رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوربي: صعود اليمين المتطرف للسلطة خطير ويجب مقاومته (فيديو)

قالت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوربي ماريا أرينا إن أوربا تواجه تحديات كبرى تتمثل في الصعود المتنامي لأحزاب التيار اليميني المتطرف، وتمكنها من خلق تحالفات هجينة مع أحزاب صغيرة بهدف الوصول إلى السلطة.

وأضافت ماريا للجزيرة مباشر، أن هذا الوضع الجديد أسهم في وصول 149 نائبًا ينتمون لأحزاب اليمين المتطرف من مجموع نواب البرلمان الأوربي البالغ عددهم 571، وشددت على أن هذا الرقم يدق ناقوس الخطر حول مستقل أوربا خلال العقود القليلة القادمة.

واعتبرت أن صعود اليمين المتطرف في الدول الأوربية الصغيرة مثل بلغاريا ورومانيا والسويد لا يمكنه أن يؤثر عميقًا في السياسة الأوربية، لكن حينما يتعلق الأمر بدول مؤسسة ومؤثرة في الاتحاد الأوربي مثل فرنسا وإيطاليا فإن الأمر يصبح مختلفًا.

وقالت “مبعث القلق لدينا ناجم من أحزاب اليمين المتطرف التي صعدت إلى منصة المشهد السياسي الأوربي، وتمكنت من خلق تحالفات مع أحزاب صغيرة ونجحت في الوصل إلى السلطة، وهذا الصعود يمثل خطرًا حقيقيًا على الجميع”.

وتواجه القوى الديمقراطية الأوربية تحديات مُتلاحقة، في مقدمتها تنامي الخطاب الشعبوي وظهور التيارات القومية، بجانب الصعود القوى لليمين المتطرف في السلطة كرد فعل على فشل السياسات الأوربية في احتواء الأزمات المتتالية على خلفية موجات الهجرة واللجوء التي تزايدت بشكل كبير منذ 2015.

وحول استهداف الأحزاب اليمين المتطرف للمسلمين والمهاجرين، أوضحت ماريا أرينا أن أوربا في حاجة ماسة لقوانين وتشريعات ضد جميع أشكال التمييز العنصري، وأن النظم السياسية الأوربية ملزمة قانونًا بحماية المسلمين والمهاجرين من أجل استمرارية أوربا فضاء للتمازج والتفاعل بين الشعوب المختلفة والمتنوعة.

وأكدت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوربي أن الأحزاب الديمقراطية في أوربا ملزمة بقبول هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة باسم الديمقراطية، لكنها من جهة أخرى ملزمة بالتصدي لأفكارها وخطابها الشعبوي بكل الطرق الممكنة.

وأقرت بأن هذه الأحزاب استغلت بساطة الناخب الأوربي، وقدمت له خطابًا شعبويًا يخاطب احتياجاته اليومية، وتمكنت من اكتساح المشهد السياسي والانتخابي.

ورأت ماريا أرينا أن شعوب أوربا ضحية الخطاب اليميني المبسط، وأن الأحزاب السياسية الديمقراطية مدعوة لتقدم حلول ملموسة وعملية للمواطن الأوربي من خلال التعامل الذكي مع العولمة والليبرالية لتحقق حد أدنى من العدالة الاجتماعية وتأمين حياة أكثر أمنًا للطبقات الفقيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر