في الذكرى الـ 21 للانتفاضة الثانية.. تصاعد اقتحامات الأقصى والأردن يحتج رسميا (فيديو)

الانتفاضة الثانية ارتقى خلالها ما يقرب من 4500 شهيد وأصيب نحو 50 ألفًا (الأناضول)

اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بينما اعتقلت شرطة الاحتلال أحد المصلين ومنعت وصول فلسطينيين داخل الخط الأخضر إلى الحرم القدسي للصلاة تزامنًا مع الذكرى الـ 21 للانتفاضة الثانية.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 92 مستوطنًا اقتحموا باحات الأقصى عبر باب المغاربة على شكل جماعات وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية ونفذوا جولات استفزازية بحماية شرطة الاحتلال.

وأفاد شهود عيان بأن افرادا من شرطة الاحتلال اعتدوا بالضرب على شاب في باحات الأقصى ومنعوه من الصلاة قبل أن يعتقلوه ويقتادوه إلى منطقة باب السلسلة.

وحولت شرطة الاحتلال القدس القديمة إلى ثكنة عسكرية ونصبت الحواجز على الطرقات المؤدية للمسجد الأقصى وعمدت على فرض إجراءات مشددة وتفتيشات ودققت في هويات الوافدين إلى الأقصى وعرقلت وصولهم.

وأفاد ناشطون لموقع (عرب 48) بأنه جرى اعتقال شابين من أم الفحم وعكا، أثناء توجههما إلى المسجد الأقصى بعد أن أوقفت الشرطة الإسرائيلية حافلات متوجهة من أراضي الـ 48 (الخط الأخضر) إلى الأقصى.

وكان ناشطون من القدس وأراضي الـ 48، أطلقوا دعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه ردًا على اقتحامات المستوطنين والانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها أمس.

وكان نحو 778 مستوطنًا اقتحموا الأقصى أمس وأدوا طقوسا تلمودية علنية ورفعوا العلم الإسرائيلي في باحاته وقدموا شروحات عن “الهيكل” المزعوم. وبلغت أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى خلال الأيام القليلة الماضية، حدًا غير مسبوق بحجة الاحتفال بالأعياد اليهودية.

مذكرة احتجاج رسمية

في السياق، قالت وزارة الخارجية الأردنية إنها وجهت اليوم الثلاثاء مذكرة احتجاج رسمية طالبت فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني واحترام حرمة المسجد الأقصى.

وأدانت الوزارة في بيان، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف)، وعبّرت عن رفضها للممارسات الإسرائيلية التي تمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين.

وشددت على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم القدسي وتنظيم الدخول والخروج منه.

انتفاضة الأقصى

يصادف اليوم الذكرى الـ 21 لاندلاع الانتفاضة الثانية التي ارتقى خلالها ما يزيد عن 4400 شهيد وأصيب نحو 50 ألفًا بينما قُتل 1100 إسرائيلي بينهم 300 جندي وجرح نحو 4500 آخرون، ووقعت بعد أسبوعين من مفاوضات في كامب ديفيد لم تتوصل إلى حل سلمي للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتميزت الانتفاضة الثانية مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال.

وشهد عصر الخميس 28 من سبتمبر/أيلول 2000 مواجهات بين مصلين وشبان غاضبين وقوات الاحتلال التي اقتحمت باحات الأقصى لتأمين تدنيسه من قبل زعيم حزب الليكود المتطرف أرئيل شارون وعدد من أعضاء حزبه اليمينيين، فكانت تلك الساعات الشرارة الأولى لانطلاق الانتفاضة الثانية، والتي عُرفت فيما بعد باسم “انتفاضة الأقصى”.

وأصيب في أحداث اليوم الأول 20 شابًا بجروح مختلفة وشهد اليوم الثاني الجمعة 29 سبتمبرأيلول، مواجهات أكثر عنفًا بعد انتهاء صلاة الظهر أسفرت عن استشهاد ستة شبان و300 جريح.

