“قضينا الليل واقفين ولا مكان للنوم”.. الأمطار تغرق مخيما للنازحين بالشمال السوري (فيديو)

يفترش النازحون السوريون في مخيم (البالعة) شمال غربي سوريا الوحل ويلتحفون السماء، بعد أن فتكت عاصفة مطرية بخيامهم المهترئة وأغرقتها.

هرب النازحون في المخيم من واقع القصف والموت إلى المعاناة والمأساة التي نقلتها كاميرا الجزيرة مباشر أمس الاثنين.

تحسّرت نازحة مسنة على كل شيء جرفته السيول، وعبرت لكاميرا القناة عن حزنها من أن المياه لم تترك حتى أحذية الصغار والكبار.

ورصدت الجزيرة مباشر كيف أغرقت العاصفة المطرية التي تعتبر “غير شديدة”، الخيام ونشرت الوحل في المخيم.

وقالت نازحة إنهم يعانون الجوع بعد أن ذهبت مياه الأمطار بمؤونتهم القليلة. وتفاقم الأمطار ظروفهم الإنسانية الصعبة، إذ أصبحت مخيماتهم تعاني من انعدام البنية التحتية.

وأفادت إحدى نازحات المخيم المنكوب أن سكانه يقضون الليالي واقفين على أرجلهم، إذ لم يعد لهم مكان للنوم ولا الجلوس، فقد أغرقت المياه كل أفرشتهم وألبستهم.

وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، السبت، إن الأمطار الغزيرة أدت لتشكل السيول واختلاط مياهها بمياه الصرف الصحي في تجمع مخيمات (البالعة) في سهل الروج غربي إدلب.

ووقفت فرق الخوذ البيضاء التطوعية على مخاطر كبيرة يواجهها المهجرون في مخيمات شمال غربي سوريا من أمراض وحرائق وبرد وسيول.

وأوضح الدفاع المدني في بيان أن ضعف البنية التحتية بالمخيمات واحتمال تكرار هذه السيول خلال فصل الشتاء سيؤدي لتسارع تفشي وباء الكوليرا.

وأعلنت المنظمة الإنسانية، الأحد، عن استمرار تفشي مرض الكوليرا في شمال غربي سوريا، حيث بلغت الحصيلة وفق الجهات الطبية وفاة مدنيين اثنين، وإصابة 159 آخرين.

وقال مراسل الجزيرة مباشر علاء الدين اليوسف إن تلك العاصفة تعتبر “غير شديدة” مقارنة بعواصف فصل الشتاء، ومع ذلك فقد تسببت في غرق ما يقارب 9 مخيمات من أصل 1630 مخيمًا للنازحين.

وأضاف أن 60 خيمة تضررت بشكل كامل من دون أي استجابة سريعة من قبل منظمات الإغاثة، مع تكرر غرق المخيمات العشوائية في كل سنة.

وتسقط الخيام المهترئة على ساكنيها مع كل منخفض جوي يضرب المنطقة، ويتجاوب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مع النازحين المنكوبين في حين يتصاعد الخوف من دخول فصل الشتاء الشديد بعد أسابيع ولاسيما مع تفشي مرض الكوليرا.

ويسوء الوضع الإنساني بشكل كبير في مخيمات سوريا مع كل عاصفة مطرية، إذ لا يملك النازحون ثمن التدفئة داخل خيام لا تقيهم البرد الشديد أو مياه الأمطار المتسربة، ولا يملكون سوى التعايش مع أوضاع شديدة الصعوبة.

وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أطلقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نداءات استغاثة عاجلة لمساعدة نحو 3 آلاف و640 عائلة تضررت خيامها بسبب العواصف الممطرة في شمال غربي سوريا، وناشدت الدول والمنظمات العربية والدولية الإسراع في تقديم المساعدة.

المصدر : الجزيرة مباشر