القيادي في طالبان عبد السلام ضعيف للجزيرة مباشر: نواجه تحديين رئيسيين في الوقت الراهن (فيديو)

قال عبد السلام ضعيف -القيادي البارز في حركة طالبان والدبلوماسي الأسبق- إن التحدي الذي تواجهه الحركة يمكن تلخيصه في مسألتين، الشرعية الوطنية واستقرار البلاد، فضلًا عن التحدي الاقتصادي.

وأضاف -في حديث لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر- أن الحركة تسعى لحل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده، وخلق علاقات طيبة مع المجتمع الدولي، مع تشكيل حكومة شاملة لاحقًا بعد الحكومة المؤقتة الحالية، ما يسهم في زيادة الاستقرار وصولًا إلى الاعتراف الدولي بأفغانستان في شكلها الجديد.

ونفى ضعيف عدم رضاه عن الحكومة الحالية في بلاده، قائلا إن ما يهمه الوصول إلى بر الأمان وإصلاح الاقتصاد، مشيرا إلى أن هذه مسؤولية الحكومة المؤقتة، مضيفا “عليها كذلك أن تعطي الحقوق لكل أطياف الشعب، وتتحرك سريعًا في ملف الاعتراف الدولي وأن تعمل مع المجتمع الدولي بشكل إيجابي”.

ويعد الاقتصاد هو أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي سيتعين على النظام الجديد معالجتها، وتواجه أفغانستان أزمة مالية مع تجميد الكثير من المساعدات الدولية التي كانت حيوية للاقتصاد، لكنّ برنامج طالبان الاقتصادي ما زال غامضا.

وحتى الآن، لم يتضح كيف ستتمكن طالبان من توفير الأموال اللازمة لدفع رواتب الموظفين الحكوميين وتشغيل المرافق الحيوية (مياه، كهرباء واتصالات).

وفي خضم أزمة السيولة وفيما يكافح السكان أصلا لتغطية نفقاتهم، قالت طالبان إنها طوت صفحة الفساد الذي اتسمت به الحكومة السابقة.

وعن وجود مشاكل داخلية تواجهها الحركة، قال ضعيف “تنقلت في مناطق مختلفة بالبلاد، ولم ألحظ أي مشاكل تذكر”.

وعن معوقات الاعتراف الدولي بالحركة، أكد الدبلوماسي الأفغاني السابق أن كابل قدمت ضمانات بعدم استعمال أراضيها للهجوم على الدول الأخرى، وتعهد بألا تُستخدم لصالح أية منظمة أو جماعة إرهابية، مضيفًا “ما زلنا نكرر هذه الوعود ونتمسك بها، وهذا يشجع على الاعتراف الدولي بأفغانستان”.

وتابع “في الوقت نفسه، فالمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تجاه أفغانستان، وإن كانوا يدفعوننا للخلف ويضعون اشتراطات، فلن يكون ذلك مفيدًا للمجتمع الدولي وحينها لن تكون طالبان قادرة على الوفاء بتعهداتها”.

واستطرد ضعيف “لدى المجتمع الدولي فرصة ذهبية للاستفادة من الأوضاع الحالية في أفغانستان، وعليهم أن يستثمروا هذه الفرصة”.

وتعليقًا على غياب المرأة عن الحكومة الحالية، شدّد ضعيف على أن الحكومة الحالية “مؤقتة”، وتعمل طالبان على أولوياتها الممثلة في إعادة الاستقرار، وقد أكدت طالبان في مؤتمراتها الصحفية بالدوحة وغيرها أنها ستحترم المرأة والمواثيق المختلفة.

وتعد حقوق النساء من أكثر المجالات التي يترقبها الآخرون في سياسة طالبان المؤقتة، وستكون طريقة تعامل الحكومة -المؤلفة من رجال بشكل كامل- مع النساء أمرا حيويًا لأي استئناف للمساعدات الاقتصادية الغربية المعلقة التي تعتمد عليها البلاد.

وقالت الحركة منذ سيطرتها على البلاد إنها ستحترم حقوق المرأة بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، دون الخوض في التفاصيل.

وفي معرض رده عن سؤال غيابه الشخصي عن حكومة طالبان الحالية، قال ضعيف “بالنسبة لي شخصيًا فالأمر ليس مهمًا أن أكون في منصب أو لا، المهم أن تستقر أفغانستان، ومن حيث كوني عضوًا في طالبان فإنني أمد يدي لطالبان من أجل استقلال بلدنا”.

وتابع “لم يُعرض عليّ منصب في الحكومة الانتقالية، لأن الذين حصلوا على المقاعد هم المنتصرون في الوصول إلى السلطة، خلال أغسطس/آب الماضي، وهم أحق بها من غيرهم”.

وبخصوص العلاقات الباكستانية الأفغانية، لا سيّما مع الادعاء بارتهان كابل لإسلام آباد، قال الدبلوماسي الأفغاني السابق “شعبنا بطبيعته يحب الاستقلال، وأفغانستان يجب أن تكون مستقلة، وكان من الضروري -في وقت سابق- أن تتعاون بلدنا مع دول أخرى، وقد انتهت هذه الظروف ولن تُستغل ضد أحد، نريد علاقات طيبة مع باكستان وإيران والهند والدول جميعًا”.

وأضاف “لا نقبل أن تُملي علينا أية دولة شروطًا أيًّا كانت، لدينا روابط أخوة مع الدول ونرتبط بعلاقات محترمة، وحساسية المنطقة تتطلب أن يتفهم الجميع استقلالية أفغانستان، وبعض الدول لديها مباعث قلق مبنية على شكوك وشائعات، وأنصحهم بصقل علاقاتها مع طالبان، وستختفي تلك الشكوك سريعًا، وإن استمرت الشكوك فهذا يرجع لتلك الدول وليس لأفغانستان”.

وسمى ضعيف الهند ضمن الدول التي لديها بواعث قلق من العلاقة الأفغانية الباكستانية، وأكد أن بلاده لم تهاجم الهند ولم تتدخل في الشؤون الهندية الداخلية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات