إرسال عبوات “جمر خبيث” إلى مساجد في كندا

المساجد الكندية أسهمت حتى عهد قريب في التعايش بين الأديان والمذاهب (مواقع التواصل)

أكدت شرطة مقاطعة إدمونتون أن وحدة مكافحة جرائم الكراهية والتطرّف العنيف تحقق في اثنتين من حالات الذعر المحتملة من الجمرة الخبيثة في مساجد المقاطعة. مضيفة أن طرودًا تحتوي على مسحوق أبيض تم إرسالها بالبريد إلى مسجدين في المقاطعة.

وأصدر المجلس القومي للمسلمين الكنديين بيانًا ندد فيه بمحاولات إثارة الذعر في عدد من مساجد المقاطعة التي توجد في ولاية ألبرتا؛ وذلك بسبب وقائع إرسال عبوات تحتوي على مساحيق بيضاء تشبه الجمرات الخبيثة خلال الأيام الماضية.

 

وكشف المجلس أن الحادث الأول وقع الجمعة الماضية في مسجد بالقرب من شارع 43 و33 في “ميل وودز”، في حين تم العثور على الطرد الثاني، يوم الخميس، في مسجد في منطقة 61 شارع و172 في غرب إدمونتون.

وقال المجلس القومي للطفولة والأمومة “انفجر مسحوق أبيض عند فتح أحد العبوتين، وتقوم السلطات حاليًا بتحليلهما”.

وجاء بيان المجلس الوطني للمسلمين الكنديين وسط حالة شجب واسعة من السياسيين في ولاية ألبرتا، وفي مقدمتهم رئيس وزراء الولاية جيسون كيني، الذي وصف الاعتداء على المساجد بأنه “اعتداء على المجتمع الكندي برمته”.

وقال جيسون كيني في تغريدة عبر حسابه على تويتر “أنا منزعج من محاولات إثارة الذعر الواضحة من خلال إرسال “الجمرات الخبيثة” إلى مساجد إدمونتون”.

وأضاف “أدين الكراهية التي تحرّك هذه التهديدات، وأحث أي شخص لديه معرفة بالأمر بالاتصال بالشرطة، أتمنى أن ينعم جميع مسلمي ألبرتا بالسلام خلال شهر رمضان”.

من جانبه، أكد عضو البرلمان الكندي عن مقاطعة إدمونتون تيم أوبال دعمه للمجتمع الإسلامي قائلًا “إنني منزعج للغاية عندما علمت بالتهديدات التي طالت مسجدين في إدمونتون خلال الأسبوع الماضي”.

وتابع “كندا ليس لديها مكان لهذا النوع من الكراهية، أقف مع الجالية المسلمة التي تعرّضت للتهديد في شهر رمضان”.

ووجّه السياسي والمشرّع الكندي عرفان صابر كلامه للسلطات قائلًا “هذا مقلق. يجب النظر في الأمر بدقة، واتخاذ خطوات للتأكد من أن أماكن الصلاة تظل آمنة للجميع”.

كما عبّرت قيادات سياسية كندية أخرى عن انزعاجها من التهديدات الأخيرة. معتبرة أن الإسلاموفوبيا ليس لها مكان في كندا، و”أن كل مسلم في إدمونتون يستحق أن يشعر بالأمان في مدينتنا”.

وذهب أصحاب حسابات أخرى إلى أن هذا الحادث يستوجب التصدي الجماعي للكراهية في إدمونتون ومواقع أخرى في كندا.

وقبل عقدين من الزمن، تسببت مخاوف الجمرة الخبيثة في مقتل العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة.

وفي الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بدأت الرسائل المجهولة التي تحتوي على جراثيم الجمرة الخبيثة القاتلة في الوصول إلى الشركات الإعلامية ومكاتب الكونغرس.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، توفي 5 أمريكيين من استنشاق الجمرة الخبيثة، وأصيب 17 آخرون.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي