون أنه يدرس عمليات إجلاء محددة الأهداف “لن تتم عبر المطار العسكري في كابل” وقال “سنرى إذا كان يمكن القيام بذلك عبر المطار المدني للعاصمة أو عبر الدول المجاورة”.

وأجلت فرنسا من أفغانستان 2834 شخصا بينهم 142 فرنسيا و17 أوربيا وأكثر من 2600 أفغاني معرضين للخطر منذ 17 من أغسطس/آب الجاري، أي بعد يومين من سيطرة حركة طالبان على كابل، وفق ما أعلن ماكرون، أمس السبت.

وتمت عمليات الإجلاء عبر نحو “15 رحلة جوية” من طريق الإمارات العربية المتحدة، وفق ما أوضح ماكرون من بغداد عقب انتهاء عمليات الجسر الجوي الذي أقامته باريس.

مقتل جنديين على الحدود الباكستانية

وقال الجيش الباكستاني إن جنديين باكستانيين قتلا، اليوم الأحد، بسبب إطلاق نار من مسلحين عبر الحدود من أفغانستان في أول هجوم من نوعه منذ استيلاء حركة طالبان على العاصمة الأفغانية، وتابع “انتقمنا بقتل اثنين أو ثلاثة مهاجمين”.

والحادث الذي وقع بمقاطعة باجور الباكستانية هو الأول من نوعه منذ سيطرة طالبان على أفغانستان في 15 من أغسطس/آب الجاري.

وباجور من المناطق القبلية المضطربة على الحدود مع أفغانستان والتي اعتبرت منذ فترة طويلة ملاذا للمتشددين من حركات من بينها طالبان الباكستانية.

ولم يحمل الجيش أي جماعة المسؤولية عن الهجوم لكنه يقول إن قادة ومقاتلي طالبان الباكستانية يتخذون من أفغانستان ملاذا بعد عمليات للجيش استهدفتهم.

وقال الجيش في بيان “وفقا لتقارير المخابرات، تسبب إطلاق النار من القوات الباكستانية في مقتل إرهابيين أو ثلاثة وإصابة ثلاثة أو أربعة”.

وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني للصحفيين، الجمعة الماضية، “في ظل التطورات الجارية في أفغانستان نتوقع إمكانية انتقال العنف إلى باكستان”.

الاستعانة بخبرة تركيا في إدارة المطار

وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، الأحد، عن احتمال أن تستعين حركته بالخبرة الفنية التركية للمساعدة في إدارة مطار العاصمة كابل، مشددا على الحاجة إلى استمرار مساعدات الأتراك والاستفادة من تجاربهم في مجالات عديدة، والوصول بالعلاقات مع أنقرة إلى ثقة كاملة متبادلة.

وبشأن رؤية الحركة للاستفادة من خبرات تركيا بعد مغادرة قواتها أفغانستان، قال مجاهد في مقابلة مع قناة (تي آر تي) التركية “نريد علاقات متينة وحسنة، تركيا بلد مهم بالنسبة لنا، ولدى أفغانستان علاقات تاريخية قديمة مع تركيا تريد الحفاظ عليها، وتريد تمتينها أكثر”.

وأضاف “يجب أن نصل بهذه العلاقات إلى ثقة كاملة متبادلة، ولدى شعبَي تركيا وأفغانستان مشتركات عقدية وثقافية ودينية. نرغب في توطيد العلاقة والتقارب أكثر مع الحكومة التركية والشعب التركي، ونحن بحاجة مستمرة لمساعدات الأتراك والحكومة التركية وإلى تجاربهم، سنطلب منهم استمرار التعاون وسنستفيد من تجاربهم في مجالات عديدة”.

وفيما يخص أمن مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، قال مجاهد “نريد أن نطمئن الجميع بأننا دربنا قوات خاصة لأمن المطار، وإذا احتجنا إلى المساعدة في الجانب الفني، يمكن الاستعانة بمهندسين وفنيين أتراك، وفي الجانب الأمني قواتنا تتكفل بذلك”.

