ميدل إيست آي: هجرة جماعية لشركات التكنولوجيا الروسية إلى دبي خشية العقوبات

توقعات بازدهار نشاط الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في إمارة دبي الغنية بالنفط ( أ ف ب)

كشف موقع (ميدل إيست آي) البريطاني تفاصيل هجرة شركات روسية عاملة في قطاع التكنولوجيا هربًا من تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، وبحثًا عن فرص استثمارية جديدة في مدينة دبي الإماراتية.

واستدلت الصحيفة بتجربة (غليب ميخائيلوف) أحد رواد أعمال التشفير والبرمجيات الذي استقل رحلة من موسكو إلى دبي أوائل مارس/آذار الماضي بحثًا عن فرصة استثمارية جديدة.

وقال ميخائيلوف مؤسس شركة (ثيماتيكس)، وهي شركة ناشئة تستخدم التكنولوجيا السحابية لأتمتة العمليات الخاصة بصناعة الفنادق “لم أرَ لنفسي ولشركتي أي مستقبل يذكر في روسيا”.

وأضاف أن حالة عدم اليقين التجارية التي خلّفها التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، عجّلت من خططه لتوسيع عملياته في الشرق الأوسط.

ويجري ميخائيلوف، الذي يعمل الآن بدوام كامل في دبي، محادثات مع شركات رأس المال الاستثماري الإماراتية لجمع الأموال حتى يتمكّن من نقل موظفيه التسعة المنتشرين في مناطق متفرّقة في روسيا وأوكرانيا إلى دبي.

وأوضح ميخائيلوف أن دبي “ستكون النسخة الخليجية والعربية لوادي السيليكون”، حيث يرى أن قطاعي الفنادق والسياحة المزدهرين في المدينة مهيأين لبرنامج الإدارة التي تعتمد على التكنولوجيا السحابية.

واستطرد الموقع بالقول إن ميخائيلوف ليس الروسي الوحيد في مجال التكنولوجيا ورجال الأعمال الذين يعارضون التدخّل العسكري في أوكرانيا، ويخشون تأثير تشديد العقوبات الغربية، ويهربون من روسيا بحثًا عن آفاق أكثر إشراقًا في الخارج.

وأوضحت مجموعة تجارية روسية متخصصة في صناعة التكنولوجيا أن نحو 70 ألف متخصص في التكنولوجيا غادروا روسيا قبيل 22 مارس/آذار الماضي، وأن 100 ألف آخرين قد يغادرون.

وأضافت أن الكثير من الخبراء الروس غادروا إلى تركيا وأرمينيا وجورجيا، لكن أغلبهم اختار الذهاب إلى دبي “حيث تحصل العقول المهاجرة والمواهب التقنية على نظام بيئي ناضج وثري داخل مركز تكنولوجي متطوّر بسبب لوائح الاستثمار الجديدة وقواعد التأشيرة السهلة، وسياسة ضريبة الدخل الصفرية”.

وخلصت الصحيفة إلى أن الإمارة الخليجية تمكّنت السنة الماضية من جذب حوالي 60% من إجمالي 9.1 مليارات دولار جمعتها شركات التكنولوجيا في الشرق الأوسط، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن غرفة تجارة دبي.

وكانت تقارير إخبارية قد رصدت في الآونة الأخيرة تدفّق عشرات الروس على متن رحلات جوية يومية إلى مطار دبي، وكثير منهم من بين أغنى الشخصيات داخل الدائرة المقرّبة للرئيس فلاديمير بوتين.

وقالت الصحيفة إن “الأوليغارشيين” وغيرهم من أغنياء روسيا مرحّب بهم في دبي، إلى جانب ثرواتهم التي تتدفّق إلى الإمارات بكميات غير مسبوقة، وغالبًا عبر وسائل سرية.

وأبلغ مصرفيون ووكلاء عقارات وتجار سيارات عن وجود طلب غير عادي على المنازل والسيارات الرياضية ومساحات الإرساء من قبل روس قادمين إلى الإمارات.

وذكر الموقع أن الإمارات لم تحذ حذو الحكومات الغربية في استخدام العقوبات انتقامًا لشن روسيا حربًا على أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي