الغارديان.. لهذه الأسباب تريد فنلندا والسويد الانضمام لحلف الناتو

القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية يعلن قرار طلب للحصول على عضوية الناتو

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن الطلب الرسمي الذي تقدمت به كل من فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) يمثل تحولًا زلزاليًا في بنية الأمن في أوربا، ويكشف الكثير من التفاصيل عن سبب تخلي بلدان شمال أوربا عن الحياد وعدم الانحياز لسنوات.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الحرب الروسية على أوكرانيا كان لها كبير الأثر في تغيير الكثير من السياسات الأمنية في دول شمال أوربا على المستوى الرسمي أو الشعبي.

وأوضحت أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا كشف لدول الجوار أن “روسيا أصبحت بمثابة ذلك الجار الخطير والمقلق”، وأن هذه الدول وجدت نفسها في موقف يدعو لتغيير البوصلة، والاتجاه أكثر نحو الناتو لتأمين سياستها الأمنية الداخلية.

وأضافت الصحيفة أن الدروس التي استخلصتها دول الجوار الروسي من حرب أوكرانيا، هي أن موسكو “مستعدة على الدوام لشن حروب على جيرانها، التي لا تتوافر على سياسية عسكرية دفاعية مثلما هو الأمر بالنسبة فنلندا والسويد”.

وقال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو في خطاب أمام البرلمان السويدي، الثلاثاء الماضي، “إن عضوية السويد وفنلندا في الناتو لن تعزز أمننا فحسب، بل ستعزز أيضًا أمن الحلف بأكمله”.

وأضاف “نتخذ هذه الخطوات التاريخية في ظل حرب طاحنة تدور رحاها في أوكرانيا”.

جنود فنلنديون يشاركون في مناورات عسكرية مع قوات من بريطانيا ولاتفيا وأمريكا وإستونيا الشهر الماضي (غيتي)

وتابعت الصحيفة أن ما عزز من طلب فنلندا والسويد الانضمام لحلف الناتو هو أن الحلف يمثل في جوهره “تحالفًا دفاعيًا لم يثبت أن قام بالهجوم على دولة من دول الجوار، كما أن ميثاقه الداخلي يتضمن بند الدفاع المشترك الذي يضمن دفاع جميع دول الحلف على باقي الدول الأعضاء إذا ما تعرضت للخطر الخارجي”.

وأضافت الصحيفة أنه إذا كان المواطنون الفنلنديون والسويديون قد رفضوا في السابق أي تغيير على مستوى سياستهم الأمنية والدفاعية والاكتفاء بدور الحياد، فإن الحرب الدائرة في أوكرانيا جعلت الكثير منهم يعيدون النظر في هذه الحسابات التي ربما تعود لأيام الحرب الباردة.

وخلصت الصحيفة إلى أنه بالرغم من طلب العضوية لفنلندا والسويد لن يتم البت فيه بشكل سريع نظرًا للحرب الدائرة في أوكرانيا، إلا أنه سيشكل تحولًا استراتيجيًا في سياسة الحلف الأوربية، وإطباق مزيد من الحصار على روسيا من جهة الغرب مما سيجعلها قوة سياسية محاصرة.

وتتعاون فنلندا والسويد بالفعل مع الناتو، لكنهما تخلتا عن العضوية الرسمية، وهو موقف نجح على الصعيدين السياسي والاستراتيجي، لكن الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا غيّر كل شيء.

وقالت جان كوسيلا، مديرة سياسة الدفاع في وزارة الدفاع الفنلندية إن الرأي العام والطريقة التي يرى بها صانعو القرار السياسيون الفنلنديون ذلك، تحولت بسرعة كبيرة بعد أن شرعت روسيا في هجومها على أوكرانيا منذ شهر فبراير/شباط الماضي.

من جهته أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الجمعة، أن بلاده ستُنشئ 12 قاعدة عسكرية جديدة غرب البلاد ردًا على تعزيز حلف شمال الأطلسي (ناتو) قواته وتوسعه المنتظر في فنلندا والسويد.

وقال شويغو أمام مسؤولي وزارته والجيش “بحلول نهاية العام، سيتمّ إنشاء 12 قاعدة عسكرية، وسيتمّ نشر وحدات في المنطقة العسكرية في الغرب”، من دون تحديد طبيعة هذه المنشآت ولا حجمها.

المصدر : الغارديان البريطانية + صحف أجنبية