أزمة الغواصات.. بايدن وماكرون يتفقان على “التزامات” لإعادة الثقة ونافال تطالب بحقوقها بعد فسخ العقد

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي-22 سبتمبر (رويترز)

تعتزم (نافال غروب) الصناعية الفرنسية إرسال عرض مفصل بالأرقام لأستراليا، يوضح الكلفة التي تكبدتها بعد فسخ العقد الضخم لشراء 12 غواصة فرنسية.

وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة لصحيفة (لو فيغارو) إن المجموعة سترسل بعد أسابيع العرض المفصل، مشيرا إلى أن “أستراليا فسخت العقد لأن هذا يلائمها ما يعني من جهة أخرى أننا لم نرتكب خطأ”.

وأكد أن هذه من الحالات التي نص عليها العقد وسيترتب عنها دفع التكاليف التي تكبدتها المجموعة والتكاليف المرتبطة بتفكيك البنى التحتية والمعلوماتية وإعادة نشر الموظفين، وقال “سوف نطالب بكامل حقوقنا”.

وفي 2016، اختارت أستراليا مجموعة نافال الفرنسية لتزويدها بـ12 غواصة ذات دفع تقليدي (غير نووي) معدلة عن طراز غواصة نووية فرنسية.

وبلغت قيمة العقد الإجمالية 50 مليار دولار أسترالي (31 مليار يورو) عند توقيعه، ما يوازي 90 مليار دولار بعد الأخذ بالتضخم على طول مدة البرنامج مع تخطي حدّ التكاليف.

وكان ذلك أضخم عقد حول معدات دفاعية سواء بالنسبة لأي مجموعة صناعية فرنسية أو لأستراليا، ووصفته فرنسا بأنه “عقد القرن”.

وفي 15 أيلول/سبتمبر الحالي، أعلنت أستراليا فسخ العقد على أن تتزود بغواصات ذات دفع نووي في إطار شراكة إستراتيجية جديدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة “أعلن لنا هذا القرار بدون سابق إنذار”.

مجموعة نافال الفرنسية ستطالب بحقوقها من أستراليا بعد فسخ العقد (رويترز- أرشيف)

إعادة إرساء “الثقة”

وفي ذات الشأن وبعد 6 أيام من اندلاع أزمة الغواصات، أعلن الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون “التزامات” لإعادة إرساء الثقة التي تعرضت لاختبار بين باريس وواشنطن.

وفي مكالمة هاتفية طال انتظارها، حاول الرئيسان إيجاد حل لأخطر أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وفرنسا منذ الرفض الفرنسي لحرب العراق عام 2003.

وجاء في بيان مشترك للبيت الأبيض وقصر الإليزيه أن إجراء مشاورات مفتوحة بين الحلفاء بشأن القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى فرنسا والشركاء الأوربيين كان من شأنه تفادي هذا الوضع.

وقرّر الرئيسان الأمريكي والفرنسي إطلاق “عملية تشاور معمّق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة واقتراح تدابير ملموسة لتحقيق الأهداف المشتركة”.

وفي سياق التهدئة، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عودة السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة إلى واشنطن “الأسبوع المقبل”.

وكانت باريس قد استدعت سفيري الولايات المتحدة وأستراليا في قرار غير مسبوق تجاه حليفين تاريخيين للاحتجاج على إعلان شراكة نتج عنها فسخ عقد ضخم لشراء غواصات فرنسية من جانب أستراليا.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية