الناطق باسم حزب التجمع الوطني للأحرار: لهذا السبب تصدرنا المشهد السياسي في المغرب

انتخابات سبتمبر 2021 بالمغرب (الأناضول)

رفض شفيق الودغيري الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطني للأحرار الفائز بصدارة الانتخابات البرلمانية المغربية تسمية الأحزاب التي يمكن التحالف معها لتشكيل الحكومة المقبلة في البلاد.

وقال الودغيري في مداخلة مع برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، أمس الخميس، إن الحزب ليست لديه خطوط حمراء ويمكنه التحالف مع جميع الأحزاب السياسية وأنه يمد يده للجميع.

وعاد الناطق الرسمي باسم الأحرار ليقول إن الشرط الأساسي هو “التقاطع مع الحزب في البرامج والأهداف”، وهو الشرط الذي وضعه الأمين العام للحزب عزيز أخنوش في خطابه عقب الفوز بقوله إن حزبه “سيتحالف مع الأحزاب التي تتقاسم معه المبادئ والرؤى”.

حسابات قديمة

وبرر الودغيري اختيار الحزب بالرغبة في “مغرب أفضل”، مضيفا “حتى لا نقع في خطاب المظلومية وإيهام المغاربة بأنه لم نستطع تحقيق ما تم التعاقد عليه كون التحالفات كانت هجينة أو مفروضة”.

ورأى ضيف المسائية أنه ينبغي “القطع مع هذه الممارسات”، في إشارة إلى اضطرار العدالة والتنمية عقب انتخابات 2016 التحالف مع أحزاب رفضتها في البداية.

وفيما عُرف بحالة انسداد (بلوكاج) عاشها المشهد السياسي المغربي لستة أشهر، تدخل الملك محمد السادس لتعيين رئيس حكومة جديد من الحزب الإسلامي الفائز آنذاك -سعد الدين العثماني- خلفا لعبد الإله بنكيران.

وكان بنكيران رفض التحالف مع حزب “الاتحاد الاشتراكي” (يسار) الذي أصر أخنوش على انضمامه مع استبعاد حزب الاستقلال (محافظ).

واعتزل الأمين العام السابق للعدالة والتنمية السياسة بعد الواقعة تنفيذا لشرط أن رئيس الحكومة يجب أن يكون الأمين العام للحزب المتصدر للانتخابات، وهما المنصبين اللذين تقلدهما العثماني، واعتبر أن أخنوش كان سببا في حالة الانسداد تلك.

وعود الفائز

أشار المتحدث باسم الحزب إلى قائد الائتلاف الحكومي السابق (العدالة والتنمية) وقال إن “المغاربة سئموا خطاب التباكي والشكوى الذي كان يمارسه الحزب الحاكم”.

وأوضح المتحدث تصريح أخنوش الذي قال فيه إن “نتائج تصدر الحزب هي رغبة شعبية صريحة في التغيير”، بأنه تغيير سياسي أولا معتبرا أن المواطنين يريدون حلولا مستعجلة وواقعية لمشاكلهم، وهو ما جاء به برنامج التجمع الوطني للأحرار”.

تعهد الحزب بإحداث مليون فرصة عمل وبالتنزيل الفعلي للغة الأمازيغية، التي أقرها دستور 2011 لغة رسمية في البلاد إلى جانب العربية دون التطبيع الكامل معها.

وشدد الودغيري على أن المغاربة يمكنهم محاسبة الحزب مستقبلا معتبرا أن أهم تحد يواجهه هو تنفيذ برنامجه الانتخابي باعتباره التزاما أخلاقيا وسياسيا مع المواطنين، مضيفا أن وزراء الحزب داخل الحكومة قادرون على ذلك رغم ظروف الجائحة.

وصف المتحدث الحزب بـ”الديمقراطي الاجتماعي” وقال إن فوزه جاء باكورة 5 سنوات من العمل في الميدان مع المواطنين من خلال الإنصات لهم والقرب منهم في “أكبر عملية استماع للمواطن عرفها حزب سياسي مغربي” جرى فيها الاستماع إلى 300 ألف مواطن من خلال برنامج “100 يوم 100 مدينة”.

قال الودغيري إن برنامج الحزب صيغ حسب هذه العملية ليصل إلى 5 التزامات أساسية، وهي الحماية الاجتماعية والصحة وتوفير فرص العمل والتعليم وإصلاح الإدارة.

انشقاقات داخل “المصباح”

وأفاد مراسل الجزيرة مباشر، أمس الخميس، أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني قدم استقالته مع قيادات أخرى من الأمانة العامة للحزب.

وأشار إلى دعوة بنكيران إلى استقالة العثماني في رسالة تحمل توقيعه عبر صفحته على فيسبوك.

وقال بنكيران “بصفتي عضوا بالمجلس الوطني للحزب (بمثابة برلمانه) وانطلاقا من وضعي الاعتباري كأمين عام سابق للحزب، وبعد اطلاعي على الهزيمة المؤلمة التي مني بها حزبنا بالانتخابات المتعلقة بمجلس النواب، أرى أنه لا يليق بحزبنا في هذه الظروف الصعبة إلا أن يتحمل السيد الأمين العام مسؤوليته ويقدم استقالته من رئاسة الحزب”.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية الخميس النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، أجريت في 8 سبتمبر/أيلول الجاري، وأسفرت عن فوز حزب التجمع الوطني للأحرار (مشارك في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته).

وقال بيان للوزارة إن “حزب التجمع الوطني للأحرار حصل على 102 مقعدًا فيما حل حزب الأصالة والمعاصرة (معارض) ثانيا بـ86 مقعدا يليهما حزب الاستقلال (معارض) بـ81”.

وأضاف أن “حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشارك في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته) حل رابعا بـ35 مقعد متبوعا بحزب الحركة الشعبية (مشارك في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته) الذي فاز بـ29 مقعدا.

كما حل حزب التقدم والاشتراكية (معارض) سادسا بعدما نجح مرشحوه في الحصول على 21 مقعدًا يليه حزب الاتحاد الدستوري (مشارك في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته) بـ18 مقعدا.

فيما حل حزب العدالة والتنمية (قائد التحالف الحكومي بالبلاد) في المركز الثامن مسجلا تراجعا كبيرا بحصوله على 13 مقعدًا فقط فيما وزعت 10 مقاعد على أحزاب سياسية أخرى، وفق البيان نفسه.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر