للمرة الأولى.. أدوية جديدة “تعكس مسار” أحد أشد أنواع السرطان فتكًا (صور)

الباحثون حددوا جزيئين صغيرين يعوّقان عمل الخلايا المحتملة التسرطن (نيتشر)

غالبا ما يُشخص سرطان البنكرياس في مراحله المتقدمة بسبب قلة ظهور أعراضه على المصابين به أو عدم ظهورها أصلا؛ ولذلك يطلق عليه “المرض الصامت” ويعد من أشد أنواع السرطان فتكًا.

ووفقًا للإحصاءات يموت أكثر من نصف مرضى سرطان البنكرياس في غضون 3 أشهر من التشخيص في المملكة المتحدة، كما يصنّف هذا النوع باعتباره السبب الرئيسي الثالث لوفيات السرطان في الولايات المتحدة لأنه نادرًا ما يتم اكتشافه في المراحل المبكرة التي تكون فيها خيارات العلاج أكثر فعالية.

ومؤخرا اكتشف باحثون من جامعة فلوريدا للمرة الأولى طريقة لعكس العملية الخلوية الرئيسية التي تشارك في تطوّر سرطان البنكرياس.

تُظهر الصور كيف ساعدت الأدوية في عكس مسار سرطان البنكرياس (جامعة فلوريدا)

وتُظهر الصورة أعلاه كيف ساعدت الأدوية في عكس مسار سرطان البنكرياس، ففي اليوم الأول تبدو الخلايا الزرقاء التي بدأت التطور قبل أن يترسخ السرطان، ويظهر اللون الأخضر في الصور العقار الذي تمت إضافته، وبحلول اليوم العاشر يمكننا أن نرى عددًا أقل من الخلايا الزرقاء مع انتشار للخلايا الحمراء السليمة.

وأوضح الباحثون -في الدراسة التي نشرت في دورية سيل ديث ديسكفري التابعة لمجلة نيتشر– أنهم حددوا جزيئين صغيرين يعوّقان عمل الخلايا المحتملة التسرطن.

ثم استخدم الباحثون عقارين تم تطويرهما في المختبر لإظهار عملية تسمى (حؤول الأقنية الأسينار) (acinar ductal metaplasia) أو (ADM) وهي عملية تحدث داخل خلايا البنكرياس قبل انتشار السرطان فيها.

ولدراسة هذه العملية، نظر الباحثون في نماذج من خلايا أنسجة بنكرياسية من إنسان سليم، ثم قاموا بإدخال المركبين الدوائيين إلى هذه الخلايا، فاستجابت الخلايا الأقنية بالتحول مرة أخرى إلى ما يسمى الخلايا الأسينار، وهذا هو مفتاح العلاج لأن منع هذه الخلايا من التحول يعني الحفاظ عليها في حالتها الطبيعية.

وفي حالات سرطان البنكرياس، تحدث عملية (ADM) بسبب الالتهاب، وتعتبر آلية دفاعية لتجنب تدمير البنكرياس لنفسه، وإذا تحورت إحدى الخلايا خلال هذه العملية الدفاعية، يمكن أن تصبح سرطانية وتتطور في النهاية إلى سرطان.

وقال كبير مؤلفي الدراسة توم شميتجن “على حد علمنا، هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الباحثون من عكس ADM دوائيًّا”.

وتابع “النتائج مهمة لأننا أظهرنا الآن أنه يمكن عكس هذه العملية باستخدام الأدوية. وقد يؤدي هذا البحث إلى تطوير علاجات للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس”.

المصدر : مواقع أجنبية