رئيس الموساد الأسبق يحذر: إسرائيل في طريقها لتدمير نفسها بنفسها

الكنيست الإسرائيلي (رويترز)

بنبرة غير مسبوقة انتقد مدير الموساد الأسبق، تامير باردو، سلوك الكنيست في تصريحات ألقاها في كلية نتانيا الأكاديمية يوم الأربعاء، بحسب موقع إسرائيل اليوم.

ففي محاضرة بعنوان “اختارت دولة إسرائيل تفعيل آلية التدمير الذاتي”، أعرب باردو عن أسفه لما وصفه بإشكالية الدولة والكنيست قائلا “من فضلكم توقفوا قبل فوات الأوان. لم نتعلم شيئًا. عندما يصبح العالم قرية صغيرة، يكون كل شيء شفافًا، والجميع يشاهد ما يجري هنا يومًا بعد يوم”.

وتساءل “هل نحن على استعداد لقراءة ما كُتب على الحائط؟ ألم نتعلم شيئًا؟ أنشأنا دولة هنا (وخُضنا) سبع حروب وحربًا لا تنتهي ضد أولئك الذين لم يتصالحوا مع وجودنا”.

وأضاف أنه رغم كون إسرائيل دولة غنية وقائدة في مجالات التقنية الفائقة والزراعة والطب، فإنها تبدو منقسمة وتنزف في وجه الأخطار التي لم تنته “ومن يسعون إلى زوالنا ينتظرون أن تزداد الأمور سوءًا، وقريبا سيتم تفعيل آلية التدمير الذاتي وهي الكراهية المتبادلة”.

وتابع “بعد أربع حملات انتخابية في عامين، أنشأت إسرائيل حكومة معقدة حصلت على أغلبية في الكنيست، وحتى الآن لم تتم الإطاحة بها”.

ثم انتقد المعارضة وحزب الليكود على وجه الخصوص قائلا “الحزب والائتلاف الذي أُطيح به يرفض الاعتراف بالنتيجة ومخاطبة رئيس الوزراء بلقبه. وهذا بيان عدم اعتراف بالحكومة وقوانينها وسلطتها”.

واستطرد “يتسم الخطاب الإسرائيلي بنفاد الصبر والعنف اللفظي تجاه كل من يفكر بطريقة مختلفة. الكنيست الإسرائيلي يشكل نموذجًا سلبيًّا يتدفق إلى المجتمع الإسرائيلي”.

وفي سياق حديثه عن يوم القدس تساءل باردو “هل نصدق أنفسنا؟ لقد أجرت الحكومة أسابيع عديدة تقييمات حول ما إذا كانت ستنظم مسيرة في عاصمتها، هل يمكن أن يُطرح مثل هذا السؤال في لندن أو باريس أو واشنطن؟ دولة بأكملها في كل بث تناقش ما إذا كان بإمكانها إقامة مسيرة في العاصمة، لا توجد سابقة لذلك في أي مكان”.

وتابع متسائلا “هل المدينة (القدس) موحدة حقا؟ هل قامت إسرائيل بأي شيء منذ 1967 وحتى الآن لتوحيدها؟ هل هناك عاصمة أخرى في العالم بها مخيم للاجئين؟ هل هي عاصمة يتمتع جميع سكانها بحقوق كاملة ومتساوية؟ قررنا توحيد القدس عام 1967 لكننا لم نفعل شيئًا لتوحيدها، وحتى آخر حكومة يمينية لم تغير وضع (القدس)”.

واعترف رئيس الموساد الأسبق بأن ما سماه “قرار عدم اتخاذ القرار أدخل إسرائيل في غيبوبة”.

وفي إطار تنديده بالانتقاد الموجه إلى نظام الأمن الإسرائيلي قال “لقد قام بكل ما بوسعه لفترة طويلة جدا وحتى القدرات غير المسبوقة لها تاريخ انتهاء”.

وحول المشروع الاستيطاني قال “حظي المشروع الاستيطاني بدعم نشط تارة وسلبي تارة أخرى عبر الحكومات، وأصبح معقدًا للغاية. وفي العقود الأخيرة، أصبح هناك قلق من أننا لا نستطيع التوصل إلى قرار بشأنه من دون المخاطرة بوقوع حرب أهلية”.

وتساءل “لماذا لا تحدد الحكومات الإسرائيلية الحدود الإقليمية التي نريدها؟ قادة الدول خائفون من العقوبات والمقاطعات (ردًّا على) أي قرار. ومن الواضح لكل شخص في العالم أنه حتى اليوم، أن ضم (الأراضي) يجلب اليهود إلى وضع هم فيه أقلية. فاختار سياسيونا تخدير الجمهور وتقرير مصير البلاد بينما يهربون من الواقع، والساعة تدق وقد يؤدي الفشل في ترسيم الحدود إلى نفاد الصبر واندلاع عنف جسدي ولفظي”.

المصدر : مواقع إسرائيلية