مطار كابل يمر بوقت عصيب منذ تولي حركة طالبان السيطرة على البلاد
مطار كابل يمر بوقت عصيب منذ تولي حركة طالبان السيطرة على البلاد (غيتي)

الحكومة المقبلة

وبالنسبة للحكومة المرتقبة، قال المتحدث باسم طالبان “عندما تنتهي مشاوراتنا بهذا الخصوص ويكتمل توحيد الآراء، سنعلن عن تشكيل حكومتنا، نحن مستعجلون وجادون في هذا الأمر”.

واستدرك “لكننا نريد تشكيل حكومة تجنبنا المشاكل وتوفر الأمان والطمأنينة للناس وتقضي على الذرائع التي تؤدي إلى المشاكل، لذلك أخذ التشاور منا وقتا أطول والسبب هو أن دخولنا كابل كان مفاجئا، لم نكن مستعدين لذلك. سنعلن عن التشكيلة الحكومية قريبا”.

وتابع “بعد خروج القوات الأجنبية نستعيد استقلالنا ونتحكم في أمورنا. لدينا ثقة كاملة بمنع حدوث المشاكل، ولدينا ثقة بأن الأمن سيستتب، وستظهر أفغانستان كدولة مستقلة وحرة”.

تعليم المرأة وحقوقها

على صعيد حقوق المرأة في ظل حكومة طالبان، قال عبد الباقي حقاني وزير التعليم العالي بالإنابة في حركة طالبان، اليوم، إنه سيُسمح للنساء الأفغانيات بمتابعة الدراسة في الجامعات لكن من دون الاختلاط مع الطلاب الذكور.

وأضاف حقاني خلال اجتماع لمجلس أعيان (لويا جيرغا) “سيواصل أبناء الشعب في أفغانستان دراساتهم العليا في ضوء حكم الشريعة بأمان ومن دون اختلاط بين النساء والرجال”، مؤكدًا أن طالبان تريد “اعتماد منهج إسلامي منطقي يتماشى مع قيمنا الإسلامية والوطنية والتاريخية ويكون قادرًا أيضًا على المنافسة مع دول أخرى”.

وأكدت الحركة أنها ستحكم بطريقة مختلفة عن فترة حكمها بين 1996 و2001 عندما منعت الفتيات والنساء من الدراسة والعمل، وسيُفصل بين الفتيان والفتيات في المدارس الابتدائية والثانوية، وهو أمر منتشر أساسًا في أفغانستان المحافظة.

وخلال فترة حكمها الأولى، منعت حركة طالبان النساء من المشاركة في الحياة العامة مع فرض عقوبات قاسية عليهن مثل الرجم حتى الموت في حالة الزنا.

والتزمت الحركة في الأيام الأخيرة احترام التقدم الحاصل على صعيد حقوق المرأة لكن وفقا لتفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية، إلا أن الصورة الجديدة التي تريد حركة طالبان إظهارها، تُقابل بالتشكيك مع تساؤلات كثيرة حول احترام الحركة لتعهداتها.

ومع ذلك، لم تحضر أي امرأة اجتماع كابل الذي ضم مسؤولين كبارا في حركة طالبان.

وقالت أستاذة محاضرة في إحدى الجامعات في ظل الحكومة السابقة “وزارة التعليم العالي في حركة طالبان تشاورت مع اساتذة وطلاب من الذكور فقط بشأن استئناف عمل الجامعات”.

وأضافت أن هذا يظهر “منعا منهجيا لمشاركة النساء في عملية اتخاذ القرار والتباين الحاصل بين التزامات طالبان وأفعالها”.

وارتفعت نسبة المسجلين في الجامعات خلال السنوات العشرين الأخيرة خصوصًا في صفوف النساء اللواتي تابعن دروسهن إلى جانب الرجال وحضرن محاضرات مع اساتذة من الذكور.

وفي الأشهر الأخيرة، أثارت سلسلة من الهجمات على مؤسسات تعليمية الذعر في النفوس بعدما حصدت عشرات الضحايا، ونفت طالبان أن تكون خلف هذه الهجمات التي أعلن المسؤولية عن بعضها تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خرسان.

وتعهدت طالبان، في 17 من أغسطس/آب الجاري، بألا تكون الأراضي الأفغانية منطلقا للإضرار بأي دولة أخرى، وأعلنت العفو العام عن موظفي الدولة، ودعت النساء إلى المشاركة بحكومتها المرتقبة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات