الغارديان: جائحة كورونا ما زالت تؤثر على الصحة العقلية للطلاب في بريطانيا

طلاب الجامعات البريطانية يعانون اضطرابا كبيرا في حياتهم جراء جائحة كورونا (غيتي)

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن جائحة كورونا لا تزال تؤثر في الصحة العقلية لعدد كبير من طلاب المملكة المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن برنامج خط المساعدة (نايت لاين) الذي يديره الطلاب، أن أعدادًا متزايدة منهم يسعون للحصول على المساعدة في حالات صحية حرجة متعلقة بالقلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية.

وأوضح البرنامج أن 17% من الطلاب المتصلين منذ سبتمبر/أيلول الماضي أبلغوا عن معاناتهم مع التوتر والقلق، مقارنة بنسبة 10.9% خلال فترة الصيف.

وحذّر خبراء المنظومة الصحية البريطانية من هذه الأرقام، مؤكدين أن طلابًا آخرين يبحثون عن المساعدة الاستعجالية لتجاوز التبعات الاجتماعية والنفسية لفترة الجائحة.

وقال المشرفون على برنامج (نايت لاين)، الذي يعمل فيه متطوعون إنه تم تسجيل زيادة مطردة بنسبة 51.4% في المكالمات خلال عامي 2020-2021. مضيفين أن الأرقام المسجلة لعام 2021-2022 كانت أعلى بنسبة 30%، وأن المعدل العام ازداد بنسبة 23% منذ بداية العام الدراسي الجديد.

وأضاف المشرفون أنه رغم الانخفاض الطفيف في المكالمات من الطلاب الذين يحاولون الانتحار، فقد تم تسجيل زيادة في عدد الذين يعبرون عن أفكار انتحارية، والتي ارتفعت بشكل أكبر هذا العام، حيث وصلت إلى 7.4% من المكالمات.

الطلاب البريطانيون الجدد يشعرون بأنهم غير مستعدين للحياة الجامعية (غيتي)،

وقالت جينيفر سميث، مديرة السياسات في مؤسسة (ستيودنت مايندس) الخيرية، إن الغالبية العظمى من الطلاب عانوا من اضطراب كبير في حياتهم، وفقدوا المحفزات الاجتماعية والأكاديمية والشخصية الرئيسة، مما جعلهم يشعرون “بالحزن والخسارة وعدم اليقين وانعدام الثقة”.

وأضافت “اختبر الطلاب الحاليون الانتقال إلى التعليم العالي بشكل مختلف تمامًا عن أسلافهم، وهم يشعرون بأنهم غير مستعدين للحياة الجامعية”.

وكشف مات جونز طالب دكتوراه في جامعة لوبورو أنه ما زال يعاني من الاكتئاب والقلق والوحدة. مضيفًا أنه اتصل ببرنامج (نايت لاين) قبل 6 أشهر، لأنه شعر “بالارتباك” بسبب الأحداث العالمية المجهدة وإعادة التكيف والتواصل الاجتماعي مع أقرانه طوال فترة الجائحة.

قال “جلست مع بعض الأصدقاء واتفقنا جميعًا على أن الوباء أفسدنا وأفسد حياتنا ولا نعرف كيف نتعامل مع احتياجاتنا الطبيعية”.
وأضاف كان للحجر الصحي الذي خضع له الجميع لمدة عام وأكثر تأثير كبير في قدرة الأشخاص على التواصل”.

ويعتقد جونز أننا نعيش في “عصر مثير للقلق” بشكل خاص للشباب، حيث تجعلهم وسائل التواصل الاجتماعي يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا بالأحداث العالمية.

وتابع “هناك شعور بأننا سئمنا من العيش ومتابعة الأحداث المأساوية سواء أكانت جائحة كوفيد أو الحرب في أوكرانيا”.

وقال “إذا تحدثت إلى طلاب بريطانيا، فستجد أن أغلبهم يتساءل: هل يمكننا قضاء عام لا يحدث فيه شيء؟ هل يمكننا أن نحظى بعام تكون فيه الغلبة للحكمة والتعقل والهدوء؟”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية