تحدث عن احتمالات التصعيد النووي.. بوتين: العالم يتجه نحو السيناريو الأسوأ (فيديو)

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، من أن الأوضاع في العالم تتجه نحو “السيناريو الأسوأ” معتبرًا أن العالم يواجه أخطر وأهم عقد منذ الحرب العالمية الثانية.

جاء ذلك خلال لقاء مطول لبوتين في الاجتماع السنوي لمنتدى فالداي للحوار في موسكو.

وقال “نحن نقف على حدود تاريخية ربما يكون المستقبل هو العَقد الأكثر خطورة والذي لا يمكن التنبؤ به، هذا أهم عقد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.

وحمّل بوتين الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة مسؤولية تأجج الأوضاع في أوكرانيا، معلنًا عن استعداد بلاده لإطلاق حوار واشنطن بشأن الاستقرار الاستراتيجي.

وأضاف أن الغرب يلعب ما وصفه بأنه لعبة جيوسياسية “خطيرة ودموية وقذرة” تهدف إلى نشر الفوضى في جميع أنحاء العالم.

وانتقد الرئيس الروسي محاولات الدول الغربية في فرض هيمنتها على الدول الأخرى، مؤكدًا أن الغرب لا يهمه سوى جعل الآخرين “يخضعون له”.

وتابع “الدول الغربية تريد السيطرة على العالم وأن يخضع لها الجميع، دون الاهتمام بمصالح الدول الأخرى”.

وفي السياق، نوّه بوتين إلى أن موسكو “لن تخضع” لأي إملاءات، مضيفًا “لن يكون بمقدور أي أحد أن يملي على روسيا أي قيم لا بد أن تتبعها”.

بيد أنه في المقابل، قال إن بلاده “ليست عدوة للغرب” داعيًا مواطني هذه الدول إلى إدراك فكرة أن حكوماتهم هي التي ولّدت هذه العداوة.

ولفت إلى أن روسيا “حاولت بناء علاقات مع الغرب وحلف شمال الأطلسي (ناتو)”.

وذكر بوتين أن من مصلحة ألمانيا “التعاون” مع روسيا، واصفًا أي مزاعم تتهم موسكو بتفجير خط الغاز (نورد ستريم) بأنها “عبثية”.

وتحقق الدنمارك والسويد وألمانيا في ملابسات حدوث كسر في خطي (نورد ستريم 1 و2) اللذين ينقلان الغاز الروسي إلى ألمانيا، مما تسبب في تسرب الغاز في بحر البلطيق قبالة ساحلي الدنمارك والسويد في سبتمبر/أيلول الماضي.

ويفترض الاتحاد الأوربي وحلف الناتو أن ما حدث “عمل تخريبي”.

التصعيد النووي

وردًا على سؤال بشأن تصعيد نووي محتمل ضد أوكرانيا، أكد الرئيس الروسي أن بلاده “ليست بحاجة إلى توجيه ضربة نووية لأوكرانيا”.

وأوضح أن ضربة كهذه “لا جدوى لها على الصعيد العسكري أو السياسي”.

بيد أنه شدد على خطر استخدام الأسلحة النووية “سيظل قائمًا طالما ظلت الأسلحة النووية موجودة”.

ولفت أيضًا إلى أن عقيدة الجيش الروسي “تنص على أن استخدام السلاح النووي يكون فقط في حالة الدفاع عن النفس”.

وركز بوتين على أن الأزمة الحالية تمس الجميع، محذرًا بأنه لا يوجد أمام البشرية سوى طريقين “المضي قدمًا نحو الانهيار أو العمل معًا على تأسيس نظام جديد”.

وقال إن الغرب يريد وقوع حادث نووي “ليلقي باللوم في ذلك على روسيا”.

ورأى بوتين أن الغرب لا ينشغل سوى “بتشويه سمعة بلاده وإهانتها”.

التعافي من العقوبات

وفي معرض حديثه عن العقوبات الغربية ضد بلاده، ذكر بوتين أن ذروة الصعوبات والتحديات التي واجهها الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات “قد ولت”.

وقال إن الاقتصاد الروسي أثبت أنه “أكثر مرونة وتكيفًا” مع العقوبات التي كانت تهدف في الأساس لتقويضه.

تعاون سري وأمني مع الصين

وعلى صعيد آخر، أثنى الرئيس الروسي في كملته على الرئيس الصيني شي جين بينغ وسياساته.

وسلط بوتين الضوء على التعاون المتنامي بين موسكو وبيجين في مجالات عدة حيوية وأمنية.

وقال خلال اللقاء إن روسيا والصين “تتعاونان في جميع المجالات بما في ذلك في المجالات العسكرية والعسكرية الفنية”، واصفًا ذلك التعاون بأنه “سري للغاية”.

وعلى هذا النحو، شدد بوتين على أن جزيرة تايوان “جزء لا يتجزأ من الصين”، لافتًا إلى أن موقف موسكو في هذه القضية “ثابت لا يتغير”.

ووصف بوتين زيارات مسؤولين أمريكيين إلى تايوان بأنها “استفزازية”.

وأشاد بوتين أيضًا بمستوى العلاقات التي تربط بلاده بعدد من الدول الآسيوية، بينها الهند وكوريا الجنوبية.

وقال “تربطنا علاقات ودية مع كوريا الجنوبية، لكن قرارها بتزويد أوكرانيا بالأسلحة سيقوض هذه العلاقة”.

إشادة بأردوغان ومحمد بن سلمان

وعلى صعيد آخر، أشاد بوتين خلال كلمته بنظيره التركي رجب طيب أردوغان وسياساته التي تركز على مصلحة بلده وشعبه، كما أثنى على تعامل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع ملف النفط، وقال إنه شخص “يستحق الاحترام”.

وفي هذا الشأن، قال بوتين “الرئيس أردوغان زعيم قوي ومتين، يعمل بما يتماشى مع مصالح الشعب التركي واقتصاد تركيا، وما يؤكد هذا الكلام هو موقفه من الطاقة وبناء خط أنابيب السيل التركي للغاز”.

وأشار بوتين إلى أنه اقترح إنشاء مركز غاز للمستهلكين الأوربيين في تركيا، وأن الأخيرة “وافقت على هذا العرض بما يتفق مع مصالحها الخاصة”، مؤكدًا أن أردوغان “لا يسمح لنفسه بأن يعمل لصالح دولة ثالثة”.

وفيما يتعلق بالسعودية، أعلن بوتين أن روسيا ستدعم انضمام المملكة لتجمع (بريكس) الذي يضم روسيا والصين وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند، كما ستطور علاقتها مع الرياض.

وقال إن ولي العهد السعودي “يدعم التوازن في أسواق النفط”، مؤكدًا أن قرارات الرياض تنطلق من مصالحها الوطنية ومن أجل استقرار سوق النفط.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلن تحالف البُلدان المصدرة للنفط (أوبك بلس) بقيادة السعودية خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو القرار الذي أدانته واشنطن وعدّته موقفًا داعمًا لروسيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات