“صعد إلى الشجرة ولا يستطيع النزول”.. دبلوماسي أمريكي: الرئيس التونسي أساء استخدام الدستور (فيديو)

قال الدبلوماسي والمحلل السياسي الأمريكي وليام لورانس إن زيارة عضوي الكونغرس الأمريكي لتونس تأتي في سياق دعم المسار الديمقراطي في البلاد، وأنه حثّ الرئيس قيس سعيد على العودة إلى الشرعية الدستورية وليس سيطرة السلطة التنفيذية على دواليب الحكم في تونس”.

وأضاف لورانس في سياق مشاركته في النافذة المسائية على قناة الجزيرة مباشر، الأحد، أن زيارة كل من السيناتور كريس مورفي وجون أوسوف، هي الزيارة الثانية من نوعها لوفد من الكونغرس إلى تونس في عهد الرئيس جو بايدن، وأن الهدف منها هو الوقوف على مدى حرص الحكومة التونسية على الديمقراطية ومدى التزامها بالمسار الديمقراطي.

واعتبر الدبلوماسي الأمريكي أن عدم تنصيب حكومة مع تعطيل البرلمان يؤكد أن طريق الديمقراطية في تونس مشوب بالكثير من الصعوبات والمشاكل.

وكان السيناتور كريس مورفي قد كتب في تغريدة على موقعه على تويتر أن “شكل الديمقراطية المطلوب في تونس يقوم على احترام الحريات المدينة وحقوق الإنسان وأن أمريكا لا تفرق بين طرف تونسي وأخر وأن الجميع مدعو للحوار لحل هذه الأزمة السياسية ووضع نهاية لحالة الطوارئ في البلاد”.

وأكد الدبلوماسي الأمريكي أن الرئيس “قيس سعيد هو المعني الأول بما يقع في تونس ودوره حاسم في عودة المسار الديمقراطي للبلاد، مبرزا أن هذا هو سبب توالي زيارات الوفود الأمريكية”.

وأكد لورانس أن سعيد أساء استخدام الفصل 80 من الدستور التونسي، وحاول السيطرة على المؤسسات، مضيفا أن الرئيس التونسي “صعد إلى الشجرة لكنه لا يستطيع النزول منها”.

وخلص لورانس  إلى أن كلا من الولايات لمتحدة الأمريكية وفرنسا عملا ما وسعهما لمساعدة تونس للخروج من الأزمة الصحية والاقتصادية، لكن الفساد الذي يعم تونس غطى على جميع الملفات حتى أن المؤسسات المالية الدولية لا تريد التعامل مع تونس.

وحث لورانس جميع الفرقاء التونسيين على الجلوس لمائدة الحوار والخروج من الأزمة السياسية التي تعم البلاد حتى تستفيد تونس من قرض صندوق النقد الدولي والبالغ قيمته 4 مليارات من الدولارات.

وفي وقت سابق من الأحد، قالت السفارة الأمريكية في تونس إن الوفد الأمريكي الذي زار البلاد والتقى الرئيس التونسي قيس سعيد حث على العودة إلى المسار الديمقراطي.

وفيما أشار الرئيس سعيد إلى أن ما قام به يعكس إرادة شعبية واسعة ضمن الاحترام الكامل للدستور وليس انقلابا، أشارت السفارة الأمريكية في بيان، إلى أن الوفد أكد ضرورة أن يكون اعتماد أي إصلاحات من خلال عملية شاملة، بما في ذلك مشاركة ممثلي الطيف السياسي وأعضاء المجتمع المدني.

وأكد الوفد الأمريكي أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الديمقراطية التونسية التي تستجيب لاحتياجات الشعب وتحمي الحريات المدنية وحقوق الإنسان وفق بيان السفارة.

من جهته أعرب المحلل السياسي التونسي بشير الجويني أن الولايات المتحدة قلقة مما يقع في تونس وأن الدعم الاقتصادي والمالي الأمريكي المستقبلي سيكون مرتبطا بالعودة إلى المسار الديمقراطي.

وأضاف الجويني أن جميع الفرقاء التونسيين معنيون اليوم بالتوصل إلى حل للخروج من الأزمة السياسية بعيدا عن الحلول الخارجية.

وقال “جميع الأطراف بما في ذلك الرئيس متورطون فيما آلت إليه الأوضاع السياسية في البلاد، والشعب في حاجة لمعرفة حقيقة ما يجري”.

وتابع قائلا “نحن أمام رئيس ذي اتجاه واحد يقدم الآراء لكنه لا يتفاعل مع الآخرين”  مؤكدا أن  خريطة الطريق غائبة أو غير واضحة أمام  جميع الأطراف، وأن الأزمة ستظل مستمرة، طالما  أختار الرئيس ممارسة نوع جديد من الديكتاتورية المؤقتة التي تقوم على السيطرة على جميع مفاصل الحكم وممارسة كل الصلاحيات بصيغة فردية.

واعتبر الناشط السياسي إسكندر العلواني أن الرئيس ارتكب أخطاء سياسية كثيرة. ولأنه لم يكن يتواصل مع الشعب ويتخذ القرارات بصورة شخصية، قاد البلاد إلى أزمة وهو الأمر الذي ساهم في التدخل الأمريكي ممثلا في الكونغرس.

وقال إن الرئيس سعيد استغل هذه الزيارة  وخلال لقائه مع الأصدقاء الأمريكيين تمكن من قلب موازين التعاطي الإعلامي مع هذه الأزمة التي تعيشها تونس لكنه لم ينجح بعد في حلها تماما.

وخلص الناشط السياسي التونسي إلى أن العلاقات التونسية التونسية خرجت إلى العلن وأن التونسيين مدعوون للحوار للخروج من هذه الأزمة الخانقة.

 

المصدر : الجزيرة مباشر