عقب انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.. قلق بشأن إمدادات الغذاء العالمية وقفزة بأسعار القمح والذرة

سفينة محملة بالذرة الأوكرانية تنتظر التفتيش في إسطنبول (رويترز)

يرجح أن يؤثر انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ أوكرانيا على البحر الأسود سلبًا في الشحنات التي تصل إلى دول تعتمد على الاستيراد، بما قد يدفع نحو أزمة غذاء عالمية أكثر احتدامًا.

ونقلت وكالة رويترز عن تاجرين في سنغافورة قولهما إن مئات الآلاف من أطنان القمح المحجوزة للشحن إلى أفريقيا والشرق الأوسط في خطر بعد أن انسحبت روسيا من الاتفاق مطلع هذا الأسبوع، كما ستقل صادرات الذرة الأوكرانية إلى أوربا.

وقفزت عقود شيكاغوالآجلة للقمح، اليوم الاثنين، بأكثر من 5%، كما ارتفع سعر الذرة بما يفوق 2% بسبب مخاوف الإمدادات، وقال تجار ومتعاملون لوكالة رويترز إن أستراليا -وهي مزود أساسي لآسيا بالقمح- لن تتمكن على الأرجح من سدّ أي فجوة في الإمدادات مع حجز كل شحناتها حتى فبراير/ شباط.

ولم تتحرك أي سفن عبر الممر البحري الإنساني أمس الأحد، لكن الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا واصلت تطبيق اتفاق الحبوب في البحر الأسود واتفقت على خطة لتسيير 16 سفينة، اليوم الاثنين، على الرغم من انسحاب روسيا.

وغادرت سفينتا شحن محمّلتان بالحبوب الموانئ الأوكرانية اليوم وسلكتا الممر البحري الإنساني في اتجاه تركيا، بحسب موقع “مارين ترافيك” المتخصص.

وقال مركز التنسيق المشترك المُشرف على اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إنه من المقرر أن تغادر 12 سفينة شحن الموانئ الأوكرانية اليوم الاثنين على أن تتوجه إليها 4 سفن بينها واحدة ترفع العلم التركي.

وكتب منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب الأوكرانية أمير عبد الله، صباح الاثنين، على تويتر “لا ينبغي أن تصبح أي شحنة مدنية هدفًا عسكريًّا أو أن تُحتجز رهينة. الطعام يجب أن يمر”.

وعلقت روسيا مشاركتها في الاتفاقية الدولية لنقل الحبوب من أوكرانيا الموقعة هذا الصيف، بعد هجوم بمسيّرات استهدف أسطولها في شبه جزيرة القرم، وأعلنت انسحابها “حتى إشعار آخر” من عمليات تفتيش السفن.

لكن وفدَي تركيا والأمم المتحدة قررا توفير موارد إضافية، ومن المقرر أن تفتّش عشرة فرق من المفتّشين 40 سفينة متجهة إلى أوكرانيا، اليوم الاثنين، حسبما ذكرت لجنة التنسيق المشتركة.

طريق برّي

وقال وزير الزراعة الفرنسي، اليوم الاثنين، إن بلاده تسعى إلى إتاحة طرق برية عبر بولندا أو رومانيا لمرور الصادرات الغذائية من أوكرانيا بدلا من طريق البحر الأسود، بعد انسحاب روسيا من الاتفاق.

وأضاف الوزير (مارك فيسنو) لإذاعة (آرإم سي) “نتطلع إلى معرفة ما إذا كان بالإمكان -في حالة عدم التمكن من المرور من خلال البحر الأسود- المرور بدلا من ذلك من طرق برية، خاصة من خلال دراسة الطرق البرية عبر رومانيا وبولندا”.

وتابع “سنواصل العمل من أجل نظام لا يضعنا رهن رغبة وحسن نية -أو في هذه الحالة سوء نية- (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين”.

تركيا ستواصل جهودها

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستواصل بذل جهودها من أجل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الرغم من التردد الروسي.

وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها اليوم “حتى لو تصرفت روسيا بتردد لأنها لم تحصل على نفس الفوائد، فإننا سنواصل بشكل حاسم جهودنا لخدمة الإنسانية”.

المصدر : وكالات