رئيس المكتب السياسي السابق لطالبان يبايع الحركة مجددا ويقدم توصيات للمرحلة الجديدة

رئيس المكتب السياسي السابق لحركة طالبان محمد طيب أغا (نيويورك تايمز)

أعلن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة طالبان محمد طيب أغا مبايعته مجددًا للحركة وانضمامه ودعمه الكامل لها وذلك بعد تجاوز النقاط الخلافية وسيطرة طالبان على كابل وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وقال في بيان إن “النقاط الخلافية التي كانت موجودة بيننا وبين الزعامة في طريقة الوصول إلى الهدف قد تجاوزناها بعد سيطرة الإمارة الإسلامية على العاصمة وعلى عموم الأراضي الأفغانية وبهذه المناسبة قررت انضمامي كاملًا إلى الإمارة الإسلامية”.

وهنأ طيب أغا في بيان، اليوم الخميس، زعيم الحركة وقياديها “بتحرير البلاد من الاحتلال” والسيطرة على أفغانستان والدخول إلى كابل بطريقة لم يتوقعها أحد دون إراقة الدماء وتخريب البنيان.

توصيات بشأن المرحلة الجديدة

وقدّم طيب أغا بعض التوصيات للقيادة الحالية لطالبان بشأن المرحلة المقبلة الجديدة، من بينها تشكيل حكومة مسؤولة تضع نصب أعينها خدمة الشعب وتكون مقبولة للداخل والخارج.

كما ينبغي عليها ألا تحصر الحكم في جهة معينة بل تحاول إشراك جميع فئات وأقوام الشعب وأعراقه، وتفوض الأعمال إلى أصحاب الخبرة والكفاءات الشبابية الموجودة في البلاد ولو من النظام السابق، وفق بيان طيب أغا.

ويجب تقوية النظام الجديد، فلا تجعل خدمة الشعب محصورًا في الوظائف الرسمية بل وضع مصالح الشعب نصب أعينها ولو كان ذلك خارج الإطار الحكومي، بحسب البيان ذاته.

رسالة للمجتمع الدولي

وطالب طيب أغا المجتمع الدولي وبالأخص الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة والولايات المتحدة، أن تواصل علاقاتها الدبلوماسية مع النظام الجديد ومع الحكومة الجديدة التي ستتشكل قريبًا.

كما ناشد العالم أن يعترف رسميًا بهذا النظام الجديد والحكومة الجديدة في أفغانستان كممثل شرعي وحيد للبلاد ما يعطي الحكومة الجديدة مزيدًا من الشعور بالمسؤولية ولعب دور إيجابي في القضايا الدولية المختلفة.

وشدد طيب أغا على عدم ترك أفغانستان للعزلة الدولية كما حدث في تسعينيات القرن الماضي حيث إن العواقب السيئة لهذه العزلة لن تقتصر على الشعب الأفغاني فحسب بل سيتعدى إلى بقية العالم أيضًا.

محمد طيب أغا

وكان محمد طيب أغا قد استقال من منصبه في أغسطس/آب 2015، اعتراضًا على اختيار الملا أختر منصور زعيمًا جديدًا للحركة بعد وفاة الملا محمد عمر، معتبرًا ذلك “خطأ كبير لأن كل الزعامات التي انتخبت في الخارج جرّت عواقب وخيمة على الشعب الأفغاني”، وفق بيان الاستقالة.

وأعلن حينذاك إنهاء عمله على رأس المكتب السياسي لطالبان وأنه لا دخل له في البيانات المنسوبة للحركة أو القرارات والإجراءات التي تتخذ باسمها، وأنه لن يقابل أيا من أطراف الداخل أو الخارج إلا بوصفه مواطنًا أفغانيًا وعضوًا في الحركة وزميلًا لزعيمها الراحل.

وغزت الولايات المتحدة أفغانستان في أعقاب هجمات سبتمبر/أيلول 2001 وأطاحت بحكم طالبان بعد أن رفضت الحركة تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

لكن وبشكل خاطف استعادت طالبان السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد الشهر الماضي، بينما انسحب آخر جندي أمريكي من أفغانستان بعد غزو استمر 20 عامًا.

المصدر : الجزيرة مباشر