ويوم السبت 30 سبتمبرأيلول  وهو اليوم الثالث للأحداث، عم إضراب شامل وحداد عام واتسعت رقعة المواجهات لتشمل كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ما أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيًا واصابة 623.

استشهاد محمد الدرة

وكان من بين الشهداء في ذلك اليوم الطفل محمد جمال الدرة بعد أن حاصرته النيران الإسرائيلية بين يدي أبيه وأمام كاميرات التلفاز فهزت صورته ضمائر البشر في كل أرجاء العالم وصار بذلك رمزًا للانتفاضة الفلسطينية في كل مكان.

وفي اليوم التالي الأحد الأول من أكتوبر/تشرين الأول، استشهد 10 فلسطينيين وأصيب 227 آخرين، واستخدم الاحتلال في تلك المواجهات المروحيات وصواريخ اللاو.

هنا خرجت أولى المظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني في تصديه لقوات الاحتلال لتمتد لاحقًا إلى معظم العواصم والمدن العربية والإسلامية والغربية، حيث شهد بعضها مسيرات مليونية، كما انطلقت حملات تبرع عربية ضخمة ومفتوحة لصالح الانتفاضة وعولج عشرات الجرحى في مستشفيات عربية.

وفي اليوم ذاته أيضًا امتدت المواجهات إلى داخل الخط الأخضر إذ نفذ الفلسطينيون هناك إضرابًا شاملًا وقاموا بالاحتجاج والاشتباك مع وحدات الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت 18 من المشاركين وقتلت شابًا وأصابت 10. وبعدها بأيام، استشهد 13 آخرون خلال مواجهات في أوسع مشاركة للفلسطينيين داخل أراضي الـ 48 في التصدي للاحتلال.

وفي اليوم الخامس للانتفاضة، الإثنين الثاني من أكتوبر تشرين أول، استشهد 8 مواطنين في مواجهات في الداخل المحتل، وفي يوم الثلاثاء سادس أيام الانتفاضة، استشهد 9 مواطنين في الضفة وغزة وكفر مندا.

في 12 أكتوبر تشرين أول، قتل جنديان إسرائيليان بأيدي الشبان الغاضبين بعد أن دخلا مدينة رام الله بطريق الخطأ وردت إسرائيل بشن هجمات صاروخية بعض مقار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بدء مسلسل الاغتيالات

وفي 17 أكتوبر تشرين أول تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب القوات الإسرائيلية ولكن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة أكثر من مئة آخرين بعد أيام، جدّد المواجهات وتصاعدت كمًا ونوعًا.

وبدأت إسرائيل سلسلة اغتيالات لعديد من النشطاء ازادت وتيرها لاحقًا لتشمل معظم الفصائل الفلسطينية وقادتها وعلى رأسها اغتيال الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحمد ياسين، ومئات النشطاء البارزين من مختلف التنظيمات.

وكان من أبرز أحداث الانتفاضة اجتياح عام 2002 التي أطلق عليه جيش الاحتلال عملية “السور الواقي” التي أعادت فيها إسرائيل اجتياح جميع مدن الضفة الغربية، وارتكبت خلالها العديد من المجازر بحق المدنيين أبرزها مجزرة مخيم جنين الذي صمد لأكثر من أسبوعين في وجه آلة القتل والخراب الإسرائيلية.

ودمر الاحتلال البنى التحتية وقطع أوصال المدن والمناطق الجغرافية بالحواجز والسواتر الترابية التي زاد عددها عن 600 حاجز ووصلت أعداد الشهداء إلى المئات والجرحى إلى الآلاف ودمرت مئات المنازل والمنشآت، وكان من أشد نتائجها خرابًا بناء جدار الفصل العنصري الذي التهم 23% من أراضي الضفة وفصل معه أكثر من 70 ألف فلسطيني أراضيهم الزراعية.

الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس (مواقع التواصل)
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية