“إعدام الكتاكيت” يفجّر غضبا في مصر إثر شح وغلاء الأعلاف.. ووزير الزراعة “أهل الشر كتير” (فيديو)

أقدم عدد من مربي الدواجن في مصر على إعدام عشرات الكتاكيت الصغيرة خنقًا على خلفية أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توافرها في الأسواق المحلية، مما أثار حالة من الغضب الشعبي.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر إعدام الكتاكيت الحية داخل المزارع عبر خنقها بوضعها داخل حقائب بلاستيكية كبيرة.

“أهل الشر كتير”

واعتبر وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري السيد القصير مشاهد إعدام الكتاكيت “حالة فردية”.

وقال خلال مداخلة متلفزة، مساء السبت، إن إعدام الكتاكيت تصرّف “غير متكرر”، مطالبًا الرأي العام بعدم تضخيم المشكلة.

وأكد وزير الزراعة أنه لا يعرف مصدر هذه المقاطع المصورة، مضيفًا “أهل الشر كتير”.

أسعار الأعلاف عند أعلى مستوى

من جهته، أوضح نائب رئيس شعبة بيض المائدة بالاتحاد العام لمنتجى الدواجن أحمد نبيل أن إعدام الكتاكيت الحية بمثابة “رصاصة الرحمة” لتلك الطيور الجائعة، مشيرًا إلى أن المنتجين والمربين غير قادرين على توفير الأعلاف حتى مع ارتفاع أسعارها.

وأضاف خلال تصريحات لصحف محلية أن سعر الكتكوت من المفترض أن يتراوح بين 15 و16 جنيهًا، بينما يسجل حاليًا جنيهًا ونصف جنيه فقط، في إشارة إلى زيادة المطروح وضعف الإقبال على الشراء.

وأشار إلى أن أسعار الأعلاف وصلت إلى أعلى مستوى لها في تاريخ السوق المحلية، رغم أن الأسعار العالمية تراجعت منذ أكثر من شهرين إلى مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية.

وأردف أن سعر طن الأعلاف وصل إلى 17 ألف جنيه خلال تعاملات السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مقارنة بـ7 و8 آلاف جنيه في بداية العام، بينما وصل سعر طن الصويا إلى 25 ألف جنيه، مقارنة بـ10 آلاف و11 ألف جنيه بداية العام.

لا يمكن حصر ما تم إعدامه

من جانبه، طالب نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن ثروت الزيني -خلال حديثه على إحدى الفضائيات المصرية- بسرعة الإفراج البنكي عن الأعلاف والمواد الخام الموجودة بالموانئ المصرية منذ شهرين لحل الأزمة.

ولفت إلى أن مربي الدواجن ضافت بهم السبل في ظل ارتفاع أسعار العمالة والخدمات، لذا تخلّصوا من الكتاكيت الصغيرة لعدم قدرتهم على توفير الأعلاف لها.

وأكد أنه لا يمكن حصر أعداد الكتاكيت التي تم إعدامها لأن مصر تنتج يوميًّا نحو 4 ملايين دجاجة لأنها إحدى الصناعات الضخمة في البلاد.

وحذّر الزيني من أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بدرجة لن يتحملها المواطن المصري.

أزمة خطيرة

واعتبر أن أزمة إعدام الكتاكيت ستؤثر على قطاع الدواجن بالكامل، وتؤدي إلى توقف الإنتاج مما يتسبب في تشريد أكثر من 3 ملايين عامل في هذا المجال وتهديد الأمن الغذائي للبلاد.

وفي السياق، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مع المقاطع المصورة لإعدام الكتاكيت وعبّروا عن غضبهم بعد قيام مربي الداوجن بهذه “الجريمة”.

وحذّر المحامي الحقوقي طارق العوضي الحكومة، قائلًا على تويتر “إعدام الكتاكيت له دلالات كبيرة وخطيرة، يجب على الحكومة أن تحذر وتتعامل بمنتهى الجدية مع هذه الأزمة وغيرها من الأزمات”.

 

وغردت إيمان عبد الرحمن “يتم إعدام الكتاكيت لعدم وجود علف، لازم تدخّل من الحكومة لحل هذه الكارثة، البلد مش ناقصة أزمات، منظر لم نره من قبل، قتل ثروة لعدم توفير الغذاء، كده في مشكلة وكارثة كبيرة، مين السبب وإيه الحل؟”.

ودافع المغرد إسلام عن مربي الدواجن، مؤكدًا أن نقص الأعلاف يدفع أي مربي إلى إعدام الكتاكيت، لأن بقاءها دون طعام أمر لن يتحمله أحد.

من جانبه، حذّر الكاتب حسام الغمري من أزمة الغذاء القادمة بعد انتشار مقاطع إعدام الكتاكيت.

وتساءل متابعون آخرون عن هوية المسؤول عن هذه الأزمة التي بدأت منذ أيام، في ظل غياب أى رد فعل رسمي وسريع من الدولة.

المصدر : صحف ومواقع مصرية + مواقع التواصل