بالخرائط.. الجزيرة مباشر ترصد مؤشرات العملية العسكرية التركية لإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري (فيديو)

قال المحلل العسكري والاستراتيجي السوري العقيد أديب عليوي إن العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهدف إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترًا شمالي سوريا تمثل استكمالًا للعمليات الثلاث السابقة التي نفّذها الجيش التركي منذ عام 2016.

وأضاف عليوي في مقابلة مع مراسل الجزيرة مباشر في الشمال السوري أن أهمية هذه العملية تكمن في أنها تشمل الحيز الجغرافي السوري الممتد من تل أبيض وجرابلس وانتهاء بمنطقة عين العرب الاستراتيجية التي شهدت خلال السنوات الماضية تمركزًا لمسلحي تنظيم الدولة.

وأوضح عليوي أن عين العرب كانت محور تفاهمات روسية أمريكية منذ عام 2019.

وقال “هدف الجيش التركي والجيش الوطني السوري من هذه العملية يتحدد في السيطرة على الأراضي الممتدة من تل رفعت ومنبج وعين العرب، وهو ما سيمكّن القوات التركية من الوصل بين المناطق الشمالية الأخرى في تل أبيض وجرابلس”.

وأشار عليوي إلى أن تصريحات الرئيس التركي بشأن هذه العملية محاولة لجس نبض القوى العالمية المؤثرة في الملف السوري وخاصة أمريكا وروسيا وإيران، مضيفًا أن واشنطن لم توافق بعد على العملية، كما أن الطيران الروسي لا يزال يشن هجمات صاروخية يوميًّا على هذه المناطق، مما يعني أنه يرفض أي محاولة للتحكم فيها.

وشدد المحلل العسكري والاستراتيجي السوري على أن الظروف العامة اليوم تبدو غير ملائمة لتنفيذ العملية، مرجحًا أن يقدم الجيش التركي على البدء فيها خلال فصل الشتاء حيث يكون الوضع مناسبًا للجيش للتحرك بسرعة وإنهاء العملية في الوقت المناسب.

يُذكر أن الجيش التركي قام بثلاث عمليات عسكرية في الشمال السوري.

ففي 2016، نفّذ عملية “درع الفرات” التي شملت مناطق جرابلس وصولًا إلى منطقة أعزاز، وانتهت بسيطرة الجيش التركي على هذه المناطق بعد أشهر من المعارك ضد تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني.

وفي 2018، أطلقت تركيا العملية الثانية المعروفة بـ”غصن الزيتون” التي شارك فيها الجيش التركي وقوات المعارضة السورية وتمكّن خلالها من تطهير مناطق عفرين وصولًا إلى ريف إدلب الشمالي.

أما العملية الثالثة، فهي “نبع السلام” عام 2019، وانتهت بالسيطرة على مدينتي تل أبيض ورأس العين بعمق 30 كيلومترًا داخل الحدود السورية.

المصدر : الجزيرة مباشر