الغارديان: النظام السوري يستعد لإرسال جنوده للقتال في صفوف القوات الروسية بأوكرانيا

لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد (أرشيفية) (AP)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، عن السماح للمقاتلين من الشرق الأوسط بالانضمام إلى العمليات العسكرية الدائرة في أوكرانيا.

وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن “16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال في منطقة دونباس” الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا.

وكشفت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن قوات النظام السوري بدأت بتجنيد مقاتلين من صفوفها للذهاب إلى أوكرانيا، والقتال لصالح الجانب الروسي.

وقالت إن النظام وعد بدفع رواتب تصل إلى 3 آلاف دولار أمريكي شهريًا، أي ما يقارب 50 ضعف الراتب الشهري للجندي السوري، إذا قرر الانضمام لصفوف القوات الروسية في أوكرانيا.

ونُشرت إشعارات التجنيد على عدد من المواقع الإلكترونية المرتبطة بالنظام السوري، وتضمنت وصفًا وظيفيًا يشترط “الخبرة في المشاركة في العمليات العسكرية وإمكانية السفر إلى الخارج”.

وظهرت، اليوم لقطات مصورة لما بدا أنهم جنود سوريون في عرض عسكري يحملون العلمين السوري والروسي ويرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، ويحمل أحدهم شعار الرمز (z) الذي ارتبط مؤخرًا بتأييد العمليات العسكرية الروسية.

وكانت قوات النظام السوري استعادت السيطرة على ما يقرب من ثلثي مساحة البلاد بفضل الغطاء الجوي الروسي بعد قرابة عقد من الزمان على اندلاع الثورة.

وأشار عدد من المحللين السياسيين أن بعض وحدات القتال السورية “منهكة وليست مستعدة لخوض معارك جديدة”.

من جانبه، أمر الرئيس الروسي بتسهيل إرسال المقاتلين “المتطوعين” من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا للقتال، وفقًا لما نشرته وسائل إعلام روسية.

وأضاف أن هذه الخطوة مبررة لأن “عرّاب النظام الأوكراني في الغرب لا يُدرك ما يفعل، ويجمع بشكل علني مرتزقة من جميع أنحاء العالم لإرسالهم إلى أوكرانيا”، في إشارة إلى انضمام متطوعين من مختلف دول العالم لصفوف الأوكرانيين للقتال ضد القوات الروسية.

ونفى بوتين في وقت سابق دفع رواتب للقوات السورية قائلًا “إذا رأيت أشخاصًا يرغبون من تلقاء أنفسهم وليس من أجل المال في أن يأتوا لمساعدة من يعيشون في دونباس، حينئذ سنقوم بمنحهم ما يريدون ومساعدتهم في الوصول إلى مناطق الصراع”.

وفي وقت سابق من اليوم، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضًا عن نشر روسيا ما أسماهم “مرتزقة سوريين” في الهجوم العسكري الذي تشنه على بلاده.

وأضاف في خطاب وجهه إلى الشعب في اليوم السادس عشر من التدخل الروسي “رأيتم كيف عامل الجنود الروس شعبنا الناطق بالروسية تعاملوا بالصواريخ والقنابل والمدافع الآن المرتزقة السوريون الذين لا يميزون بين من يتحدث أي لغة ومن يرتاد أي كنيسة ومن يؤيد أي حزب يأتون إلى بلد أجنبي فقط ليَقتلوا”.

وتابع “نحن نقاتل عدوًا لا يهتم بمقتل الآلاف من جنوده، وجنّد جنودًا من جميع أنحاء روسيا لإلقائهم في جحيم الحرب، والآن جاء بفكرة جلب مرتزقة سوريين ضد الشعب الأوكراني. يجلبون اللصوص من سوريا”، وفق تعبيره.

البنتاغون يتهم موسكو بالاستعانة بمرتزقة

في السياق، اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين الماضي، روسيا بتجنيد مقاتلين سوريين وأجانب آخرين بالتزامن مع زيادة الهجمات العسكرية على العديد من المدن الأوكرانية.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون للصحفيين “نعتقد أن المعلومات التي تفيد بأن روسيا تُجند مقاتلين سوريين لتعزيز قواتها في أوكرانيا صحيحة”.

وأضاف “من المثير للاهتمام أن يكون الرئيس الروسي مضطرًّا لاستخدام مقاتلين أجانب بعد أن نشر في أوكرانيا 100% تقريبًا من القوات التي حشدها خلال الأشهر الماضية على الحدود”.

وبحسب هذه التقديرات فقد حشدت روسيا على حدودها مع أوكرانيا أكثر من 150 ألف جندي.

من جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، الأحد الماضي، عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم إن موسكو “باشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية في أوكرانيا”.

وصرح أحد هؤلاء المسؤولين للصحيفة بأن بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا، ويستعدّون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا.

وتتصاعد العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا منذ انطلاقها في 24 فبراير/شباط الماضي، وتتواصل المعارك بمحاور عدة أبرزها في محيط العاصمة كييف ومدينتي ماريوبول جنوبًا وخاركيف شرقًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية