الاحتلال يهدم مركزا طبيا ومنزلا في القدس ويجرف منشآت تجارية بالضفة (فيديو)

هدمت قوات الاحتلال مركزًا طبيًا يخدم آلاف المقدسيين في جبل المكبر (وفا)

هدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مركزًا طبيًّا ومنزلًا، واقتحمت منشآت تجارية في القدس تزامنًا مع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، كما هدمت العديد من المتاجر في الضفة الغربية.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن آليات بلدية الاحتلال وعناصر من شرطة الاحتلال اقتحمت بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس خلال ساعات الصباح الباكر، وشرعت في هدم جزء من مركز (عبد الله الشيخ) الصحي.

يخدم أكثر من 21 ألف مقدسي

ونقلت الوكالة عن المدير التنفيذي للمركز الطبي غسان جلاجل قوله “قدّمنا استئنافًا ضد قرار الهدم، إلا أن سلطات الاحتلال نفذت الهدم بشكل فجائي لجزء من المركز بمساحة 80 مترًا مربعًا بما يعادل نصف المساحة، دون انتظار الرد على الاستئناف”، مشيرًا إلى المركز يخدم نحو 21 ألف نسمة من سكان البلدة.

هدم طابق منزل

وفي شمال القدس هدمت آليات الاحتلال طابقًا من منزل في بلدة بيت حنينا، بحجة عدم الترخيص، وتم الهدم دون إمهال مالكي المنزل الوقت الكافي لنقل محتوياته، بحسب صاحب المنزل صهيب الرجبي.

وأضاف الرجبي للوكالة الفلسطينية أنه على الرغم من صدور قرار من المحكمة بتجميد عملية الهدم بعد دفع أكثر من نصف مليون شيكل غرامة على المخالفات وحصوله على أمر بوقف الهدم، فإن آليات بلدية الاحتلال استكملت العملية ولم توقفها إلا بعد هدم الطابق الثاني وإحداث أضرار في الطابق الأول جعلته غير صالح للسكن.

وقال الرجبي إن المبنى يتكون من طابقين، الأول مقام منذ 23 عامًا ويعيش فيه مع زوجته وأطفاله الخمسة بمساحة 140 مترًا مربعًا، والطابق العلوي مبنيّ منذ سبع سنوات بمساحة ثمانين مترًا مربعًا وتعيش فيه عائلته المكونة من 5 أفراد.

مداهمة محلات واقتحامات للأقصى

في السياق نفسه اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط شمال شرق القدس وانتشرت في شوارعه وأزقته وداهمت محال تجارية في المخيم وخلعت أبوابها واستولت على كاميرات المراقبة في غياب أصحابها.

وتزامن ذلك كله مع اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة في شكل مجموعات حيث نفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية قرب مصلى باب الرحمة وتلقوا شروحا عن (الهيكل المزعوم) تحت حماية شرطة الاحتلال.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن شرطة الاحتلال شرعت في التدقيق في هويات المصلين أثناء دخولهم إلى المسجد الأقصى في محاولة لتفريغه خاصة في ساعات اقتحام المستوطنين له.

هدم منشآت تجارية بالضفة

وفي الضفة الغربية هدمت جرافات الاحتلال عددًا من المنشآت في خربة ابزيق شمال طوباس، وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة لوكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال هدمت خيمتي سكن وست خيام للماشية و80 من قواطع الحديد و15 من معالف ومشارب الماشية، كما تضرر أكثر من عشرة أطنان من العلف يمتلكها أحد المواطنين ونجله.

وأضاف أن الاحتلال هدم أيضا خيمتي سكن و3 خيام لماشية وخزان مياه وعددًا من القواطع ومخزنًا للأعلاف تعود لعائلة هدم لها الاحتلال نهاية الشهر الماضي منشآت سكنية وحظائر ماشية أيضًا.

ونصبت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًّا على الطريق العام لقرى وبلدات غرب مدينة سلفيت بالضفة، وأفاد شهود عيان للوكالة بأن قوات الاحتلال أوقفت عشرات المركبات المارة ودققت في هويات راكبيها واستجوبتهم مما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين.

من ناحية أخرى، انتزعت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان اليوم قرارًا من محكمة الاحتلال العليا الإسرائيلية بإبطال أوامر إخلاء أراض من بلدة جينصافوط شرق قلقيلية الواقعة قرب الخط الأخضر.

وبحسب الهيئة، فإن المحامي علاء محاجنة تمكن من انتزاع قرار بوقف وإبطال أوامر إخلاء سلطات الاحتلال لقطعة (51) و(49) حوض (5) من أراضي البلدة البالغة مساحتها ما يقارب 60 دونمًا بحجة أنها من “حارس أملاك الغائبين”.

الخارجية الفلسطينية تدين التصعيد الإسرائيلي

وعلى الصعيد الرسمي، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية “إن التصعيد الإسرائيلي بحق الوجود الفلسطيني يتصاعد ويتمأسس دون أي رادع دولي”، وأكدت في بيان اليوم ضرورة مواجهة هذا التصعيد قانونيًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا.

وأشارت إلى غياب ردود الأفعال الإقليمية والدولية بخصوص استمرار وتصعيد اعتداءات المستوطنين على المواطنين المدنيين وعمليات الهدم التي تقوم بها دولة الاحتلال لمنازلهم ومنشآتهم في الضفة الغربية المحتلة عامّةً والقدس الشرقية خاصّةً.

ولفتت إلى أن دولة الاحتلال بأذرعها المختلفة أقدمت على الانتقال إلى مرحلة جديدة وخطيرة في عمليات الهدم لا تكتفي بمنازل ومنشآت الفلسطينيين، بل تشمل أيضًا بيوت الله والمراكز الصحية، كما هي الحال في حملات الهدم المتواصلة في أحياء وبلدات القدس، وهدم أحد مرافق المركز الطبي في جبل المكبر، وإخطار بهدم مسجد التقوى في العيسوية.

وأدنت كذلك انتهاكات وجرائم الاحتلال -قواته ومستوطنيه- المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني وأرضه ومنازله وممتلكاته ومقدساته وضد وجوده الوطني والإنساني في أرض آبائه وأجداده، وأكدت أن تلك الانتهاكات ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُحاسب عليها القانون الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية