بعد إعلان بوتين.. كيف سيؤثر بيع الغاز الروسي بالروبل في أسواق الطاقة في أوربا والعالم؟ (فيديو)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن روسيا ستسعى إلى بيع الغاز إلى الدول “غير الصديقة” بالروبل، وهو ما دفع أسعار الغاز الأوربية لتقفز بفعل مخاوف من أن هذا التحرك سيفاقم أزمة الطاقة في أوربا.

وصار اعتماد الدول الأوربية على الغاز وصادرات أخرى من روسيا في بؤرة الاهتمام منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط وما أعقبه من عقوبات غربية بهدف عزل روسيا اقتصاديًا.

وأوضح بوتين خلال اجتماع مع وزراء بارزين في الحكومة أذيع تلفزيونيًا أن ذلك يأتي ردًا على تجميد أصول روسيا في الغرب بسبب هجومها على أوكرانيا.

وطلب بوتين من البنك المركزي والحكومة أن يحددا “في مهلة أسبوع” النظام الجديد الذي يفترض أن يكون “واضحًا وشفافًا”، ويتضمن “شراء الروبل من سوق الصرف” الروسية.

وقال إنه سيأمر عملاق الغاز الروسي غازبروم بإجراء التغييرات اللازمة في عقود الغاز.

وألمح بوتين أيضًا الى أن صادرات روسية أخرى ستتأثر، حيث جمّد الغربيون حوالي 300 مليار دولار من الاحتياطي الروسي الموجود في الخارج، في خطوة وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بأنها “سرقة”.

ويشكّل الغاز الروسي حوالي 40% من إجمالي استهلاك أوربا.

تأثير القرار

من جانبه، وصف أستاذ الاقتصاد الدولي بمعهد نيويورك للعلوم المالية نبيل زكي القرار الروسي بأنه “أبلغ رد” على العقوبات الاقتصادية الغربية “التي تسارعت بطريقة غير مسبوقة في التاريخ”، حسب تعبيره، وهو ما أدى إلى تراجع الروبل أمام الدولار بوتيرة غير عادية.

وأضاف زكي في حديث مع (المسائية) على الجزيرة مباشر، أن بعضهم توقّع تخلّف روسيا عن سداد ديونها والفوائد المستحقة عليها، لكن ذلك لم يحدث.

وأشار إلى أن روسيا لجأت إلى العديد من الإجراءات لمواجهة العقوبات ووقف تراجع الروبل، من بينها رفع الفائدة وإلزام المصدرين بتحويل 80% من إيرادات الصادرات للروبل.

وأوضح زكي أن من أهم أسباب قرار بوتين أن الاتحاد الأوربي فشل في إيجاد بديل للغاز الروسي، رغم الجولات المكوكية للقادة الأوربيين طوال الشهر الماضي، إذ كانت هناك قناعة كاملة باستحالة ذلك، سواء من الجزائر أو قطر أو فنزويلا، خاصة في ظل اعتماد أوربا على الغاز الروسي فيما يقرب من نصف احتياجاتها، وهي نسبة من المستحيل تعويضها.

وحول رد الفعل الألماني الذي وصف القرار الروسي بأنه غير قانوني، قال زكي “في وقت الحروب، الضرورات تبيح الضرورات”، مشيرًا إلى أن العقوبات الغربية استثنت الغاز الروسي نظرًا لحاجة أوربا إليه ولعدم وجود شواهد بإمكانية تعويضه.

وأكد زكي في ختام حديثه على أن العقوبات الاقتصادية ستكون مؤثرة في روسيا، ولكن على المدى الطويل.

الغاز الروسي وأوربا

وتقلبت قيمة واردات الاتحاد الأوربي من الغاز الروسي بين 200 مليون إلى 800 مليون يورو يوميًا حتى الآن هذا العام. وتسبب احتمال تغيير العملة في صعود أسعار الغاز للجملة في أوربا وبريطانيا بحوالي 15 إلى 20% اليوم الأربعاء.

وقفز الروبل الروسي لمدة وجيزة إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع عند مستويات دون 95 مقابل الدولار، قبل أن يستقر قرب 100 بعد الإعلان المفاجئ.

وتعمل موسكو من جهتها منذ سنوات على وقف ربط اقتصادها بالدولار، بهدف الحد من آثار العقوبات.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات