تونس.. مظاهرات حاشدة مناهضة للرئيس قيس سعيد (فيديو)

خرجت مظاهرات حاشدة في تونس اليوم السبت، دعت إليها جبهة الخلاص الوطني التونسية وكيانات تونسية أخرى، للتنديد بتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، ومناهضة الرئيس قيس سعيد.

وحمل المتظاهرون اللافتات وساروا وهم يهتفون بشعارات تندد بتردي الأوضاع الاقتصادية في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، كما هتفوا بشعارات معارضة للرئيس منها “يسقط الانقلاب” و”يسقط قيس سعيد”.

مظاهرات حاشدة في تونس تندد بتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية (رويترز)

وكانت (جبهة الخلاص الوطني) التونسية قد دعت إلى المشاركة في مسيرة وسط العاصمة، احتجاجا على ما قالت إنه تردٍّ للأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.

ونشرت قيادات من الأحزاب والمبادرات المكونة للجبهة (وهي حركة النهضة وحزب قلب تونس وائتلاف الكرامة وحزب حراك تونس الإرادة وحزب العمل والإنجاز ومبادرة مواطنون ضد الانقلاب) دعوات لأنصارها للمشاركة في مظاهرة اليوم.

كما دعت حركة النهضة، أنصارها إلى المشاركة في المسيرة الوطنية، وأصدرت الجبهة، بيانا تضامنيا مع أهالي مدينة جرجيس بجنوب البلاد، التي تشهد حالة احتقان شديدة بسبب ما اعتبروه تراخيا من الدولة في حادثة فقدان مركب هجرة كان على متنه 18 تونسيا.

ودعت الجبهة القوى الوطنية من أحزاب سياسية ومنظمات نقابية وجمعيات مدنية، إلى التوافق على مخرج للأزمة من خلال حوار وطني شامل وناجز.

وخلال احتجاج نظمه الحزب الدستوري الحر اليوم السبت، هتف الآلاف “الشعب يريد إسقاط النظام”، وهو الشعار الذي تردد خلال ثورة تونس 2011 التي مهدت للديمقراطية وأطلقت شرارة احتجاجات الربيع العربي.

وفي منطقة أخرى بوسط العاصمة، تجمع الآلاف من أنصار النهضة والأحزاب المتحالفة معها وبدؤوا مسيرة نحو موقع التجمع شهدت مخاطبات لزعماء وقادة الجبهة.

وتأتي المسيرة رفضا لخارطة الطريق الرئاسية للانتخابات التشريعية المقررة في السابع عشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وللقانون الانتخابي الذي أعلن عنه الرئيس التونسي قيس سعيد.

كما تأتي مسيرة الجبهة مع مسيرة أخرى للحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي، للتنديد بسياسات الرئيس قيس سعيد وبالأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.

ويكافح التونسيون لتوفير تكاليف المعيشة حيث أدت الأزمة المالية في الدولة إلى نقص في السلع المدعومة بما في ذلك البنزين والسكر والحليب، بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي والبطالة المزمنة.

من جانبها قامت السلطات التونسية، بإغلاق محيط مقر وزارة الداخلية، وجانب كبير من شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية قبيل انطلاق مسيرة جبهة الخلاص الوطني التي تضم 10 كيانات سياسية.

وتواجه تونس حاليا أزمة حادة في المالية العامة تسببت في نقص واردات العديد من السلع المهمة، بسبب شح السيولة، وألقى الرئيس قيس سعيّد باللوم على المضاربين في نقص السلع.

وشهدت أمس مظاهرات لسكان مدينة جرجيس بجنوب شرق تونس لمطالبة السلطات بالبحث عن مهاجرين مفقودين، وندد المتظاهرون أيضا بدفن تونسيين في مقابر مهاجرين.

وأشعل المحتجون في شارع رئيسي وسط مدينة جرجيس الساحلية إطارات مطاطية وألقوا الحجارة لسد الطريق أمام الشرطة مرددين “الشعب يريد أولادنا المفقودين”.

 الأوضاع في تونس

وتعيش تونس أزمة سياسية، منذ 25 يوليو/تموز الماضي، عندما فرض الرئيس قيس سعيّد إجراءات استثنائية منها حل البرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وحلّ المجلس الأعلى للقضاء.

وعمل سعيّد على إحكام قبضته على السلطات السياسية في البلاد العام الماضي عبر إقالة رئيس الوزراء وتعليق عمل البرلمان والحكم بموجب مراسيم، وقال إنه يحاول إنقاذ تونس من دوامة من الفوضى السياسية استمرت سنوات.

لكن منتقديه يقولون إنه يسير في اتجاه ترسيخ حكم الفرد ويخشون الانزلاق نحو الاستبداد، وقالت قوى سياسية معارضة إن تلك الإجراءات ما هي إلا “انقلاب على الدستور” لكن الرئيس قيس سعيّد يرى أن تلك الإجراءات “تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة”.

المصدر : الجزيرة مباشر