تعذيب وذبح ودعس أحياء.. “حفار القبور” يكشف أمام الكونغرس فظائع المقابر الجماعية في سوريا (فيديو)

حفار القبور اسم رمزي استخدمه الشاهد خوفًا على نفسه وعلى عائلته (سي بي إس)

لا تزال المقابر الجماعية قيد الحفر في سوريا حتى اليوم بحسب شهادة سوري مجهول الهوية يعرف باسم “حفار القبور”، أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة استماع في الكونغرس أول أمس الأربعاء، وفق موقع سى إن إن.

وأخبر حفار القبور أعضاء مجلس الشيوخ بأنه تحدث مع آخرين فروا من البلاد مؤخرًا وأخبروه بأن المقابر الجماعية لا تزال تُحفر هناك.

وقبل اندلاع الحرب، كان حفار القبور يعمل موظفًا إداريًّا في بلدية دمشق. وفي عام 2011 زار مسؤولون من مخابرات النظام مكتبه وأجبروه على العمل لهم في حفر القبور.

وأوضح حفار القبور كيف تم تجنيده قائلًا من خلال مترجم “عندما يطلب النظام شيئًا منك فلا يمكنك أن ترفض، ولكنني لم أكن مستعدًّا لمواجهة أهوال ما طُلب مني”.

وواصل “كانت تصل مرتين في الأسبوع 3 شاحنات مقطورات محملة بما يتراوح بين 300 و600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح، ومن 3 إلى 4 شاحنات صغيرة تحمل بين 30 و40 جثة لمدنيين أُعدموا في سجن صيدنايا من أجل التخلص منها بأكثر الطرق وحشية”، وروى قصصا مؤلمة “لتعذيب المعتقلين واغتصاب النساء، وقتل رجال أمن النظام للمحتجزين دون شفقة أو رحمة”.

وقال حفار القبور عبر المترجم “قلبي مثقل بمعرفة أن الكثيرين في هذه اللحظة بالذات يتعرضون للتعذيب اللاإنساني على يد نظام الأسد. في بعض الحالات، أعرف بالضبط مكان تكديسهم في مقابر جماعية ولا تزال قيد الحفر حتى اليوم. أعرف ذلك لأن آخرين ممن عملوا معي في المقابر الجماعية قد هربوا مؤخرًا وأكدوا ما نسمعه”.

وأكد أنه كلما طالت الحرب واستمر الأسد في السلطة، زاد تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا أن “تمكين الأسد يمكّن بوتين، وإيقافه يضر بالدكتاتور الروسي. يجب أن نتعلم من الماضي وأن لا ندع هذه اللحظة تتكرر مرة أخرى”.

وتمكن حفار القبور من الفرار من سوريا عام 2018 والالتحاق بعائلته في أوربا، وكان قد أدلى بشهادته أمام محكمة ألمانية بشأن الفظائع التي شهدها.

ومن الفظائع التي عاشها أثناء عمله في مواقع المقابر الجماعية إلقاء رجل حي من شاحنة مع جثث، إذ قام الرجل بحركة تشير إلى أنه لا يزال على قيد الحياة.

وروى الحفار هذا الموقف باكيًا فقال “أحد العمال المدنيين قال إنه يتعين علينا القيام بشيء ما. لكن ضابط المخابرات الذي يشرف علينا أمر سائق الجرافة بدعسه ولم يتردد السائق في ذلك وإلا لكان التالي. دُعس الرجل في الحال ثم دُفن في المقبرة، أما الشاب الذي تجرأ وذرف الدموع على هذه الضحية فلم نرَه مرة أخرى”.

ودعا حفار القبور أعضاء مجلس الشيوخ إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات قائلا “رغم أن مئات الآلاف قُتلوا واختفوا بالفعل ونزح الملايين، فإن الأسوأ لم يأت بعد. يمكنكم منعه ولكنني أرجو منكم ألا تنتظروا ثانية واحدة. أتوسل إليكم باتخاذ إجراء على الفور”.

وبدأت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على أنها انتفاضة سلمية ضد الرئيس بشار الأسد، ثم تحولت إلى حرب استمرت أكثر من عقد من الزمان. وحتى الآن، قُتل ما يقدر بنحو 400 ألف سوري ونزح ملايين آخرون داخل وخارج سوريا وفق الأمم المتحدة.

المصدر : سي إن إن