ناشط أمريكي: هذه خطتنا لمناصرة القضية الفلسطينية داخل الكونغرس (فيديو)

كشف الدكتور أسامة أبو ارشيد المدير التنفيذي لمنظمة (مسلمون أمريكيون من أجل فلسطين) عن خطة فاعلة للحشد السياسي والمجتمعي داخل الولايات المتحدة من أجل دعم الحق الفلسطيني ونصرته يلتحم فيها حراك الشارع مع ممثليه داخل الكونغرس الأمريكي.

وقبل أيام، دشنت منظمة (أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين) أسبوعا لمناصرة الحق الفلسطيني في الولايات المتحدة، وهي الفعالية السنوية السابعة منذ بدء الحملة، عام 2015.

و(أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين) منظمة متماهية مع مؤسسة “مسلمون أمريكيون من أجل فلسطين”، ووفق أبو ارشيد “تقوم الأولى بالعمل السياسي للأخيرة داخل الولايات المتحدة فالمنظمة الأولى مسجلة قانونًا على أن تمارس العمل السياسي دون حدود أو قيود ما يجعل دورهم فاعل ومؤثر، بعكس الثانية مقيّدة كونها معفاة من الضرائب”.

وقال أبو ارشيد خلال لقاء على الجزيرة مباشر إنهم انطلقوا في حملتهم من كونهم مواطنين أمريكيين مهتمين بالعدالة في فلسطين وليس كممثلين لأي طرف أجنبي ولا حتى كفلسطينيين أمريكيين، موضحًا أن مفهوم الوطنية في الولايات المتحدة هو الولاء للوطن والقيم وليس الولاء للنظام أو الرئيس أو الحزب كما في البلدان العربية.

وأضاف “نحن كمواطنين وكناخبين نريد من ممثلينا داخل الكونغرس أن يعكسوا تلك القيم -التي بقيت للأسف نظرية دون انعكاس أو تطبيق- وأن يعرفوا أننا سنصوّت لهم بناء على احترامهم لتلك القيم وأننا سنبني قوتنا السياسية ونراكمها بحيث يدفعوا ثمنًا انتخابيا وسياسيًا إن لم يحترموا تلك الحقوق”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تتبع الكثير من القيم التي تأست عليها نظريًا رغم أنها محترمة وقوية وينبغي أن تنعكس على حياة الأمريكيين والسياسة الخارجية خاصة في التعامل مع الأقليات.

وتابع “لكن الواقع مضاد في كثير من الأحيان لتلك القيم، وما نفعله الآن هو محاولة تطبيق تلك القيم فيما يتعلق بالعالم الفلسطيني، فأمريكا تدعم الأبارتايد (نظام الفصل العنصري) الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وهو نظام لا تقبله قيم الولايات المتحدة”.

وعن كيفية التأثير داخل الكونغرس بهذا الشأن، أوضح “لا نعمل بنظام الضغط المحترف بل بضغط القواعد فنحن كمواطنين أمريكيين نخاطب من يمثلوننا داخل الكونغرس ونطلب منهم أن يمثلوا مصالحنا ويعكسوا قيمنا”.

وتابع “هناك بالفعل تعاطف متزايد في الولايات المتحدة مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عدالة اجتماعية، فلا يمكن لعضو أن يدعي أنه (تقدمي) في كل شيء إلا عندما يتعلق الأمر بفلسطين”.

وأكد “نحن لسنا الطرف الوحيد فكل فئات المجتمع الأمريكي تضغط وتتواصل مع ممثليها في الكونغرس وتطالبهم بسياسات معينة، نحن نحاول أن نبني حالة مجتمعية ضاغطة بصفتنا مواطنين أمريكيين وناخبين، واليوم بدأنا نشهد موجة من أعضاء الكونغرس ممن يؤيدون الحق الفلسطيني”.

وأضاف “شارك معنا 5 من أعضاء الكونغرس خلال ندوة قبل يومين، واستطعنا أن نوفر 300 لقاء مع مكاتب في الكونغرس منها حوالي 15 أو 20 مع أعضاء بشكل مباشر، من أجل فلسطين”.

وتابع “هناك حالة من التفهم للحق الفلسطيني وهناك من لا يزالون يشعرون بأن مستقبلهم السياسي مضمون إذا دعموا الحقوق الفلسطينية وتصرفوا بناء مبادئهم وقناعتهم وضمائرهم، نحن نحاول بناء تلك القوى ونراكمها، عندنا هنا التيار التقدمي الذي يتحدث في جزء من رسالته عن العدالة الاجتماعية وفلسطين اليوم قضية في قلب العدالة الاجتماعية”.

وقال “عندما خرجت حركة (حياة السود مهمة)، كانت فلسطين إحدى شعاراتها، والتصرفات والانتهاكات والتكتيكات التي تستخدم أمنيًا في أمريكا لقتل السود مثل جورج فلويد تبيّن أنها تكتيكات إسرائيلية وهو كلام وثقته مؤسسة (أصوات أمريكية من أجل السلام) اليهودية الأمريكية وأطلقت حينها حملة كبيرة أطلقت عليها (تبادل الموت) نبّهت فيها لهذه الأساليب الوحشية التي توظف ضد السود هي تدريب إسرائيلي”.

وأضاف “يجب أن ينتبه السود والأقليات أنه لا يمكن أن الدفاع عن العدالة في أمريكا والعدالة منتهكة في أي جزء من العالم بدعم من حكومتنا ومن دولتنا التي نحمل جنسيتها ويُمارس الإجرام بأموال ضرائبنا. هذا العلم الأمريكي يمثل لي القيم وأحاسب ممثليني المنتخبين عني بناء على تلك القيم وسنجعلهم يدركون أن هناك ثمنًا سياسيًا في حال عدم احترام هذه القيم، وهذا هو المقصود من مراكمة القوى في أمريكا”.

وكان أبو ارشيد على رأس المنظمين لمظاهرات، مايو/أيار الماضي، إبان الحرب الأخيرة على غزة، وكانت تلك الفاعليات من بين الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة لمناصرة الحق الفلسطيني، وكان السؤال أيهما أجدى: الحراك في الشارع أم الحشد والضغط داخل الكونغرس؟

وأجاب أبو ارشيد “الاثنين معًا. فلا واحد فيهما يلغي الآخر، لكن يجب أن يكون حراك الشارع منظمًا دون انفلات والأهم أن يكون له هدفًا سياسيًا وإلا ستظل تصرخ بلا جدوى ودون أن تحقق أي شيء، وفي أمريكا يمكن ترجمة الاحتقان والغضب إلى سياسة وتغيير بعكس بلادنا العربية، لذا عندما تؤخذ هذه الطاقة إلى تغيير سياسي هنا يحدث بالفعل تغيير حقيقي”.

وقال “عندما أطلقنا مؤسسة أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين كان الهدف ممارسة العمل السياسي دون حدود أو قيود بحيث يمكن الضغط ودعم مرشح والوقوف ضد آخر وجمع تبرعات وإعطائها لمرشحين، نحن ننتقل في العمل من حالة السكون إلى حالة فاعلة تغيّر بالفعل على أرض الواقع ونشهد ثمار ذلك وسنستمر لأن عندنا متغيرات تبدو جلية على جيل ما بعد عام 1983 وجيل ما بعد 1997 ما يثبت أن هناك بالفعل تغييرًا حقيقيًا حتى بين اليهود الشباب”.

المصدر : الجزيرة مباشر