رويترز: أمريكا تعتزم تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مضادة للسفن

تفريغ شحنة أسلحة أمريكية لأوكرانيا تتضمن صواريخ جافلين المضادة للدبابات -25 يناير (غيتي)

نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن البيت الأبيض يعمل لتزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة للمساعدة على كسر الحصار البحري الروسي، وسط مخاوف من أن تزيد الأسلحة القادرة على إغراق السفن الحربية الروسية من حدة الصراع.

وذكرت الوكالة نقلا عمن قالت إنهم مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون ومصادر في الكونغرس، أن ثمة عراقيل في طريق إرسال أسلحة أطول مدى وأكثر قوة إلى أوكرانيا.

وأضافت المصادر أن من بين تلك العراقيل الحاجة إلى فترات تدريب طويلة وصعوبات صيانة المعدات أو مخاوف من إمكانية استيلاء القوات الروسية على الأسلحة الأمريكية، فضلًا عن “الخوف من التصعيد”.

وقالت بعض المصادر إن هناك نوعين من الصواريخ القوية المضادة للسفن -هما (هاربون) من صنع بوينغ و(نافال سترايك) الذي تصنعه شركة أخرى- يجري بحث شحنهما إلى أوكرانيا مباشرة، أو من خلال حليف أوربي لديه تلك الصواريخ.

 

البارجة (يو إس إس أيوا) تطلق صاروخ كروز هاربون المضاد للسفن خلال تمرين (غيتي)

وكانت أوكرانيا قد أعلنت مرارا أنها تريد قدرات عسكرية أمريكية أكثر تطورا تتجاوز مخزونها الحالي من المدفعية وصواريخ جافلين وستينغر وأسلحة أخرى.

وتتضمن قائمة كييف على سبيل المثال، صواريخ يمكن أن تدفع البحرية الروسية بعيدا عن موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، مما يسمح باستئناف تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى إلى أنحاء العالم.

جندي يحمل قاذفة صواريخ ستينغر المضادة للطائرات (غيتي)

وفي أبريل/ نيسان، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البرتغال تزويد الجيش الأوكراني بصواريخ (هاربون) التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر تقريبا.

لكن هناك العديد من المشكلات التي تحول دون ذلك، منها على سبيل المثال أن منصات إطلاق هاربون من الشاطئ محدودة، وهو أمر يصعب التغلب عليه تقنيا وفقا للعديد من المسؤولين، لأن هذا الصاروخ يُطلق غالبا من البحر.

وفي هذا الصدد قال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حلول محتملة تشمل سحب قاذف من سفينة أمريكية.

ويكلف كل صاروخ نحو 1.5 مليون دولار، بحسب خبراء ومسؤولين تنفيذيين في الصناعة.

جندي أمريكي يحمل راجمة صواريخ أرض جو (جافلين) خلال مناورة عسكرية (غيتي)

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن هناك نحو 20 سفينة تابعة للبحرية الروسية بينها غواصات، في منطقة عمليات البحر الأسود.

وقال خبير بحري في معهد هادسون إن ما بين 12 و24 صاروخا مضادا للسفن مثل هاربون بمدى يزيد على 100 كيلومتر، ستكون كافية لتهديد السفن الروسية ويمكن أن تقنع موسكو برفع الحصار.

وأضاف “إذا أصر بوتين، يمكن لأوكرانيا أن تقضي على أكبر السفن الروسية، حيث لا يوجد مكان تختبئ فيه بالبحر الأسود”، وتكبدت روسيا بالفعل خسائر في البحر، خاصة غرق الطراد (موسكفا) أكبر سفن أسطولها في البحر الأسود.

وصول بطارية مدافع هاوتزر الكندية والمعدات المتعلقة بها إلى لاتفيا -20 مارس (رويترز)

الخوف من الانتقام الروسي

قال مسؤولون أمريكيون ومصادر في الكونغرس إن عددا قليلا من الدول ستكون على استعداد لإرسال صواريخ هاربون إلى أوكرانيا، لكن لا دولة تريد أن تكون الأولى أو الوحيدة التي تفعل ذلك.

وبحسب ما قال مسؤول أمريكي في هذا الشأن فإن سبب ذلك هو خوف الدول “من انتقام روسيا إذا غرقت سفينة لها بصاروخ (هاربون) من مخزونها”.

وقال المسؤول الأمريكي إن دولة واحدة تفكر في أن تكون أول من يزود أوكرانيا بالصواريخ، وأضاف أنه بمجرد أن تلتزم تلك الدولة “التي تملك مخزونا جيدا” بإرسال هاربون، فقد يتبعها آخرون.

لحظة غرق الطراد الروسي
مشاهد مصورة ترصد لحظة غرق الطراد الروسي موسكفا (تويتر)

من الساحل الأوكراني

ويمكن إطلاق الصاروخ (نافال سترايك) من الساحل الأوكراني، ويبلغ مداه 250 كيلومترا، كما يستغرق التدريب على إطلاقه أقل من 14 يوما، وقالت المصادر إن تلك الصواريخ تعتبر أقل صعوبة من الناحية اللوجستية من هاربون.

وقال مسؤولان أمريكيان ومصادر في الكونغرس إن الولايات المتحدة تحاول إيجاد طريقة تتيح لأوكرانيا الحصول على صواريخ (نافال سترايك) من الحلفاء الأوربيين.

ويجب أن توافق وزارة الخارجية الأمريكية على جميع طلبات الأسلحة التي تشمل محتوى أمريكيا ومنها هاربون ونافال سترايك، في حين تتلقى الوزارة التوجيهات من البيت الأبيض.

ويأتي على رأس قائمة طلبات أوكرانيا سلاح آخر هو أنظمة راجمات الصواريخ مثل (إم 270) التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، ويمكن أن تصيب هدفا على بعد 70 كيلومترا أو أكثر، وما يزيد بثلاثة أضعاف على العديد من قذائف مدافع هاوتزر الحالية.

المصدر : رويترز