محطات فاصلة في التدخل الأمريكي بأفغانستان.. تعرف عليها

قوات أمريكية في أفغانستان(غيتي أرشيف)

أطلق مقاتلو حركة طالبان النار في الهواء مساء أمس الإثنين، احتفالاً بانتصارهم على الولايات المتحدة وعودة الحركة إلى الحكم، بعد حرب دامت عشرين عاماً ودمّرت أفغانستان.

وغادر آخر ستة آلاف جندي أمريكي كانوا يشرفون على عملية إجلاء أجانب وأفغان عملوا لصالح دول أجنبية، مطار كابل ليلة الإثنين الثلاثاء، ما ينهي حربا قوّضت مكانة الولايات المتحدة قوةً عظمى.

وتعهّدت طالبان مراراً بأن تكون أكثر تسامحاً وانفتاحاً مما كانت عليه في فترة حكمها السابق، وكرّر ذلك المتحدث باسم الحركة خلال المؤتمر الصحفي مساء أمس مرة أخرى.

حركة طالبان تسيطر على الأوضاع في أفغانستان
حركة طالبان تسيطر على الأوضاع في أفغانستان (غيتي)

تسلسل زمني

تدخلت الولايات المتحدة التي أنهت انسحابها من أفغانستان ليل الإثنين الثلاثاء، عسكريا في هذا البلد في عام 2001 على رأس تحالف دولي ضد تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001، بدأت القوات الأمريكية حملة جوية بضربات على قوات تابعة لطالبان والقاعدة، ودخلت قوات أمريكية خاصة وأفراد مخابرات لتوجيه حملة القصف وتنظيم قوات المعارضة الأفغانية.

وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2001، دخلت قوات التحالف الشمالي المدعومة من الولايات المتحدة كابل، في وقت انسحبت طالبان إلى الجنوب، وفرّ قادة من جنوب أفغانستان إلى باكستان.

قصفت القوات الأمريكية، كهوف تورا بورا في شرق أفغانستان في ديسمبر/كانون الأول 2001، بعدما تردد أن بن لادن يختبئ بها.

تجميع الصفوف

وفي 2 مايو/أيار عام 2003، أعلن مسؤولون أمريكيون انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في أفغانستان وخلال رئاسة جورج بوش الابن للولايات المتحدة تحول التركيز الأمريكي إلى الاستعداد لغزو العراق.

وتطلب الأمر نقل قوات ومعدات أمريكية وجمع معلومات استخباراتية من أفغانستان، ومنح ذلك طالبان فرصة إعادة تجميع صفوفها ببطء، في بادئ الأمر في جنوب وشرق البلاد.

وفي 17 فبراير/شباط 2009، أمر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وفي أول قرار عسكري مهم بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بإرسال 17 ألف جندي آخر إلى أفغانستان لمواجهة التصعيد في أفغانستان.

وانضمت هذه القوات إلى قوات أمريكية قوامها 38 ألف جندي وقوات من نحو 40 بلدا عضوا في حلف شمال الأطلسي قوامها 32 ألف عنصر كانت بالفعل في أفغانستان.

مقتل بن لادن

في أول مايوأيار عام 2011، قتلت القوات الأمريكية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في غارة على باكستان، وفي الوقت نفسه تقريبا ارتفع عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى نحو 100 ألف جندي.

وجاء ذلك ضمن حملة شهدت تكثيف هجمات الطائرات المسيرة التي تنفذها  وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة في باكستان.

وفي ديسمبر 2011، قال مسؤولون أمريكيون إن دبلوماسيين أمريكيين عقدوا سرا نحو ستة اجتماعات مع ممثلين لحركة طالبان الأفغانية خلال عشرة أشهر سابقة.

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 27 مايو 2014، الخطوط العريضة لخطة لسحب جميع القوات الأمريكية باستثناء 9 آلاف و800 جندي بحلول نهاية العام وسحب البقية بنهاية 2016.

وفي 28 ديسمبر 2014، انتهت المهمة القتالية الأمريكية رسميا بعد انسحاب معظم القوات المقاتلة وبقي نحو عشرة آلاف جندي أمريكي تتركز مهمتهم على تدريب القوات الأفغانية و”مكافحة الإرهاب”.

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ونائبه جو بايدن أثناء متابعة عملية اغتيال أسامة بن لادن (وزارة الدفاع الأمريكية)

استراتيجية ترمب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 21 أغسطس/آب عام 2017، استراتيجيته في أفغانستان، ودعا لانتشار مفتوح للقوات الأمريكية “لإرغام طالبان على التفاوض” على السلام مع حكومة كابل.

وفي 4 سبتمبر 2018، تم تعيين الدبلوماسي الأمريكي الأفغاني المولد زلماي خليل زاد ممثلا خاصا للولايات المتحدة في مسعى لإجراء مفاوضات مع طالبان.

وفي 29 فبراير 2020، وقّعت الولايات المتحدة على اتفاق لسحب القوات مع حركة طالبان في الدوحة ينص على إجراء محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

وبدأت محادثات السلام بالدوحة في 12 سبتمبر 2020 – بين مفاوضي الحكومة الأفغانية وطالبان بعد تأخر دام شهورا.

الملا عبد الغني برادر-حركة طالبان والمبعوث الأمريكي زلماي خليل يوقعان اتفاق الدوحة (غيتي)

وفي 2 ديسمبر 2020، توصل مفاوضو الحكومة الأفغانية وطالبان لاتفاق مبدئي حول خطوات إجرائية تتعلق بمحادثات السلام.

ورغم أن الاتفاق يعد تطورا إداريا إلى حد كبير، فإنه أول اتفاق مكتوب بين الطرفين خلال 19 عاما من الحرب.

وفي 14 أبريل/نيسان 2021، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بقاء القوات الأمريكية لما بعد مهلة مايو/أيار المنصوص عليها في الاتفاق بين واشنطن وطالبان، لكنه يؤكد انسحاب القوات دون قيد أو شرط بحلول 11 سبتمبرأيلول.

وفي 26 يونيوحزيران 2021، اجتمع بايدن بالرئيس الأفغاني أشرف غني في البيت الأبيض ودعا الأفغان إلى اتخاذ القرار حول مستقبلهم مع تعهده بمواصلة تقديم المساعدة الأمنية.

الانسحاب الأمريكي

وفي 2 يوليو 2021، انسحبت القوات الأمريكية من قاعدة باغرام الجوية على بعد 60 كيلومترا إلى الشمال من كابل رغم وصول أعمال العنف في أنحاء البلاد إلى  مستويات تاريخية.

وفي 15 أغسطس آب وبعد مكاسب مذهلة على مدى أسبوع سيطرت خلالها طالبان على مدن أفغانية، استولت الحركة على كابل بغير قتال، وفرّ الرئيس أشرف غني إلى خارج البلاد.

وبدأت الولايات المتحدة والدول الحليفة جسرا جويا طارئا من مطار كابل لإخراج مواطنيها وعشرات الآلاف من الأفغان الذين تعاونوا معها.

وفي يوم 26 أغسطس آب 2021، نفذ (تنظيم الدولة) تفجيرا انتحاريا عند بوابات مطار كابل التي كان الناس يحتشدون حولها وقتل عشرات الأشخاص و13 جنديا أمريكيا.

وكان الهجوم الأكثر إزهاقا للأرواح بالنسبة للقوات الأمريكية في أفغانستان منذ عقد.

ومساء أمس الإثنين 30 أغسطس آب، أعلن الجنرال (فرانك ماكنزي) قائد القيادة المركزية الأمريكية اكتمال انسحاب القوات الأمريكية.

المصدر : الفرنسية + رويترز