الكويت تتحرر تماما من قيود كورونا.. فما دوافع هذا القرار؟

تعد الكويت أول دولة عربية تتخذ قرارًا بالعودة إلى الحياة لما كانت عليه قبل كورونا، وذلك بعد أن قررت الحكومة الكويتية إلغاء القيود جميعها التي فرضت خلال جائحة كورونا، فضلًا عن إلغاء اللجنة الرئيسة لمتابعة تنفيذ الاشتراطات الصحية المتعلقة بمكافحة انتشار الفيروس.

ووفقًا للدكتور أسامة العنزي استشاري الأمراض المعدية والفيروسية ضيف برنامج “مع الحكيم” فقد أعلنت الحكومة الكويتية إلغـاء فحـص PCR لغـير المحصنين شـرطًا للحضور في المؤسسات التعليمية ومقار العمل، وقالت السلطات الكويتية إن ارتداء الكمامة اختياري داخل الأماكن جميعها المفتوحة والمغلقة.

وأشار العنزي إلى ضرورة التزام من لديهم أعراض مرضية فقط بارتدائها، كما قررت الدولة السماح بدخول الأفراد الأماكن العامة والمغلقة بغض النظر عن حالة التحصين ومن دون إجراء فحص PCR، وكانت الكويت بدأت بفرض إجراءات خاصة طيلة مدة الجائحة بدءًا من مارس/آذار من العام 2020.

وأوضح ضيف البرنامج أن هذا القرار صدر بعد دراسة تفصيلية للوضع السياسي والصحي في البلاد، وبعد صدور النتائج التي تفيد بنقص عدد الإصابات اليومية ونقص عدد الحالات الحرجة في المستشفيات إلى القدر الذي تستطيع المنظومة الصحية الكويتية استيعابه تقرر إلغاء الإجراءات.

كما أوضح أن هذا القرار هو نتيجة خطوات صائبة اتخذتها دولة الكويت منذ بداية الجائحة، وأهمها كانت تطعيم الشعب الكويتي بأفضل اللقاحات جودة، حيث تم استخدام لقاح أكسفورد في معظم أنحاء البلاد، فضلًا عن مناعة القطيع التي تحققت في المدة الأخيرة بعد تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية.

وعلى الصعيد العالمي، أفادت منظمة الصحة العالمية باستمرار انخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات الناجمة عن الوباء.

وذكرت المنظمة أن الوضع جيد للغاية ومشجّع، لكنه لا يعني التخلي عن الحذر، وفي الأسبوع الماضي، تم الإبلاغ عما يزيد عن 15 ألف حالة وفاة، وهو أدنى إجمالي أسبوعي للوفيات منذ مارس عام 2020.

وصرّح الدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام للمنظمة أنه نظرًا لتقليل العديد من البلدان للاختبارات، تتلقى منظمة الصحة العالمية معلومات أقل عن الانتقال والتسلسل، مشددًا على أن الفيروس لن يختفي لمجرد أن البلدان تتوقف عن البحث عنه.

وأضاف أنه “لا يزال هناك تهديد باحتمال ظهور متغيّر جديد وخطير، وعلى الرغم من انخفاض الوفيات، ما زلنا لا نفهم العواقب الطويلة المدى للمرض على الناجين” على حد قوله.

وفي الصين -المنشأ الأول لفيروس كورونا- تعيش البلاد مؤخرًا وضعًا مرتبكًا ما بين الغلق في مقاطعة والفتح في مقاطعة أخرى، فقد شددت العاصمة الصينية بيجين قيود مكافحة كوفيد-19 لاحتواء تفشي المرض.

وشددت السلطات من قواعد التباعد الاجتماعي، وأطلقت حملة جديدة لإجراء فحوصات جماعية في العاصمة التي تعد الآن أكثر المناطق تضررًا وأكثرها سكانًا.

بينما سمحت شنغهاي لبعض سكانها البالغ عددهم نحو 25 مليونًا بالخروج بعد أن شهدت حالة من توقف الإصابات اليومية خارج مناطق الحجر الصحي، ويعد التفشي في شنغهاي، الذي بدأ في مارس الماضي، هو الأسوأ في الصين منذ الأشهر الأولى من الجائحة في عام 2020.

وعلى إثر إصابة مئات الآلاف بكوفيد منعت المدينة سكانها من مغادرة منازلهم ما أثار حالة من الغضب العام، في تحد واختبار لنهج الحكومة الصينية المعروف باسم (صفر كوفيد).

وقد علّق الدكتور أسامة العنزي على هذا الوضع قائلًا “إن الوصول إلى صفر كوفيد هو أمر مستحيل في بلد يتعدى سكانه مؤشر المليار”، وأوضح أن تجدد الإصابات والإغلاقات يرجع إلى الكثافة السكانية للصين، فكلما قل عدد الإصابات وخرج الناس إلى الشوارع عادت الإصابات إلى ذروتها.

وارتفاع أعداد الإصابات لا يقتصر على الصين، بل يمتد إلى بلدان شرق آسيا في ظاهرة تطرح تساؤلات عدة خاصة في وقت تقل فيه الأعداد عالميًا.

ففي تايوان تزداد الإصابات اليومية بشكل كبير، لكن حكومتها قالت إنها لن تفرض الإغلاق “بقسوة” على سكانها مثل الصين، إلا أن الإجراءات الاحترازية ما زالت متبعة.

وأشارت الحكومة التايوانية إلى سعيها نحو الرفع التدريجي للقيود والإجراءات الاحترازية والعيش بشكل طبيعي والدخول تدريجيًا في مرحلة جديدة للوقاية من الأوبئة.

أما اليابان المجاورة فما زالت تسجّل أعدادًا متزايدة من الإصابات، وما زالت تواصل القيود والإجراءات، لكنها حصرت الجرعة الرابعة من لقاح كوفيد 19 على كبار السن وذوي الحالات المرضية، والوضع يبدو مشابهًا في جارتها كوريا الجنوبية.

المصدر : الجزيرة مباشر