فرنسا.. ماكرون يستبق الانتخابات الرئاسية باستمالة الحركيين

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته أمام الحركيين الفرنسيين ( الفرنسية)

أقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مبادرة جديدة لاستمالة الحركيين الذين انتقلوا إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر وكسب أصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل.

وقال ماكرون في خطاب بقصر الإليزيه أمام جمعيات تمثل أبناء الحركيين الذي ولدوا في الجزائر خلال مرحلة الاحتلال، ثم انتقلوا للعيش في فرنسا بعد الاستقلال إنّ “مجزرة 5 يوليو/تمّوز 1962” في وهران بالجزائر التي ارتكبت قبيل ساعات من إعلان استقلال الجزائر رسميًا والتي راح ضحيتها “مئات الأوربيين، وبالدرجة الأولى فرنسيون” يجب أن “يتم الاعتراف بها”.

وأكد ماكرون أن جنودًا فرنسيين أطلقوا في ذاك اليوم النار على “مواطنين فرنسيين”، واصفًا ما جرى بأنه “مجزرة”، مضيفًا أن فرنسا بعد مرور 60 عامًا “تعترف بهذه المأساة”.

والحركيون هم مقاتلون سابقون من أصول جزائرية، يصل عددهم إلى 200 ألف، جندوا في صفوف الجيش الفرنسي، خلال حرب الجزائر بين عامي 1954 و1962، وبعد انتهاء الحرب جردوا من أسلحتهم وتُرك القسم الأكبر منهم في الجزائر في مواجهة مصيرهم.

واستقبلت فرنسا بعد توقيع وقف الحرب من الحكومة الجزائرية المؤقتة نحو 60 ألف عنصر من “الحركي”، ووضعوا في مراكز إيواء وظروف وصفت بأنها غير ملائمة.

وقد بلغ عددهم وأسرهم حاليًا في فرنسا نحو مليون ونصف مليون شخص.

وأكد ماكرون على أن هؤلاء العائدين إلى فرنسا ” تعرّضوا للإساءة والاحتقار”، وأنهم عانوا من صعوبة “الوداع والحسرة التي أثرت في آلاف العائلات”.

وأعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لأن “معظم الذين عادوا من فرنسا واجهوا اللامبالاة”.

ويبدو ماكرون مصممًا على الاستثمار في أصوات الحركيين الجزائريين وأبنائهم من الجيل الثاني والثالث خلال السباق الرئاسي المقبل.

ويواجه ماكرون منافسة من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان التي حقق فوزًا كاسحًا عليها في الدورة الثانية للاقتراع الرئاسي عام 2017، فضلًا عن اليميني المتطرف أيضًا إريك زمور.

المصدر : الفرنسية + صحيفة لوموند الفرنسية