صفقة الغواصات.. فرنسا تهاجم واشنطن وتتحدث عن “انهيار” الثقة بين الحلفاء

وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان (رويترز)

ندد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان بعدم تشاور الولايات المتحدة مع بلاده في قضية الغواصات الأسترالية داعيًا شركاء بلاده الأوربيين إلى “التفكير مليًّا” بالتحالفات.

وقال لودريان خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الإثنين إن “الموضوع يتعلق في المقام الأول بانهيار الثقة بين حلفاء”.

وأوضح قائلًا “هذا الأمر يستدعي من الأوربيين التفكير مليًّا في التحالفات، وندد في هذا الصدد بموقف الولايات المتحدة وبما قال إنها “ردود أفعال تنتمي إلى زمن كنّا نأمل أن يكون قد انتهى”.

وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تقديم تفسيرات وإيضاحات، عندما يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وقال إن الولايات المتحدة تحتاج أيضا أن تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائها الأوربيين، مشيرًا إلى أن فرنسا تدرس جميع الخيارات للرد على تخلي أستراليا عن عقد الغواصات.

خيارات متاحة

وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوربية (كليمون بون) اليوم الثلاثاء إن بلاده لن تنحي جانبًا نزاعها مع أستراليا بشأن تخليها عن عقد الغواصات سريعا وإنها تقيم جميع الخيارات المتاحة للرد على ذلك.

وأوضح قائلًا للصحفيين قبل اجتماع مقرر مع نظرائه في الاتحاد الأوربي في بروكسل “علاقاتنا صعبة للغاية، لا يمكننا التصرف وكأن لم يحدث شيء، ينبغي لنا بحث جميع الخيارات”.

ورحب بون بدعم وزراء خارجية الاتحاد الأوربي في اجتماع انعقد في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، مشددًا على أن هذه مسألة تتعلق بالاتحاد وليست مشكلة فرنسية فحسب.

وفي ذات الشأن قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم الثلاثاء إنه لن يتحدث مع الرئيس الفرنسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على الرغم من الغضب الفرنسي بسبب  إلغاء عقد دفاعي.

وفي حين يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن للتحدث مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لتخفيف حدة التوتر، قال موريسون إنه لن يعقد اجتماعًا منفصلًا مع الرئيس الفرنسي.

وألغت أستراليا الأسبوع الماضي اتفاقا مع مجموعة (نافال) الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، قيمته 40 مليار دولار يهدد اتفاقًا للتجارة بين أستراليا والاتحاد الأوربي.

وستبني أستراليا بدلًا من ذلك غواصات تعمل بالطاقة النووية باستخدام التكنولوجيا الأمريكية والبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية مع هذين البلدين يطلق عليها اتفاقية أوكوس.

وأثار إلغاء الصفقة غضب فرنسا التي اتهمت أستراليا والولايات المتحدة بطعنها في الظهر واستدعت سفيريها من كانبيرا وواشنطن.

وعبرت دول الاتحاد الأوربي عن تضامنها مع فرنسا يوم الإثنين في استعراض للوحدة يُنظر إليه على أنه يهدد مساعي أستراليا للتوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع التكتل الأوربي.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية