لماذا يصيب أوميكرون الأطفال بأعراض أشدّ من المتحورات الأخرى؟ علماء يحاولون الإجابة

برايدن بيرتون (3 سنوات) يلعب أثناء علاجه من فيروس كورونا في مستشفى للأطفال في ولاية جورجيا (رويترز)

نظرًا لأن متغير فيروس كورونا أوميكرون شديد العدوى، نُقل ملايين الأشخاص إلى المستشفى، ولم يكن الأطفال استثناءً بل إنهم شكلوا نسبة كبرى من حالات دخول المستشفى بسبب كوفيد-19 أكثر من أي وقت آخر للوباء، وفقًا لتقرير نشرته مجلة نيتشر العلمية.

ربما يكون هذا الأمر مثيرا للقلق، لكن التقديرات تشير إلى أن الخطر الفردي لطفل مصاب بأوميكرون في المستشفى، في الواقع، أقل -بمقدار الثلث أو النصف- مما كان عليه عندما كان متغير دلتا هو السائد.

لكن البيانات الأولية في المملكة المتحدة تظهر أنه على الرغم من ارتفاع نسبة الأطفال الذين تم علاجهم بالمستشفى بسبب كوفيد-19، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، فقد تطلب الأطفال تدخلات طبية أقل، بأجهزة التنفس الصناعي والأكسجين الإضافي.

وتعكس هذه النتائج الاتجاه السائد بأن احتمال تسبّب أوميكرون في العلاج المكثّف بالمستشفى أو في الوفاة -خاصة في المجموعات الأصغر سنا- أقل من تسبّب المتحور دلتا. لكن العلماء لا يزالون يحاولون معرفة تسبّب أوميكرون في زيادة عدد حالات دخول الأطفال إلى المستشفيات.

ففي الولايات المتحدة -على سبيل المثال- شكل الأطفال حوالي 5% من جميع حالات دخول المستشفى بسبب كوفيد-19، وهي نسبة تصل إلى أربعة أضعاف تلك التي حدثت في موجات فيروس كورونا السابقة.

ومن التفسيرات المحتملة أن القابلية العالية لانتقال المتغير عندما يقترن بنقص المناعة المتراكمة من التطعيم أو العدوى السابقة تجعل الأطفال أكثر تعرّضًا للإصابة بأوميكرون، مقارنة بالبالغين الذين حصلوا على اللقاحات؛ إذ لم تصرح غالبية الدول بعدُ باستخدام اللقاحات للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة أعوام، وبعضها لم يسمح بتلقيح من هم أقلّ من 12 عامًا.

لكنّ هناك تفسيرًا آخر محتملًا لتلك البيانات، وهو أن الطفرات المتعددة في أوميكرون جعلت المرض مختلفًا وربما أكثر خطورة قليلًا على الأطفال الأصغر سنًّا منه على البالغين، كما يقول أندرو بافيا، رئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في جامعة يوتاه هيلث.

عدوى مختلفة

ونظرً إلى أن ممرات الأنف ضيّقة نسبيًّا لدى الأطفال ويمكن سدها بسهولة، فإن التهابات الجهاز التنفسي العلوي لديهم تتطلب في بعض الأحيان مزيدًا من الاهتمام مقارنةً مع البالغين.

تقول روبرتا ديباسي -رئيسة قسم الأمراض المعدية للأطفال بمستشفى الأطفال الوطني في واشنطن العاصمة- إنها هي وزملاؤها لاحظوا زيادة في عدد الأطفال المصابين بـ”خناق كوفيد”، وهو التهاب في مجرى الهواء العلوي ينتج عنه سعال “نباحي” مميز.

لكن الدكتور أبسود يقول إن المستشفيات مجهّزة تجهيزًا جيّدًا لعلاج الأطفال من الخناق والأعراض الأخرى لعدوى الجهاز التنفسي العلوي؛ لأن الفيروسات تُدخل الأطفال إلى المستشفى بنفس الأعراض كل عام.

وحتى إذا تعافى الأطفال بشكل عام من عدوى حادة بسبب أوميكرون، فلا يزال الأطباء قلقين من احتمال إصابتهم بفيروس كوفيد الطويل الأمد الذي تستمر أعراضه عدّة أشهر، أو أن يصابون بحالة نادرة ولكنها خطيرة تسمى النظام الالتهابي المتعدد الأنظمة عند الأطفال (MIS-C).

المصدر : نيتشر