المعارضة اللبنانية تنجح في الوصول للبرلمان وحزب الله وحلفاؤه يخسرون الأغلبية

لبنانيون يشاركون بالتصويت في الانتخابات البرلمانية
لبنانيون يشاركون بالتصويت في الانتخابات البرلمانية (الفرنسية)

شهدت النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية اللبنانية خسارة كبيرة لحزب الله وحلفاؤه مقابل فوز لوائح المعارضة بجانب وجوه جديدة لم يسبق لها تولي أي منصب سياسي.

وأعلنت وزارة الداخلية  اللبنانية عن نتائج الانتخابات في وقت أكدت فيه عدة أحزاب على أنها “ستقدم طعونًا”.

وتمكنت لوائح المعارضة المستقلة (المجتمع المدني) من الحصول على 13 مقعدا وحزب القوات اللبنانية على 19 مقعدا وقوى التغيير علي 15 مقعدا والحزب التقدمي الاشتراكي على 9 مقاعد وحزب الكتائب على 5 مقاعد وحزب الطاشناق الأرمني علي 3 مقاعد.

وأشارت وكالة رويترز إلى أن نحو 12 مقعدا في البرلمان ذهبت إلى وجوه لم تتمكن في السابق من دخول معترك السياسة اللبنانية ما يسمح بتشكيل تكتلات بين النواب المستقلين داخل البرلمان الجديد.

وأظهرت النتائج النهائية حصول حزب الله وحلفائه في مقدمتهم حركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة على نحو 55 مقعدًا من أصل 128 في أول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي المدمر في لبنان وانفجار ميناء بيروت في عام 2020.

وفاز 18 نائبا من التيار الوطني الحر و15 من حركة أمل و13 من حزب الله إضافة إلى نواب أخرين متحالفين من حزب الله فيما فاز نائبان فقط من تيار المردة.

وكان حزب الله يحتفظ مع حلفائه بقرابة 71 مقعدًا من إجمالي 128 خلال البرلمان المنتهية ولايته مشكلين أغلبية المقاعد البرلمانية.

ويتألف البرلمان من 128 نائبا، وتتوزع مقاعده بواقع: 28 للسُنة و28 للشيعة و8 للدروز و34 للموارنة و14 للأرثوذكس و8 للكاثوليك و5 للأرمن ومقعدان للعلويين ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.

ويتطلب التمتع بالأغلبية في البرلمان اللبناني الحصول علي 64 مقعدًا. وقد تربع حزب الله وحلفاؤه  وأبرزهم التيار الوطني الحر على عرش الأكثرية في البرلمان، منذ أربع سنوات.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر سياسية متحالفة مع حزب الله، في وقت سابق الاثنين،  قولها إنه “من المرجح أن يخسر حزب الله وحلفاؤه الأغلبية في البرلمان اللبناني”.

ومن بين الخسائر الملحوظة لحزب الله، فقدان نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي (72 عاما) المدعوم من حزب والمقرب من الرئيس اللبناني ميشال عون (التيار الوطني الحر) لمقعده الأرثوذكسي المسيحي في البقاع الغربي، وفقا للنتائج الرسمية.

وخسر الفرزلي أمام مرشح مدعوم من الزعيم الدرزي المعروف وليد جنبلاط ، لكن قائمة جنبلاط خسرت في المقابل أيضًا مقعدًا سنيًا أمام المرشح المستقل ياسين ياسين.

وأظهرت النتائج النهائية أن من بين حلفاء حزب الله البارزين الآخرين الذين خسروا مقاعد سياسية النائب السابق فيصل كرامي والسياسي الدرزي طلال أرسلان الذي خسر مقعدا يشغله منذ 30 عامًا (منذ 1992) أمام مرشح معارض.

وخسر أرسلان مقعده للوافد الجديد مارك ضو وهو صاحب شركة إعلانات وأستاذ للدراسات الإعلامية.

ومع ذلك، اكتسح حزب الله وحركة أمل المتحالفة معه جميع مقاعد الشيعة، وفقًا لتوقعات كلا الحزبين.

وفي السايق، فاز النائبان الحاليان علي حسن خليل وغازي زعيتر – وكلاهما يواجه اتهامات بشأن انفجار بيروت في 4 أغسطس / آب 2020- في الانتخابات الحالية.

وتركت النتائج البرلمان منقسمًا إلى عدة معسكرات دون أن يتمتع أي منها بأغلبية ما يزيد من احتمالات الشلل السياسي والتوترات التي قد تؤخر الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها لإخراج لبنان من الانهيار الاقتصادي.

ووفقًا لتقارير وتحليلات سياسية، قد يعرقل أي جمود سياسي الإصلاحات المطلوبة لإطلاق الدعم من صندوق النقد الدولي لتخفيف الأزمة الاقتصادية وتأجيل القرارات البرلمانية بشأن رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء بتشكيل مجلس الوزراء ورئيس جديد في وقت لاحق من هذا العام.

من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بالانتخابات وشجعت السياسيين اللبنانيين على إعادة الالتزام بالإصلاحات الاقتصادية.

وقالت على تويتر “ترحب الولايات المتحدة بالانتخابات اللبنانية التي جرت في موعدها دون وقوع حوادث أمنية كبيرة، ونشجع القادة السياسيين في البلاد على الالتزام مجددًا بالقوانين والإصلاحات الأساسية لإنقاذ الاقتصاد”.

وجرت الانتخابات في لبنان في خضم انهيار اقتصادي بات معه نحو 80% من السكان تحت خط الفقر وخسرت الليرة اللبنانية ما يزيد على 90% من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو 30%.

وتُعد نسبة الاقتراع التي بلغت 41% هي ثالث أدنى نسبة مسجّلة في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات