الغارديان: تزايد إصابات التهاب الكبد الغامض بين الأطفال عالميا والعلماء يبحثون روابط محتملة مع كورونا

يحقق مسؤولو الصحة العالمية في ارتفاع حالات التهاب الكبد (الأوربية)

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن مرض التهاب الكبد ينتشر بصورة خطيرة وغامضة بين الأطفال في أكثر من دولة عبر العالم، ومعه تنتشر الأسئلة عن السبب، بما في ذلك الروابط المحتملة مع فيروس كورونا. لكن الخبراء يقولون إنه من السابق لأوانه معرفة الاسباب الحقيقية لهذا الداء.

وأضافت الصحيفة أنه تم تحديد أكثر من 600 إصابة بالتهاب الكبد من دون سبب معروف في جميع أنحاء العالم منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، العديد منها كانت لأطفال أصحاء سابقًا.

وتابعت أنه يوجد في المملكة المتحدة أكبر عدد من الحالات (197 حالة) في حين أن الولايات المتحدة لديها 180، معظمها كانت خطيرة بما يكفي لتتطلب دخول المستشفى.

ورغم معرفة عدد الإصابات المسجلة، فإن السبب لا يزال لغزًا طبيًا.

وقال جيسون كيندراتشوك، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية بجامعة (مانيتوبا) “ساحة اللعب تتغير على مدار الساعة”.

وأضاف كيندراتشوك “شيئًا فشيئًا بدأنا معرفة ماهية المشكلة، لكنني لا أعتقد أن لدينا كل القطع من الأحجية لنقول إن هذا هو تفسيرنا لما يقع”.

وعلى الصعيد العالمي، احتاج 26 مريضًا -منهم 15 في الولايات المتحدة- لعمليات زرع كبد.

وأُبلِغ عن الحالات الأولى بالولايات المتحدة في ولاية ألاباما، ولكن اكتُشفت حالات في 36 ولاية أخرى بعد أن أصدر مركز السيطرة على الأمراض تحذيرًا على مستوى البلاد.

وأوضحت الصحيفة أنه حتى الآن لا يزال التحقيق جاريًا بشأن الأسباب المحتملة لها المرض الفتاك، مضيفة “قد يكون فيروسًا جديدًا لم يتم التعرف عليه بعد أو فيروسًا موجودًا، أو فيروسات موجودة مجمّعة معًا، مما يتسبب في ظهور أعراض جديدة”.

ونشر باحثون هنود دراسة جديدة مبنية على الارتباط المحتمل بين الإصابة بالتهاب الكبد وفيروس كورونا.

ورغم أن الدراسة لم تُراجَع بشكل نهائي، فإن أهم مضامينها تسلط الضوء على ارتفاع حالات التهاب الكبد لدى الأطفال بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19 من دون أعراض.

وأضافت الدراسة أن من بين 475 طفلًا ثبتت إصابتهم بالفيروس، ظهرت أعراض التهاب الكبد على 37 منهم، لكنهم تعافوا بعد تلقيهم العلاج.

وقارنت دراسة جديدة أخرى وظائف الكبد لآلاف الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بكورونا مع الأطفال المصابين بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

وقالت رونج شو، أستاذة المعلوماتية الطبية الحيوية في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف “الأطفال المصابون بكوفيد-19 لديهم مخاطر أعلى بشكل ملحوظ على الوظائف الحيوية للكبد”.

وأضافت “بالنسبة لهذه الدراسة، وجدنا ارتباطًا بين الإصابة بكوفيد-19 والتهاب الكبد”. لكن تبقى الخطوة المقبلة هي معرفة ما إذا كان الأطفال المصابون بخلل في وظائف الكبد بعد كوفيد-19 يعانون من نتائج سلبية أخرى.

ورجّحت رونج شو أن يكون ضعف جهاز المناعة الذي ضربه كورونا أو فيروسات أخرى، يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد.

ورأى باحث آخر أن كورونا يمكن أن يخلق ردود فعل مناعية كبيرة لمسببات الأمراض الأخرى بعد فترة طويلة من الإصابة الأولية.

وقال الخبراء إن هذه الدراسة مثل بقية الدراسات الأخرى “تُعدّ حلقة واحدة ضمن سلسلة من الحلقات السابقة، لكنها ليست كافية لاعتمادها بصورة كلية ونهائية”.

وأوضح كيندراتشوك “دائمًا نأخذ قطعًا من الأحجية ونبنيها معًا ببطء، وكل هذه الأشياء يجب وضعها في قائمة العوامل السببية المحتملة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية