“لا سلاح ولا مهامّ قتالية”.. إحباط لدى أمريكيين ذهبوا للقتال في أوكرانيا

متطوع أمريكي ينتظر ركوب القطار المتّجه من بولندا إلى أوكرانيا (غيتي)

يشعر بعض الأمريكيين الذين ذهبوا إلى أوكرانيا لقتال الروس بالإحباط، لعدم تسليحهم أو إعطائهم مهام قتالية، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

ورصد التقرير حالة الشاب الأمريكي آدم الذي اشترى تذكرة طائرة إلى أوكرانيا ذهابًا وإيابًا، وكان يعمل حارس أمن وصرافا في متجر (كل شيء بدولار) ويمتلك بنادق ويطلقها في ساحات الرماية، لكن القتال الوحيد الذي خاضه كان في دروس فنون القتال.

لم يمنع ذلك آدم -البالغ من العمر 24 عامًا- من السفر إلى كييف والانضمام إلى فيلق دولي جديد تم تشكيله لمحاربة القوات الروسية.

آدم الذي يرتدي بنطالًا رياضيًّا مموّهًا غير منزعج من قلة خبرته في القتال، وقال إنه سيعتمد فقط على عزمه على “إنقاذ أوكرانيا وحماية القيم الأمريكية”.

تحدث آدم من بهو فندق في كييف حيث يقيم هو وأجانب آخرون للصحيفة الأمريكية وقال “الديمقراطية والحرية مهمان جدًّا للعالم بأسره. ما يفعله (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين خطأ وأوكرانيا هي الطرف الأضعف، ولذا فهي بحاجة إلى المساعدة”.

ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، سجل الآلاف من الأمريكيين وغيرهم من الرعايا الأجانب للقتال من أجل أوكرانيا، استجابة لدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومع دخول الصراع أسبوعه الرابع، يتدفق عدد متزايد من المتطوعين الأجانب إلى كييف، حيث يوقعون العقود ويتلقون الأسلحة والتدريب القتالي قبل نشرهم في أحد الخطوط الأمامية العديدة للحرب.

غير أنه في حرب حديثة وحشية مثل تلك الجارية في أوكرانيا، يمكن أن تختفي رومانسية المغامرة والمعتقدات السياسية بسرعة حين يتعرض المتطوعون لقصف الضربات الجوية وصواريخ غراد وقذائف المدفعية أو حرب شوارع عنيفة.

ومع أنه يُقال إن بعض قدامى المحاربين الأمريكيين من ذوي الخبرة في أفغانستان والعراق من ضمن المتطوعين، فإن العديد من هؤلاء المقاتلين المحتملين -مثل آدم- هم من المبتدئين في أحسن الأحوال.

يقول متطوع آخر اسمه برايان -وهو محلل أعمال كندي- “لديّ القليل جدًّا من الخبرة العسكرية، لكنني على استعداد للذهاب والقتال والموت مع هذا الرجل (مشيرا إلى آدم) لأن أقاربي الأوكرانيين موجودون هنا”.

ويضيف “كنت صيادًا طوال حياتي وتم تكليفي بفريق القناصة هنا. سأقتل كل روسي أستطيع قتله (مستخدمًا كلمة بذيئة لوصف الروس). لم أقتل رجلًا في حياتي قط لكنني سأستمتع بذلك”.

لم يرغب جميع المتطوعين الأجانب الذين قابلهم مراسل واشنطن بوست في ذكر أسمائهم الأخيرة. كان البعض قلقًا بشأن أمنهم، بينما أراد آخرون حماية أقاربهم أو أنهم لم يخبروا عائلاتهم بعد بأنهم في أوكرانيا لمحاربة الروس.

ولا يزال من غير الواضح مدى الفائدة التي يمكن أن يجلبها المجندون الأجانب القادمون جنودًا أو مساعدين طبيين أو موظفين لوجستيين في ساحات القتال.

ويبدو أن برنامج المتطوعين التابع للحكومة غير منظم في بعض الأحيان، وفقًا لمقابلات أجراها المراسل مع خمسة متطوعين وقائد جورجي قام بتجنيد أمريكيين وأجانب آخرين في قوته شبه العسكرية في أوكرانيا.

بعض المقاتلين المحتملين يتم تدريبهم في بلدانهم الأصلية، في حين يأتي آخرون من دون تنسيق أو قدرة على تحدث اللغة الأوكرانية على أمل أن يقوم شخص ما بتدريبهم وإرسالهم إلى مقدمة القتال.

ويرجح التقرير أن يكون هؤلاء الأجانب مفيدين لأغراض العلاقات العامة فقط وإظهار الدعم العالمي لأوكرانيا.

لكن هناك مخاوف من أن يصبح بعض المتطوعين الأمريكيين وغيرهم من الغربيين عائقًا في ساحة المعركة، فإذا تم أسر أمريكيين من قبل الروس، فسيصبحون وقودا لآلة دعاية الكرملين ودليلًا على أن مقاومة أوكرانيا هي في الحقيقة مؤامرة أمريكية وغربية، وإذا قُتلوا فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على الولايات المتحدة للرد، وفق التقرير.

المصدر : واشنطن بوست