بعد حرب بوتين على أوكرانيا.. دولة أوربية أخرى تخشى أن تكون التالية

مخيم لأشخاص فارين من أوكرانيا إلى مولدوفا بالقرب من المعبر الحدودي في بالانكا (رويترز)

مع استمرار الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا يشارك مواطنو مولدوفا المجاورة الرسائل المتوترة عبر مواقع التواصل معربين عن مخاوفهم من أن تكون بلادهم هي التالية، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

فقد بدأ بعضهم تخزين العملات الأجنبية ووضع خطط للفرار، ويقول كثيرون منهم -وهم يرون كيف انهارت الحياة فجأة في أوكرانيا- إنهم يخشون احتمال وقوع كارثة في بلادهم، فكل ما يتطلبه الأمر هو أن يوسع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من طموحاته.

وبعد اثني عشر يوما من الصراع الذي غيّر التحالفات وقلب النظام العالمي، لحقت التداعيات بلدانًا مثل مولدوفا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي التي كانت تحاول التوازن بين الشرق والغرب، لكنها أصبحت تدرك الآن أن الأرضية الوسطية لم تعد تنفعها.

ووقّعت مولدوفا، الخميس الماضي، طلبًا للانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وهو ما وصفه رئيس وزرائها بأنه تصويت لصالح “الحرية”، كما أشار إلى أن مولودفا تسعى لاستيعاب أكثر من 250 ألف لاجئ أوكراني عبروا حدودها.

وأثناء زيارته، أمس الأحد، لعاصمة مولدوفا، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن البلاد بأنها مثال “قوي” للديمقراطية التي تتحرك إلى الأمام وليس إلى الوراء.

وبينما تندفع القوات الروسية نحو المدن الساحلية الجنوبية لأوكرانيا -بما في ذلك أوديسا التي تقع على بعد 30 ميلاً من حدود مولدوفا- عرض زعيم بيلاروسيا (ألكسندر لوكاشينكو) خريطة للمعركة أظهرت سهمًا يشير إلى مولدوفا.

ويقول محللون أمنيون إن التقدم البطيء لروسيا حتى الآن في أوكرانيا قد يقلل من فرص أن يسعى بوتين لتوسيع نطاق الغزو.

وقال نائب رئيس برلمان مولدوفا (ميهاي بوبسوي) في مقابلة إن مسؤولي المخابرات لا يرون مؤشرات على وجود تهديد مباشر، مضيفًا “على الرغم من أن خريطة (لوكاشينكو) ربما تجعلكم تشككون في كلامي”.

ومع ذلك فإن كل دولة سوفيتية سابقة تشعر بالتوتر من أن تتجه الهجمات جنوبًا، بحسب رئيس البرلمان، وقد أغلقت مولدوفا مجالها الجوي بالفعل وأعلنت حالة الطوارئ، وهي الدولة التي لا تزال خارج حلف الناتو وضماناته الأمنية.

مخاوف مشروعة

ومن أسباب شعور مولدوفا بالخطر أن لديها بالفعل ما يقدر بنحو 1500 جندي روسي داخل حدودها المعترف بها دوليًّا، حيث تتمركز تلك القوات -التي تصفها روسيا بأنها قوات حفظ سلام- في منطقة تُعرف باسم ترانسنيستريا، وهي جيب منفصل يعمل عمليًّا على أنه دولة مستقلة وتعترف سلطات مولدوفا بأنها لا تسيطر عليه.

وقد فوجئت السلطات في مولدوفا بأن قناة جديدة على تطبيق تلغرام تحمل اسم “مولدوفي” كان من المفترض أن توفر معلومات عن الصراع في أوكرانيا، أخذت منحًى آخر هو نشر شائعات عن مولدوفا.

وقد فوجئت تفاجأت السلطات المولدوفية بقناة (Moldovan) على تطبيق تليغرام التي تم إنشاؤها لتوفير معلومات عن الصراع في أوكرانيا، إلا أن القناة تتسابق لفضح شائعة تلو الأخرى عن البلاد.

ومن مولدوفا، أعلن بلينكن أن الولايات المتحدة “تبحث بنشاط” في المساعدة على تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة.

وبعد يوم واحد من تقدم مولدوفا بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوربي، أصدر قادة ترانسنيستريا بيانًا أوضحوا فيه أنهم ليسوا معنيين بالطلب وكرروا مطالبتهم بالانفصال عن مولدوفا.

المصدر : واشنطن بوست