دراسة أمريكية حديثة: طفرة في الإصابة بالسكري تهدد حياة الأطفال واليافعين.. فما سبل الوقاية؟

قالت دراسة أمريكية إن الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ستتضاعف بنحو 675% بحلول عام 2060 في الولايات المتحدة، وذلك لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما.

وأضافت الدراسة، التي نشرتها مجلة جمعية السكري الأمريكية أمس الخميس، أن عدد الشباب المصابين بالسكري من النوع الأول قد يزداد بنسبة تصل إلى 65% في العقود الأربعة القادمة.

وقالت ديبرا هوري، وهي قائمة بأعمال نائب مدير في المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، “يجب أن يكون هذا البحث الجديد بمثابة جرس إنذار لنا جميعا. ومن المهم أن نركز جهودنا لضمان أن يكون جميع الأمريكيين، وخاصة الشباب، في أفضل حالاتهم الصحية”.

سوء نمط التغذية وقلة النشاط البدني

وترجع منظمة الصحة العالمية السبب الرئيسي إلى انتشار داء السكري إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني. وقد ارتفع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاما ارتفاعا كبيرا من 4% عام 1975 إلى أكثر من 18% عام 2016.

وتقدر الأمم المتحدة المصابين بالسكري في العالم بأكثر من 460 مليون شخص.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد مرضى السكري تضاعف 4 مرات منذ عام 1980، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من نصف مليار بحلول نهاية العقد. وقد زادت حالات الوفاة بسبب داء السكري بنسبة 70% بين عامي 2000 و2019.

ويتعرض الأشخاص المصابون بالسكري لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة تشمل تلف الأعصاب والسكتات الدماغية والعمى ومشاكل السمع وأمراض الكلى وأمراض القلب والوفاة المبكرة وبتر الأطراف السفلية.

ويشير الباحثون إلى أن المرض قد يتفاقم بسرعة أكبر لدى الشباب أكثر من البالغين، مما يتطلب رعاية طبية مبكرة.

أنواع مرض السكري

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السكري هو مرض مزمن يحدث حين يعجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي الجسم من الأنسولين، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه البنكرياس. ومن أنواعه:

  • السكري من النوع الأول: وهو مرض مناعي ذاتي، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة البنكرياس، فيسبب ذلك تراجع كميات ما يفرزه من الإنسولين تدريجيا، حتى يصبح قليلا جدًّا، فتظهر أعراض السكري. ويشكل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و16 عاما نحو 5 إلى 10% من نسبة المصابين بهذا النوع.
  • السكري من النوع الثاني: وفيه تقاوم الخلايا هرمون الإنسولين الذي وظيفته إدخال الغلوكوز إليها، فتقل فعالية استخدام خلايا الجسم للإنسولين وتقل الاستفادة منه. ويصيب هذا المرض عادة ذوي السمنة والأشخاص ممن هم فوق الأربعين وتساهم الوراثة في الإصابة به أكثر من النوع الأول. ويعتمد العلاج على تغيير النمط الغذائي لخفض الوزن مع استخدام أدوية تحفز إفراز الإنسولين وتزيد حساسية الجسم للهرمون.
  • سكري الحمل: ويحدث أثناء الحمل بزيادة نسبة الغلوكوز في الدم على المستوى الطبيعي زيادة لا تصل إلى المستوى اللازم لاعتبارها مرضًا، ولكن يزداد احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل لدى هؤلاء النساء، وربما لدى أطفالهم.

الأعراض المبكرة

وفقا للجمعية الأمريكية للسكري، فـإن الأعراض قد تكون مفاجئة للمصابين بداء السكري من النوع الأول، في حين تميل أعراض النوع الثاني إلى الظهور تدريجيا، وفي بعض الأحيان لا توجد علامات على الإطلاق. لذا ينصح بإجراء اختبارات التشخيص بين فترة وأخرى. ومن الأعراض المبكرة:

  • فرط التبول.
  • الإحساس بالعطش الشديد.
  • الجوع المستمر.
  • الشعور بالتعب.
  • ضبابية في الرؤية.
  • تأخر تعافي الجروح والكدمات.
  • فقدان الوزن دون مبرر.

ويمكن أن نلاحظ عند الطفل أنه قد يحدث فجأة أن يبلل فراشه ليلا، وأن يتبول بكمية كبيرة ولا يستطيع السيطرة على ذلك.

وقاية أبنائنا من السكري

1- التوعية أولا: لا تبادر إلى فرض نظام غذائي أو بدني على طفلك قبل أن يعرف الأضرار المترتبة على إصابته بمرض السكري والفوائد التي يجنيها من النظام الصحي. لذا شاهدوا معا بعض الفيديوهات المخصصة للأطفال حول الموضوع وبعد الإقناع والتوعية يأتي الاتفاق على خطوات الوقاية.

2- الرضاعة الطبيعية: توصلت دراسات حديثة إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل تعرضا للإصابة بمرض السكري من الذين يشربون الكثير من حليب البقر.

3- نظام غذائي صحي: ينبغي للطفل أن يفهم أساسيات محتويات وجباته، وأن يألف اعتماد نظامه الغذائي على الخضراوات والفواكه والبروتينات العالية الجودة والكربوهيدرات المعقدة للتحكم في كمية الدهون التي يتناولها، وبالتالي تجنب مخاطر السمنة.

4- تجنب الأغذية الضارة: اتفق مع طفلك على الحد من استهلاك المواد السكرية والدهون المشبعة، لتجنب الزيادات المفاجئة بنسبة الغلوكوز في الدم. وبالتالي فعليه التقليل والحد من الحلويات العالية السكر والمعجنات العالية التصنيع والعصائر والبسكويت وجميع الأطعمة السريعة والمعلبة مسبقا.

5- فترة المدرسة: تعرف على محتويات مقصف المدرسة وإذا كان فيها بعض الأغذية الضارة، فاطلب منعها وعدم إدخالها إلى المدرسة. وفي المقابل احرص على تزويد طفلك قبل ذهابه إلى المدرسة بالعصائر الطبيعية والحلوى القليلة السكر.

6- التزام التمارين الرياضية: ممارسة ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال أيام الأسبوع.

7- الامتناع التام عن التدخين: بحسب دراسات، فالتدخين السلبي أو الإيجابي يزيد بشكل كبير خطر الإصابة بداء السكري خاصة من النوع الثاني.

8- الفحص: احرص على الفحص الدوري لمستوى الغلوكوز بالدم عند أبنائك، أو على الأقل سارع بالفحص إذا ظهرت الأعراض عند أي من أفراد الأسرة.

المصدر : الجزيرة مباشر