“أثبت أنه سفاح”.. صحيفة إسرائيلية تنتقد قتل جيش الاحتلال للفلسطينيين وميزانيته الضخمة

طفل يبكي شقيقه الشهيد في غزة (رويترز)

انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحيتها قتل جيش الاحتلال 4 فلسطينيين في أسبوع واحد واصفة تلك الجرائم بالقتل “غير المبرر”، كما تطرقت أيضا إلى الحديث عن ميزانية الجيش الضخمة.

وقالت الصحيفة إنه عندما بدأ الجنرال أفيف كوخافي عمله رئيسًا لأركان للجيش الإسرائيلي قبل عامين ونصف قال إن هدفه “تشكيل جيش فتّاك”، وقد حافظ على هذا الوعد بالفعل إذ كان الأسبوع الماضي الجيش “قاتلاً بشكل خاص”، على حد قول الصحيفة.

وذكرت أن جنود الجيش الإسرائيلي أطلقوا النار على فلسطيني يبلغ من العمر 41 عامًا فأردوه قتيلًا. وبحسب بيان الجيش فقد أصيب الرجل برصاصة لأنه كان يتحرك بسرعة نحو مجموعة من الجنود وفي يده قضيب حديدي ولم يتوقف حتى بعد أن أطلق الجنود النار في الهواء، ولكن اتضح أن القتيل كان سبّاكًا، وكثيراً ما كان يأتي إلى تلك المنطقة لفتح الصمام الرئيسي للمياه.

وأضافت الصحيفة أن ضحايا الجيش الإسرائيلي خلال أسبوع واحد كانوا صبيًا (12 عامًا)، ومراهقًا (17 عامًا)، وشابًا (20 عامًا)، ورجلًا (41 عامًا) لم يعرّض أي منهم الجنود الذين قتلوهم للخطر.

وأوضحت الصحيفة أن “أصابع الزناد السريعة لجنود الجيش الإسرائيلي وسام عار على الجيش ورئيس الأركان القاتل الذي يترأسه. لقد أثبت الجيش الإسرائيلي أنه سفاح ضد أناس أصغر منه وأضعف منه. فقط الازدراء المطلق لحياة الفلسطينيين يمكن أن يفسر مثل هذا الحصاد الدموي”.

وتابعت “إذا كانت أرواح الفلسطينيين رخيصة في الضفة، فهي لا تساوي شيئًا في قطاع غزة، فمن وجهة نظر هذا الجيش الفتاك لا يوجد شيء اسمه المدنيين (غير المتورطين)، لا النساء ولا كبار السن ولا حتى الأطفال”.

وذكرت الصحيفة مقتل رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر وفتاة تبلغ من العمر 17 عامًا وثلاث نساء ورجل في نيران مدفعية خاطئة خلال الحرب الأخيرة في غزة، مضيفة أن الأسلحة كانت تستهدف منازل المزارعين البدو الذين لم يكن من المفترض أن يكونوا أهدافًا من الأساس.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي (رويترز)

ميزانية ضخمة واتهام الجيش بالسرقة

وفي سياق متصل، هاجم ضابط إسرائيلي سابق حكومة رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت بسبب الميزانية الضخمة التي تم اعتمادها للجيش برغم اتفاقيات السلام التي عقدت مع الدول المجاورة.

وقال الكاتب الإسرائيلي أوري مسغاف في مقال، نُشر أمس الخميس بالصحيفة ذاتها، إن الميزانية السنوية للجيش كانت -قبل 25 سنة- نحو 33 مليار شيكل (دولار=3.25 شيكل)، وفي هذا الأسبوع تمت المصادقة على ميزانية بمبلغ 58 مليار شيكل، أي ما يعادل مليار شيكل عن كل سنة.

وذكر مسغاف أنه “خلال تلك السنوات تم التوقيع على اتفاق أوسلو وتشكيل السلطة الفلسطينية، التي نقلت إليها صلاحيات أمنية كثيرة وتم التوصل إلى سلام مع الأردن، وانسحبنا من لبنان، كما أن مستوطنة غوش قطيف ومستوطنات شمال القطاع أخليت وانفصلت إسرائيل عن غزة، وبقي السلام مع مصر على قيد الحياة، والعراق تفكّك، وسوريا غرقت في الحرب”.

وتابع “باختصار ومع استثناء العدو الإيراني وفروعه فإن التهديدات خبت وميزانية الدفاع زادت ونمت”.

واتهم مسغاف الجيش بالسرقة قائلًا إنه “بعد كل جولة قتال موسمية في قطاع غزة، يقدم في نهايتها الحساب للمستوى السياسي، والشيك على العملية الأخيرة كان بمبلغ 3 مليارات شيكل”.

وأشار إلى أن “ميزانية الجيش التي تمت المصادقة عليها ليست في الحقيقة 58 مليار شيكل، وذلك لأنه إذ أضيفت إليها المساعدات الأمريكية فنحن نتحدث عن 70 مليار شيكل”.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة هآرتس الاسرائيلية