الجزيرة مباشر ترصد هدوءا حذرا في أشهر ميادين العاصمة الأوكرانية كييف (فيديو)

لا تزال الإجراءات الأمنية وبعض الحواجز منتشرة بميدان الاستقلال، وهو الميدان الأيقوني في العاصمة الأوكرانية كييف حسبما رصده مراسل الجزيرة مباشر.

لكن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها تدريجيًّا بالمدينة في مناخ من الهدوء الحذر سادها منذ ليلة أمس الأربعاء، رغم أن القوات الأوكرانية لا تزال تقاوم الأرتال العسكرية الروسية المعسكرة في ضواحيها.

وقد تم تفكيك بعض الحواجز الأمنية في كييف، والإعلان عن فتح جسر يربط بين جانبيها كان قد أغلق بداية الحرب، وعادت المدارس إلى العمل مرة أخرى الأسبوع الماضي، كما عادت غالبية المطاعم والمتاجر في محيط ميدان الاستقلال إلى فتح أبوابها من جديد.

وأصبح الحدث الأكبر السائد في أوكرانيا ليس المعارك الدائرة حول كييف وغيرها من المدن، وإنما الحديث عن الدبلوماسية وعن التفاوض الذي يجري الإعداد له بين الطرفين الأوكراني والروسي.

وهناك إشارات من الأطراف الأوكرانية والروسية والتركية إلى أن قطار المفاوضات يتقدم شيئًا فشيئًا وإن كان ذلك بطيئًا، مما انعكس على الأجواء الحذرة في العاصمة.

تحذير من ألغام روسية

وأصدرت صباح اليوم إدارة الطوارئ في كييف بيانا قالت فيه إن القوات الروسية التي انسحبت جزئيا بداية من أول أمس من مناطق في العاصمة لغّمت عددا من المنازل، وإن القوات المسلحة الأوكرانية تقوم الآن بتفكيك تلك الألغام.

وقالت القوات الأوكرانية إن الذهاب إلى ضواحي العاصمة التي كان يسيطر عليها الجيش الروسي لا يزال شديد الخطورة نظرًا لأن الكثير من المنازل لا تزال تتعرض للقصف من الجانب الأوكراني الذي يحاول إخراج بقية جيوب الجيش الروسي منها، كما تتعرض لقصف الجانب الروسي أيضا في محاولة لتأمين انسحابه من تلك المناطق.

الوضع في ماريوبول

سُمح اليوم بدخول قافلة إجلاء إلى مدينة ماريوبول المنكوبة التي دُمّر 90% من مبانيها وفقًا للمصادر الأوكرانية ولا تزال تتحصّن فيها عناصر من الجيش الأوكراني تمنع الجيش الروسي من التقدم أكثر والسيطرة على قلب المدينة.

ولا يزال هناك عدد كبير جدا من المحاصرين المدنيين داخل هذه المدينة -قدرتهم السلطات الأوكرانية بنحو 10 آلاف- ينتظرون السماح لهم بالخروج منها.

جبهة تشيرنوبل

يقول الجيش الأوكراني إن الجيش الروسي بدأ عملية إعادة تجميع لقواته في تشيرنوبل، وربما يكون قد انسحب من مواقع مهمة هناك، لكنه لا يزال يحاول إعادة السيطرة عليها.

ومن ثم فإن المعارك لا تزال مستمرة في أوكرانيا ولكن بوتيرة أهدأ، وتتجه الأنظار إلى مدينة إسطنبول التركية حيث تجري المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني.

وقد أصدرت إدارة العاصمة كييف بيانا قبل قليل قالت فيه إن 50% من أحياء المدينة تعرضت لقصف بنسب متفاوتة، وإن أكثر من 550 بناية دُمّرت، وأوضحت أن ضواحي إربن وبوتشا وهوستمن في المدينة قد تعرضت لدمار شديدة وستحتاج إلى جهود كبيرة بعد الحرب لترميم المباني المدمّرة.