سفير الإمارات لدى أمريكا: العلاقة بين أبوظبي وواشنطن تمر بمرحلة اختبار

يوسف العتيبة أشار إلى إن الإمارات تريد تطوير صناعة دفاعية مكتفية ذاتيا (رويترز)

قال سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، اليوم الخميس، إن العلاقة بين البلدين تمر بما سماه “اختبار القدرة على تحمّل الإجهاد”، لكنه عبر عن ثقته في أنهما سيجتازان هذا الاختبار.

وفي حديثه في مؤتمر لتكنولوجيا الدفاع في أبوظبي، قال العتيبة إن علاقة بلاده بالولايات المتحدة “مثل أيّ علاقة، فيها أيام قوية العلاقة فيها صحية جدا، وأيام العلاقة فيها موضع تساؤل. واليوم نحن نمر باختبار تحمّل، لكني أثق بأننا سنجتازه ونصل إلى وضع أفضل”، ولم يذكر تفاصيل عن هذا الاختبار.

وأضاف العتيبة “أعتقد أنه ليس لنا فقط سجل قوي جدا ونظيف جدا في عدم الحصول على أشد التكنولوجيا الأمريكية والغربية الأخرى حساسية بل إن لنا سجلا متينا بصورة لا تُصدق في حماية تلك التكنولوجيا”، مضيفا أنه لم يحدث أن وقعت أي تكنولوجيا في “الأيدي الخطأ”.

وأشار العتيبة إلى إن الإمارات تريد تطوير صناعة دفاعية تؤدي إلى الاكتفاء الذاتي في هذال المجال، وقال “نريد أن تأتي دول وشركات إلى هنا وتقيم الصناعة. نريد أن ينقل الناس تكنولوجياتهم إلى هنا وأن يطوروها هنا”.

وحاولت الإمارات البقاء على الحياد بين الحلفاء الغربيين وروسيا في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تكوين موقف عالمي مناهض للحرب الروسية على أوكرانيا.

وكذلك سعت أبوظبي لحمل واشنطن على إعادة تصنيف جماعة الحوثي اليمنية ضمن التنظيمات الإرهابية، بعد أن شنت هجمات داخل الإمارات.

محاولة إيجاد توازن

ولطالما كانت الإمارات -التي تترأس مجلس الأمن الدولي هذا الشهر- شريكا إقليميا استراتيجيا للولايات المتحدة، لكنها تحاول إيجاد توازن في علاقاتها مع تنامي روابطها السياسية والاقتصادية مع روسيا.

والولايات المتحدة حليف أمني رئيسي لدول الخليج لكن مسؤولي الإمارات عبروا عن عدم التيقن من الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة، وسعوا إلى تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا في تقوية القدرات الدفاعية للإمارات.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي قالت الإمارات -التي تشعر بالإحباط بسبب بطء وتيرة تنفيذ صفقة لشراء مقاتلات أمريكية من طراز إف-35 والشروط المرتبطة بها- إنها ستعلّق المباحثات حول الصفقة التي تمثل جزءا من صفقة قيمتها 23 مليار دولار وتتضمن طائرات مسيّرة وذخائر متطورة أخرى.

ومن النقاط العالقة أيضا مخاوف من علاقة أبوظبي مع الصين بما في ذلك استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس من إنتاج شركة هواوي الصينية في الإمارات، وكيفية نشر الطائرات المقاتلة إف-35، ومدى التكنولوجيا التي يمكن للإمارات استخدامها في الطائرات.

وفي يوم الجمعة الماضي، امتنعت الإمارات عن التصويت على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يدين الغزو الروسي لأوكرانيا في مجلس الأمن.

وبعد ثلاثة أيام، صوّت مجلس الأمن على توسيع حظر توريد الأسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، وصوتت روسيا لصالح القرار الذي رعته الإمارات، ورأى دبلوماسيون أن هذا يؤشر إلى اتفاق ضمني بين موسكو وأبوظبي على نوع من “تبادل الخدمات”.

كما أن الهجوم الروسي على أوكرانيا وضع الإمارات والدول المنتجة للنفط في مواجهة معضلات اقتصادية وسياسية للعمل على الحد من ارتفاع أسعار موارد الطاقة خصوصا عبر ضخ مزيد من النفط، لكن أبوظبي قالت إنها ملتزمة بتحالف “أوبك بلاس” الذي تقوده السعودية وروسيا ويتحكّم في مستويات الإنتاج.

وتحسّنت العلاقات الإماراتية مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد فترة من الفتور خلال ولايتي باراك أوباما، لكن جو بايدن عاد للتشدد بشأن حقوق الإنسان وصفقات الأسلحة.

ودفع بايدن في اتجاه استئناف المفاوضات مع إيران في شأن ملفها النووي في وقت تتهم دول الخليج تلك الجمهورية الإسلامية بزعزعة استقرار المنطقة.

المصدر : وكالات