الاحتلال يسيطر على نحو 85% من المساحة الكلية للأراضي في فلسطين التاريخية

الفلسطينيون يحيون "يوم الأرض" في 30 مارس من كل عام (الأناضول)

كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، اليوم الأربعاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي في فلسطين التاريخية (الضفة وغزة وإسرائيل).

وقال إن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا 1682 كيلومترًا مربعًا فقط، شكّلت ما نسبته 6.2% من أرض فلسطين التاريخية.

جاء ذلك في بيان للجهاز بالتزامن مع الذكرى السنوية ليوم الأرض الذي يوافق 30 مارس/آذار من كل عام، عندما صادرت إسرائيل أراضي فلسطينية، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات ومواجهات أسفر عنها شهداء وجرحى.

ويوافق اليوم، الأربعاء، الذكرى السنوية الـ46 ليوم الأرض، الذي استشهد فيه 6 من الشبان الفلسطينيين في الداخل المحتل بسبب القمع، بعد أن احتجوا على قرار مصادرة أراضٍ في الجليل والمثلث والنقب، وأصبح اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه تخليدًا لشهداء يوم الأرض.

استغلال معظم مساحة الضفة

وكشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن إسرائيل تستغل نحو 76% من المساحة المصنفة (ج) من أراضي الضفة الغربية الخاضعة لسيطرتها.

وأكد أن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بلغ بنهاية عام 2020 في الضفة الغربية 471 موقعًا، بينها 151 مستعمرة و26 بؤرة مأهولة، في وقت هدم فيه الاحتلال خلال عام 2021، 1058 مبنى، بينها 353 سكنيًّا و705 منشآت مختلفة.

وقدّر البيان عدد المستوطنين بـ”نحو 712 ألفًا و815، نفّذوا نحو 1621 اعتداءً بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2021″.

وأكد أن عام 2021 شهد زيادة كبيرة في بناء وتوسّع المستعمرات الإسرائيلية بالضفة الغربية، حيث تمت التصديق على بناء أكثر من 12 ألف وحدة، بينها نحو 9 آلاف على أراضي مطار قلنديا بمحافظة القدس.

ويُقدَّر عدد الفلسطينيين بنحو 13 مليونًا و800 ألف، يعيش منهم 5 ملايين و300 ألف في فلسطين (الضفة وغزة وشرقي القدس) ونحو مليون و600 ألف داخل إسرائيل، وأكثر من 6 ملايين مهاجرين في دول عربية وأجنبية.

استمرار مصادرة الأراضي

واستغل الاحتلال الإسرائيلي تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج) التي تخضع بالكامل لسيطرته على الأمن والتخطيط والبناء.

ويستغل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج) وتسيطر المجالس الإقليمية للمستعمرات على 63% منها.

وتمثل المساحات المُصادَرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري نحو 18% من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع الذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية.

وتضرر ما يزيد على 219 تجمعًا فلسطينيًّا جراء إقامة الجدار، كما قامت سلطات الاحتلال منذ عام 1967 بمصادرة نحو 353 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية وتصنيفها “محميات طبيعية” تمهيدًا للاستيلاء عليها.

يوم الأرض

ويُحيي الفلسطينيون يوم الأرض في 30 مارس/آذار من كل عام، بإطلاق عدد من الفعاليات، واكتسب اليوم أهمية كبرى، كونه أول صدام يحدث مع الجماهير الفلسطينية في الداخل.

وفي عام 1975، أعلنت الحكومة الإسرائيلية خطة لتهويد منطقة الجليل، لبناء تجمّعات سكنية يهودية على أراضٍ تعود لفلسطينيين يمثلون أغلبية في المنطقة.

وصدّقت إسرائيل، في 29 فبراير/شباط 1976، على قرار لمصادرة 21 ألف دونم من أراضٍ تعود ملكيتها لفلسطينيين في بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد، وخصصت تلك المساحات المُصادَرة لبناء المزيد من المستوطنات.

وبدأت شرارة المظاهرات الاحتجاجية في 29 مارس من ذلك العام، بانطلاق مسيرة شعبية في بلدة دير حنا، تعرضت للقمع الشديد من الشرطة، تلتها مظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وكان القمع أقوى، حيث ارتقى خلالها شهيد وعشرات الجرحى.

وأسفرت هذه المواجهات عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات جرّاء قسوة الرد الإسرائيلي، ورفض الاحتلال تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف مقتل الفلسطينيين، على الرغم من أنهم كانوا يحملون الهوية الإسرائيلية.

ومع استمرار السياسات الإسرائيلية في مصادرة الأراضي وسرقتها، فإن الفلسطينيين يعدّون معركة الأرض مستمرة حتى اليوم.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر