النيويورك تايمز: قطر ساعدت بإجلاء صحفيين أفغان يعملون بمؤسسات أمريكية تخلت عنهم واشنطن

مدنيون أفغان يستعدون لركوب الطائرة في مطار كابل الشهر الماضي (رويترز)

نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالا للصحفي بن سميث كشف فيه كيف تخلت الولايات المتحدة عن صحفيين أفغان يعملون لدى وسائل إعلام أمريكية بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان الشهر الماضي.

وأوضح سميث أنه حتى وسائل إعلام أمريكية مثل (التايمز) و(وول ستريت جورنال) كانتا تعلمان أن الحكومة الأمريكية لن تكون قادرة على المساعدة في اللحظات الحرجة، ليحل محلها عدد  من الدول الأخرى بقيادة دولة قطر، إلى جانب بعض المجموعات الإغاثية وجمعيات قدامى المحاربين وشركات خاصة.

غير أن بعض مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية أعربوا عن استيائهم من فكرة أن الحكومة الأمريكية تخلت عن الأفغان الذين عملوا جنبًا إلى جنب مع الصحفيين الأمريكيين خلال الحرب التي استمرت 20 عامًا.

وفي المقابلات الهاتفية التي أجراها الصحفي الأسبوع الماضي، أوضح له وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومسؤولان آخران على علاقة وثيقة بعمليات إجلاء الصحفيين وغيرهم من أفغانستان أنه ينبغي أن يبدو الأمر وكأنه نجاح، مشيرين إلى الحجم الكبير لعملية الإجلاء -124 ألف شخص في المجموع- باعتباره الالتزام الأمريكي النهائي للمجتمع المدني في أفغانستان.

وقال بلينكين في مقابلة يوم الجمعة مع الصحفي كاتب المقال “قمنا بإجلاء ما لا يقل عن 700 من وسائل الإعلام التابعة، غالبيتهم من المواطنين الأفغان في ظل أكثر الظروف صعوبة يمكن تخيلها”.

وعندما تعلق الأمر بدور الحكومة، قال وزير الخارجية إنه كان يشير -في المقام الأول- إلى حقيقة أن الولايات المتحدة كانت قادرة على تشغيل مطار حامد كرزاي الدولي، وإلى شجاعة موظفي وزارة الخارجية والجيش الذين عملوا هناك وإلى قرار إدراج الصحفيين ضمن المجموعات “المعرضة للخطر” والمؤهلة لمغادرة أفغانستان.

غير أن الأشخاص في المؤسسات الإخبارية الكبرى وغيرهم ممن دفعوا لإخراج الصحفيين من البلاد قالوا إنهم متشككون في أن الولايات المتحدة كانت ستدعي أنها لعبت دورًا محوريًا في ذلك الخروج الجماعي.

وانتهى الأمر بالمؤسسات الإخبارية الأمريكية الكبرى إلى التعامل مباشرة مع حكومة قطر التي لها علاقات مع طالبان. وقال مسؤول قطري إن حكومته قادت عمليات إجلاء العاملين في وسائل إعلام أمريكية مثل: التايمز، وذي جورنال، والواشنطن بوست، وسي بي إس نيوز، وإن بي سي نيوز، وإيه بي سي نيوز، وإن بي آر، وفايس، وسي إن إن.

وأكد العديد من الأشخاص العاملين في تلك المؤسسات هذه الرواية رغم أنهم تحدثوا مع الصحفي شريطة عدم الكشف عن هويتهم، كونهم ما زالوا يحاولون إخراج صحفييين آخرين من أفغانستان.

كما اضطر العديد من الصحفيين الأفغان الذين عملوا في وسائل إعلام تمولها الحكومة الأمريكية -بما في ذلك إذاعة أوربا الحرة- إلى اتخاذ ترتيبات أخرى. ويقول الصحفي كاتب المقال “أخبرني رئيس إذاعة أوربا الحرة أن حوالي 10 من صحفييه سافروا مع عائلاتهم على متن طائرة خاصة إلى بلد آخر في المنطقة دون أدنى مساعدة من الولايات المتحدة بينما بقي الكثير منهم في أفغانستان”.

وقال بلينكين -في المقابلة- إنه محبط حقًا لأنهم لم يتمكنوا من إجلاء جميع الموظفين الأفغان مضيفًا أن الالتزام بإخراجهم لا يزال مستمرًا.

وأَضاف أن هدفه الحالي هو العمل مع طالبان على سن “نظام هجرة طبيعي”، الذي قال إنه سيكون “طريقة أفضل بكثير للتعامل بشكل شامل مع أولئك الذين يرغبون في المغادرة بدلا من التعامل مع كل حالة على حدة”.

المصدر : نيويورك تايمز